الركود يطغى على الأسواق
لا مستجدات كثيرة في واقع الأسواق سوى الخشية من تعمق حالة الجمود والركود ونقص السيولة التي يتمنى الجميع أن يروا نهاية قريبة لها.. لتعود حالة البحبوحة والنشاط الاقتصادي من جديد وبوتائر عالية، فالاقتصاد السوري وكذلك الأسواق السورية يعد الأفضل حالاً قياساً بالاقتصاديات الكبرى وحتى الصغرى منها لأن الدولة تتحمل الجزء الأكبر من أعباء التشغيل.
- فعدد العاملين لدى القطاع العام في سورية يزيد على 1,5 مليون عامل.. يحصلون على مرتبات شهرية ثابتة لا يمكن أن تخفض أو تنقص كما يحدث حالياً في العديد من الدول وليسوا أيضاً عرضة للتسريح.. رغم أن هناك العديد من الدراسات الميدانية التي تؤكد أن متوسط العمل الفعلي للعامل السوري في كل القطاعات لا يتجاوز ثلاث ساعات عمل حقيقية يومياً.. وهناك دراسات أخرى متشائمة تقول: إن متوسط العمل الفعلي للعامل السوري لا يتجاوز ثلاثين دقيقة في اليوم.. لكن بغض النظر عن الوقت الذي ترصده وتحدده مثل هذه الدراسات فإنه ليس هناك من يعمل وسطياً ثماني ساعات متواصلة... وإذا انتقلنا إلى مسألة إنتاج العامل يومياً فهناك أيضاً دراسات تقول: إن إنتاج العامل السوري في العديد من القطاعات توازي عشر مثيله في بعض دول الاتحاد الأوروبي وأميركا واليابان...
- ولعل ما يعرف بالوظيفة الاجتماعية أو الهدف الاجتماعي لمسألة التشغيل في القطاع العام فقد شكلت أكبر حماية ومظلة كبيرة لملايين الأسر السورية ممن فقدت مصدر رزقها ودخلها الوحيد..فلو أن المعايير الاقتصادية مطبقة في كل القطاعات الحكومية لوجدنا أننا أمام واقع صعب بل ومرير يقضي بتسريح آلاف العمال كل يوم.. وفي هذا الإطار يمكن أن نذكر أن القطاع الخاص في سورية اضطرته الصعوبات التي يمر بها إلى الانتقال إلى مرحلة التسريح والاستغناء عن مئات فرص العمل...
حتى إن الوظائف الجديدة التي يعرضها القطاع للراغبين بالعمل عمدت إلى تخفيض أجورها بنسبة تتراوح بين 51 ـ 53% قياساً بمرحلة ما قبل الأزمة المالية العالمية...
- العديد من المختصين في مناحي الاقتصاد يشيرون إلى أن بدء تعافي وانتعاش قطاع العقارات يعد المؤشر الأهم لتجاوز الأزمة... لكن للأسف لم يحدث أي انتعاش يذكر في قطاع العقارات وتجارة الأراضي.. فحجم المعروض يفوق بأضعاف مضاعفة حجم الطلب.. لذلك فإن أسعار الشقق والمنازل مرشحة لهزة كبيرة وانخفاض مؤلم... أما الأراضي فقد بدأت مسيرة تراجعها بشكل كبير إذ إن سعر دونم الأراضي الذي كان معروضاً للبيع قبل حوالي تسعة أشهر يعرض حالياً بسعر أقل من السابق ب 500 ليرة سورية وعلى صعيد آخر لا تزال المحلات التجارية محافظة على أسعارها بيعاً واستثماراً وإيجاراً لأنها تعد وعاء ادخارياً وفرص عمل في آن واحد...
- أما على صعيد أسعار الألبسة فإن التراجع أصبح حقيقياً ولم يعد وهماً كما كان يحصل سابقاً في مسألة التنزيلات «الأوكازيون» فنسبة خفض الأسعار قاربت حالياً ما بين 30 إلى 70% رغم تواجد الألبسة الصينية المستوردة التي تعد إحدى أهم العوامل الضاغطة على صناعة الألبسة السورية.. لذلك فإن إعادة العمل بمبدأ الحماية وفرض رسوم جمركية تجعل الصناعة السورية في وضع قادر على المنافسة.
- أما بالنسبة لأسعار الأعلاف فقد شهد الأسبوع الماضي حدوث انخفاض جديد في أسعارها إذ تراجعت أسعار الذرة الصفراء من 11.50 إلى 10.50 والصويا من 19.750 إلى 19.250 أما الشعير فبقي على حاله بـ10.250.
كما أدت الأمطار التي هطلت بغزارة في الأسابيع الأخيرة من شباط إلى تراجع أسعار التبن من 13 إلى 8 ل.س.
كما تراجعت أسعار البيض من 135 ل.س إلى 125 ل.س، أما صحن الحجم الصغير فتراجع إلى 100 ل.س والفروج على حاله بـ 115 ـ 120 ل.س، أما غنم العواس فعلى حاله أيضاً بين 210 ـ 215 ل.س لكن أسعار اللحم المجروم لا تزال تتصاعد إلى أن وصل الكغ الواحد في بعض محلات القصابة في دمشق إلى 800 ل.س والقمح على حاله 14 ـ 15 ل.س لكن الطحين ارتفع بمقدار ليرتين ليباع بـ 20 ل.س.
أما أسعار الحديد فتراجعت إلى 23 ألف ليرة للطن الواحد، بينما كانت قبل أسبوع بـ 26 ألف ليرة والاسمنت انعدمت وانتهت سوقه السوداء، فالطن الواحد بـ 6250 ل.س ويمكن لأي مواطن أن يبتاع خمسة أطنان على البطاقة العائلية وبالسعر الرسمي.. ويعد توفر الاسمنت وتراجع أسعار الحديد المستمر مؤشراً مهماً وبالغ الدلالة على الجمود والواقع الصعب لسوق العقارات ولتدني معدلات ووتائر البناء والتشييد.. أما على صعيد الخضر والفواكه فإن الأسعار تعد معقولة جداً لمثل هذه الفترة من العام، فالتفاح الشتوي وبسبب انخفاض معدلات الاستهلاك تراجع سعر النوع الثاني منه إلى 30 ليرة والأول إلى 70 ل.س أما البرتقال فيباع بين 15 ـ 35 ل.س.
لكن أسعار الموز الصومالي قفزت خلال الأسبوع الماضي إلى 65 ل.س ولأسباب غير مفهومة وغير مبررة فسعر الصرف ثابت والاستهلاك في أدنى مستوياته..!
أخيراً بيع غرام الذهب في السوق السورية يوم أمس بسعر 1235 ل.س.
وأغلقت بورصة نيويورك على سعر 940 دولاراً للأونصة، أما اليورو فكان سعر صرفه 60.25 والدولار بـ47.30.
الأسعار خلال أسبوع
قبل أسبوع حالياً
الغنم 210 210
الفروج 115 120
البيض 135 125
الصويا 19.750 19.250
الذرة 11.50 10.50
الشعير 10.250 10.250
القمح 14 ـ 15 14 ـ 15
الطحين 18 20
الحديد 26 23.5
الاسمنت 6250 6250
الذهب 1235 1260
محمد الرفاعي
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد