8 فنانين سوريين يتكتلون في موجة جمالية جديدة

21-02-2009

8 فنانين سوريين يتكتلون في موجة جمالية جديدة

في معرضهم “انتفاضة الشباب”، الذي افتتح مساء أمس الأول في “غاليري أيام” في دبي وشارك فيه ثمانية فنانين سوريين يطرح هؤلاء أنفسهم بوصفهم “موجة جديدة” في الحركة التشكيلية السورية الراهنة، بحسب منظمي المعرض.

الحال، أن من غير الممكن الاقتناع بهذا الأمر في معزل عن الصورة الجامعة للحركة الفنية التشكيلية السورية وفضائها الجغرافي والاقتراحات الجمالية التي يجترحها التشكيليون السوريون راهنا، علما أن العديد من فناني “الموجة الجديدة” يعرضون أعمالهم للمرة الأولى، وعلما أنه ما عاد من الممكن الاقتناع بجدوى الجهود الجماعية في الاقتراحات الجمالية البديلة لأن هذه الاقتراحات غالبا ما تكون نتاجا فرديا خالصا لا شأن للجماعة واقتراحاتها فيه.

الفنانون المشاركون في هذا المعرض الذي يستمر حتى 9 من الشهر المقبل هم: ثائر هلال، ومطيع مراد، وقيس سلمان، ياسر صافي، عمار البيك، ونهاد الترك، وعمران يونس، ووليد المصري، أسهم كل منهم بأكثر من عمل وبما يمنح المتفرج إليها فكرة ما عن طبيعة عمل كل فنان على حدة، ليكون الانطباع الأول الذي تتركه هذه الأعمال هو أن لا جامع بينها على الإطلاق سوى اختلاف كل تجربة عن الأخرى. وذلك فضلا عن أن المرء يرى أحيانا طيفا لفاتح المدرس هنا أو هناك مثلما قد يسأل المرء نفسه لماذا تذكّر الآن سحبان آدم؟

يمكن القول في ما يخصّ أعمال ثائر هلال أن العالم يبدو بالنسبة له من الأعالي البعيدة وقد تناهى في الصغر إلى حدّ أنه عبارة عن مربعات تكاد تكون ميكروسكوبية لكنها غير ثابتة.

وما تمنحه للمتفرج أعمال مطيع مراد أنها “لعب” جميل مع اللون واختبار لإمكاناته التعبيرية وطاقته على أن يكون ضوءا صافيا، حيث جعل من “لونه” الأحمر مركزا للعالم - اللوحة وجعل من الألوان الأخرى مسامير في عرش هذا اللون، إن جاز التوصيف.

أعمال قيس عمران، فإنه يمكن أن نطلق عليه عنواناً من الممكن اقتراحه كالتالي: ضد الزيف، الذي التهم حياتنا وأفعالنا ومشاعرنا، وذلك على صعيد المضمون، أما تقنيا وأسلوبيا فقد وظف الفنان كل ذلك من أجل إبراز ذلك المضمون التعبيري المتحول، تحديدا أن شخوصه بجماليتها المشوهة ما هي إلا نحن جميعا وكيف يرانا. أي العالم من حوله. وتشير أعمال ياسر صافي إلى تجريدية تعبيرية، ربما تكون قاتمة وغير متفائلة لكنها بالتأكيد تتصل برسوم الأطفال وتلك المخيلة التي ترى العالم بنزق وعفوية شديدة، إلى حدّ أن المرء يكاد يرى شخوصا أخرى في هذه الشخوص التي تحتل جانبا من السطح التصويري.

ثم إلى صور عمار البيك الفوتوغرافية والتي بالأبيض والأسود، حيث يدرك الفنان تماما تلك الحساسية الخاصة للأبيض والأسود في الفوتوغرافيا. إن أعماله بسبب ذلك بالتأكيد هي كما لو أنها صور تدفقت دفعة ما من ذاكرة واحدة؛ بل من ذاكرة عائلية ما.

جهاد هديب

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...