ليفني تهدد غزة من القاهرة.. وسلسلة من التهديدات بـ ”تغيير” غزة

26-12-2008

ليفني تهدد غزة من القاهرة.. وسلسلة من التهديدات بـ ”تغيير” غزة

وصلت التهديدات “الإسرائيلية” بالعدوان الواسع على قطاع غزة ذروتها، أما جديدها فهو إطلاقها هذه المرة من القاهرة التي زارتها وزيرة الخارجية “الإسرائيلية” تسيبي ليفني وعبر قناة “العربية” التي بثت لقاء مع رئيس الوزراء “الإسرائيلي” المستقيل ايهود أولمرت، فيما ردت حركة “حماس” بأن مطلقي التهديدات هم من سيدفع الثمن، منتقدة استخدام القاهرة منبراً للتهديدات “الإسرائيلية”.

واتصلت مصر، أمس، بقيادة حركة “حماس” طالبة منها تهدئة الأوضاع في غزة، حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية. ونقلت الوكالة عن مصدر مصري مسؤول قوله، إن مصر طلبت من قيادة “حماس” التهدئة لتجنيب الشعب الفلسطيني عواقب عملية عسكرية “إسرائيلية” واسعة. وقال المصدر إن هذه الاتصالات تأتي في إطار الجهود المصرية لاحتواء الوضع المتدهور في غزة، حتى تتمكن من فتح المعابر لإدخال المساعدات والمواد الغذائية والطبية.

ولم تشر الوكالة إلى اسم المصدر المصري المسؤول، ولا إلى الجهة القيادية في حماس التي اتصل بها.

- وكانت وزيرة الخارجية “الإسرائيلية” تسيبي ليفني قد هددت بعد لقاء مع الرئيس المصري حسني مبارك بإسكات الصواريخ، فيما اكد نظيرها المصري احمد ابو الغيط ان مصر تسعى الى وقف التصعيد تمهيدا للتفاوض حول “اتفاق مكتوب” بشأن التهدئة. وقالت في مؤتمر صحافي مشترك مع ابو الغيط ان “الوضع في قطاع غزة أصبح عائقا أمام اقامة الدولة الفلسطينية و”حماس” يجب ان تعرف ان تطلعنا للسلام لا يعني ان “اسرائيل” ستقبل بعد الآن هذا الوضع (...) كفى يعني كفى والوضع سيتغير”. وقالت “لقد فاض بنا الكيل وهذا الوضع يجب أن يتغير”. واضافت “للأسف هناك عنوان واحد للتعامل مع وضع الشعب في قطاع غزة وهو حماس التي تسيطر عليهم”. وتابعت ان “حماس قررت استهداف “اسرائيل” وهذا شيء يجب ان يتوقف وهذا ما سنقوم به”. واكدت “ان التصعيد الذي حدث بالأمس غير محتمل والوضع في غزة هو كالتالي: انها تحت سيطرة حماس وهي منظمة ارهابية متطرفة ولا تمثل الفلسطينيين وتهاجم “اسرائيل” بشكل يومي”. واعتبرت ان “سيطرة حماس على القطاع ليست مشكلة ل”اسرائيل” فقط، نحن نتفهم احتياجات مصر ولكن ما نفعله هو تعبير عن احتياجات المنطقة”، ملمحة ضمنا الى ان سيطرة “حماس” على غزة تمثل مشكلة لمصر كذلك.

إنذار أخير

وجاءت زيارة ليفني للقاهرة غداة اجتماع للحكومة الامنية “الاسرائيلية” قالت الصحف العبرية انه انتهى الى منح ضوء أخضر للجيش للقيام بعمليات واسعة في غزة. وفي تصريحات هي الأكثر وضوحاً في ترجيح العدوان على غزة، وحملت شكل الإنذار الأخير ل”حماس”، دعا رئيس الوزراء “الاسرائيلي” ايهود اولمرت سكان القطاع الى ارغام “حماس” على وقف اطلاق الصواريخ حتى لا تضطر “اسرائيل” الى الرد، حسب تعبيره. وقال في مقتطفات من المقابلة التي اجرتها معه قناة العربية الفضائية ونشرها موقع صحيفة “جيروزاليم بوست” “اقول لكم في نداء أخير: اوقفوا ما يحصل”. وقال “اعرف كم ترغبون في ان تستيقظوا صباحا والهدوء من حولكم، وان تصطحبوا أولادكم الى الروضة او المدرسة كما نفعل نحن، وكما يريد ان يفعل اطفال سديروت ونتيفوت”. واضاف زاعماً “نريد حسن الجوار مع غزة. لا نريد ان نسيء اليكم ولن نسمح بحصول أزمة انسانية تعانون فيها من نقص الغذاء والأدوية. لا نريد ان نحارب الشعب الفلسطيني ولكننا لن نسمح لحماس بان تهاجم أطفالنا”. وكرر اولمرت مناشدة سكان غزة، قائلا “لا تدعوا حماس، وهي تتصرف خلافا لقيم الاسلام، تعرضكم للخطر. اوقفوهم. اوقفوا اعداءكم واعداءنا. قولوا لهم ان يوقفوا اطلاق (القذائف)”. وحذر من أنه لن يتردد في استخدام القوة لمنعها من إطلاق الصواريخ.

ونقل مكتب أولمرت عن رئيس الوزراء قوله في مقابلة مع تلفزيون العربية “لن أتردد في استخدام قوة “إسرائيل” لضرب حماس و(حركة) الجهاد. كيف؟ لن أخوض في التفاصيل الآن”. وأضاف أولمرت ““إسرائيل” تركت غزة منذ حوالي ثلاث سنوات بلا نية للعودة”. ومضى قائلا “أقول لكم في نداء اللحظة الاخيرة اوقفوها. أنتم يا أهل غزة تستطيعون أن توقفوها”.

مسلسل تهديدات

وتوعد رئيس لجنة الخارجية والأمن، تساحي هنغبي، باجتياح واسع للقطاع  بقوة عسكرية غير مسبوقة توازي بكمياتها وقدراتها تلك التي استخدمت في حرب لبنان الثانية. وفي حين كان وزير الحرب ايهود باراك، يؤكد في كل مناسبة موقفه الرافض لعملية عسكرية قال، أمس، إن “إسرائيل” لن تتغاضى عن هذا التصعيد وتوعد بجباية ثمن باهظ ممن يمسون بما أسماه “أمن “اسرائيل””. ودعا نائب وزير الحرب السابق افرايم سنيه إلى استهداف مقار “حماس” في سوريا، داعيا دمشق إلى طرد الحركة. اما رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان فانتقد زيارة وزيرة الخارجية، تسيبي لفني الى مصر ولقاء الرئيس حسني مبارك وقال ان على الاخير الوصول الى القدس والاجتماع بالقيادة “الاسرائيلية” لابلاغهم الخطوات التي ينوي القيام بها لردع حماس.

ووفق ما تخطط له “إسرائيل” فسيشن الجيش عمليات قصف جوي بشكل تصاعدي، وتنفيذ عمليات عسكرية محدودة مع مواصلة عمليات الاغتيال.

ودعا وزير المواصلات، شاؤول موفاز، الجيش الى اتخاذ خطوات يضمن من خلالها ترقيم قدرته على الردع وقال “لا يمكن لأي دولة في العالم أن تقبل واقعاً يكون فيه أبناؤها تحت تهديد الإرهاب”. وأضاف “يجب تغييب سلطة حماس في غزة عن الوجود بكل الطرق المتوفرة”.

وهدد رئيس أركان جيش الاحتلال جابي اشكنازي باستخدام كل القوة العسكرية “الإسرائيلية” ضد غزة لوقف إطلاق الصواريخ. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن اشكنازي قوله، خلال خطاب لمناسبة تخريج دورة طيارين، إن “هذا الواقع لا يمكن أن يستمر وسنضطر إلى ممارسة كل القوة من أجل ضرب قواعد الإرهاب وخلق واقع أمني مختلف حول قطاع غزة”. وأضاف “أمامنا مخاطر قريبة وبعيدة ستضع الجيش “الإسرائيلي” وسلاح الجو أمام امتحانات معقدة، وهنا قريبا منا وعلى بعد كيلومترات معدودة، تضرب حركة حماس بواسطة إطلاق عشرات القذائف الصاروخية سير الحياة العادية لمواطني جنوب “إسرائيل” وخلال ذلك تحاول أن ترمي الخوف والرعب في مواطنينا ونسائنا وأولادنا”. وقال إن “الجيش “الإسرائيلي” وسلاح الجو، كونه مركباً أساسياً في قوته، جاهزان ومستعدان لتنفيذ أية عملية مطلوبة”.  وتقول تقارير إعلامية عبرية إن العدوان سيبدأ فور تحسن الأحوال الجوية بجانب ظروف أخرى لم تحددها التقارير التي أشارت إلى أن الغارات الجوية ستشكل الجزء الأكبر من العدوان.

- من جانبها، توعّدت “حماس” بأن “الإسرائيليين” هم الذين سيدفعون ثمن تهديدات “إسرائيل”، وليس حماس وأبناء الشعب الفلسطيني وحدهم. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة في بيان صحافي “نحن في حماس نؤكد أن الذي سيدفع ثمن هذه الحماقات ليس أبناء حماس وحدها وليس أبناء الشعب الفلسطيني وحدهم بل كل مغتصب صهيوني على الأرض الفلسطينية هو أيضا سيدفع ثمن هذه الحماقات التي تنوي ارتكابها ليفني”. وأضاف “نحن نستغرب أن تستغل ليفني الساحة المصرية وتطلق تصريحاتها الإجرامية والإرهابية باستهداف أبناء شعبنا الفلسطيني في غزة واستهداف حركة حماس”. وأوضح “نحن نرى في تصريحات ليفني دعوة للعنصرية والتطرف والإجرام وتكشف نواياها في ارتكاب جريمة حرب جديدة تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني”. وأضاف “من الأصل أن تحاكم ليفني على هذه التصريحات في محاكم جرائم الحرب، والأصل ألا تستقبل في عاصمة عربية ولا أي دولة أخرى وان تحاكم على هذه الجرائم”. وأكد ان “هذه التهديدات لن ترهب قيادات الحركة ولن تستطيع أن تكسر عزيمتها وإرادتها وان من يتحمل كل تداعيات هذه المرحلة التصعيدية هو ليفني وحكومة الكيان الصهيوني”. وأشار الى “ان ليفني لن تستطيع أن تدمر برنامج المقاومة ولن تنجح في حشد أي رأي عام ضد حركة حماس وضد برنامج المقاومة”. وأكد “أن أي رهان من قبل ليفني وغيرها على إسقاط حماس وإخراجها من المعادلة الفلسطينية هو رهان خاسر لن يكتب له النجاح وسيفشل أمام ضربات المقاومة وأمام التفاف جماهير الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة وحول الشرعية الفلسطينية وحول حركة حماس”.

 

المصدر: وكالات

إقرأ أيضاً:

التعاون المصري – الإسرائيلي في ملف غزة: الأهداف والمصالح
كيف يستثمر الزعماء الإسرائيليون صواريخ حماس في تسويق سياساتهم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...