كيري: الانفتاح على دمشق يفيدنا وعلاقتها مع طهران لا تهددنا

05-03-2009

كيري: الانفتاح على دمشق يفيدنا وعلاقتها مع طهران لا تهددنا

وضع رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري، تصوره العام لسياسة واشنطن في الشرق الأوسط بعد عودته من جولة إقليمية، في وقت تقف الإدارة الأميركية على عتبة مخاض جديد لمقاربة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، والتعامل مع طموحات إيران النووية، واختبار حوارها مع دمشق.
ورأى كيري في خطاب رئيسي له في «مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط» في «مؤسسة بروكينغز»، أربعة أسباب تمهد الطريق لحصول السلام في الشرق الأوسط، هي التحولات الإستراتيجية في المنطقة في السنوات الأخيرة، ومبادرة السلام العربية، واتضاح ملامح اتفاق الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ مؤتمر أنابوليس، وانتخاب الرئيس باراك أوباما.
وتابع كيري الذي زار مؤخرا مصر والأردن وسوريا ولبنان وإسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة، «لقد وصلنا إلى لحظة جديدة في نزاع قديم»، معتبرا انه من الممكن التوصل إلى سلام في المنطقة «رغم الانقسامات الفلسطينية وتجدد اندلاع الحرب واستمرار إطلاق الصواريخ من غزة والتحولات السياسية في إسرائيل». ورأى أن المنطقة «تعبت من الوعود المكسورة وتعبت من محادثات السلام التي تؤدي إلى مزيد من الحروب».
واعتبر كيري أن غزو العراق في العام 2003 أوجد فراغا سياسيا ملأته إيران، ما أدى إلى «رغبة غير مسبوقة بين البلدان العربية المعتدلة بالعمل مع إسرائيل»، داعيا إلى «إعادة تصور جوهرية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي كمشكلة إقليمية مترابطة تتطلب حلا إقليميا».
وبعد انتقاده لسياسة الإدارة الأميركية السابقة، رأى كيري أن انتخاب أوباما «يقدم فرصة استثنائية ومؤشر لمقاربة جديدة وبراغماتية جديدة وروح جديدة ورغبة متجددة للاستماع والقيادة». لكنه لم يعرض أي مقاربة جديدة تختلف عن مقاربة إدارة الرئيس جورج بوش في السنتين الأخيرتين لناحية التعامل مع الوضع الفلسطيني الداخلي وبرنامج إيران النووي، بل طرح سياسة الانفتاح المتجددة على دمشق، والحذرة مع طهران.
ودعا كيري إلى مبادرة دولية فيها إجماع لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي لتحصين الاستقرار في الشرق الأوسط، معتبرا أن إيران تشكل «خطرا وجوديا» على إسرائيل. ورأى أن الدول العربية التي رفضت بالإجماع يوما اي حوار او اعتراف او سلام مع اسرائيل، تحول رفضها الآن لأسلحة ايران النووية وتدخلها وهيمنتها. لكنه نوه بإعلان اوباما رغبته التحاور مع ايران، مشيرا الى إمكانية التعاون في افغانستان.
وقال كيري عن الانفتاح على دمشق «ليست لدينا أوهام ان سوريا ستنهي فورا ارتباطاتها بإيران.. لكن هذا يجب الا يهددنا طالما ان هذه العلاقة لا تتسبب بزعزعة استقرار المنطقة»، مشيرا الى ان هذا الحوار «يفيدنا ويفيد المنطقة ويفيد سوريا». واعتبر ان رفع العقوبات عن دمشق يساعد الاقتصاد السوري ويعطيه حوافز ويفيد التجارة الأميركية. وتابع «ستبقى سوريا تحاول اللعب على الجانبين من السور ما دام يمكنها ذلك، وعلينا ان نوضح ان المفاوضات لن تأتي على حساب لبنان والعدالة الدولية». وقال ان سوريا بدأت مفاوضات سلام مع اسرائيل رغم اعتراض ايران، وأن الرئيس بشار الاسد ابلغه استعداده لاستكمال التفاوض مع مشاركة اميركية مباشــرة والالتزام بمـبادرة السـلام العربية.

كما طالب كيري مصر بالمساعدة على وقف تهريب الاسلحة الى غزة والأردن، وتوسيع دورها في تدريب القوى الامنية الفلسطينية، والسعودية بالوفاء بالتزاماتها المالية لإعادة اعمار الضفة الغربية. وتطرق الى دور قطر الإقليمي قائلا «لا يمكن ان تستمر قطر بأن تكون حليفا أميركيا يوم الاثنين وترسل أموالا الى حماس يوم الثلاثاء». وتابع «لقد فشلنا جميعا في ان نفعل ما بوسعنا لمساعدة الرئيس محمود عباس على تطوير قدرته على الحكم وبناء الشرعية»، داعيا الى جهد لبناء مؤسسات السلطة الفلسطينية وإلى توفير مساعدات إنسانية وإعادة إعمار قطاع غزة من دون تعزيز قوة حركة حماس. واعتبر ان على الولايات المتحدة الانخراط في عملية السلام ودفع حليفتها اسرائيل لاتخاذ «قرارات صعبة» موجها انتقادات لإسرائيل باستمرارها في بناء المستوطنات ولعدم تخفيف القيود على المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة.

جو معكرون

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...