مجلس الأمن ينحاز إلى إسرائيل ويرفض الاستماع لكلمة سوريا
رفض مجلس الأمن الدولي، أمس، طلب لبنان بوقف اطلاق النار، مانحا إسرائيل المزيد من الوقت لزيادة عدوانها على لبنان. واكتفى المجلس بالدعوة إلى التعاون مع الفريق الدولي الذي أرسله الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان إلى الشرق الأوسط لاحتواء التصعيد.
و<أشاد> المجلس، في بيان صحافي موجز تلاه رئيسه الحالي السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة جان مارك دو لاسابليير، بقرار انان، أمس الأول، إرسال الوفد الذي يراسه مستشار انان الخاص للشؤون السياسية فيغاي نامبيار، ويضم الفارو دي سوتو وتيري رود لارسن، والذي وصل امس، الى القاهرة وبدا محادثاته مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي طالب ب<ضرورة وقف الاعتداءات الاسرائيلية الجارية على لبنان وأن يضطلع مجلس الامن الدولى بمسؤولياته فى هذا الشأن، مع ضرورة حل المشكلة الاساسية المتمثلة فى الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية المحتلة>.
ومن المقرر ان يلتقي الوفد ايضا في القاهرة وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط وان يشارك اليوم في اجتماع لوزراء خارجية دول الجامعة. واوضحت الوكالة ان الوفد سيتوجه بعد ذلك إلى إسرائيل والاراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا والأردن قبل العودة إلى مصر التي سيغادر منها إلى نيويورك لتقديم تقرير حول نتائج جولته الى انان.
وأشار البيان، الذي تبناه أعضاء مجلس الأمن بالإجماع، إلى أن المجلس <يطلب من كل الدول والأطراف المعنيين التعاون الكامل مع فريق الأمم المتحدة الذي أرسل إلى المنطقة>. وأضاف البيان، الذي صدر بعد ساعتين من المناقشات حول تزايد العنف في لبنان وإسرائيل وفلسطين، أن <مجلس الأمن ينتظر باهتمام التقرير المتصل بمهمة هذا الوفد، ويأمل في أن يتسلمه في اقرب وقت ممكن>.
وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن مجلس الأمن كان يفكر في اعتماد <بيان رئاسي>، وهو الإجراء الذي لا يتطلب تصويتا، لكن أعضاءه لم يتفقوا على طريقة وصف الهجوم الإسرائيلي على لبنان، ولذلك تم نشر بيان صحافي.
وقال دو لاسابليير امام المجلس ان <حزب الله يتحمل مسؤولية اندلاع الأعمال الحربية>. واضاف ان على الحكومة اللبنانية <ان تتحمل مسؤولياتها، عبر العمل بطريقة فاعلة لاستعادة سلطتها على كامل اراضيها وعبر حشد كل الفاعلين السياسيين اللبنانيين في شكل اقوى وراء هدف نزع سلاح الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية>.
واعتبر دو لاسابليير ان لاسرائيل <الحق في الدفاع عن نفسها>، لكننا <ندين الطابع غير المتناسب لردها الذي اسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وتسبب باضرار مادية جسيمة>.
وشدد دو لاسابليير على ان <الشعب اللبناني ينبغي الا يكون بعد الان رهينة النزاعات الغريبة عنه>، داعيا لوقف الاعمال الحربية لان <فرنسا مقتنعة بعدم جدوى الحل العسكري>.
وقال السفير اللبناني نهاد محمود ان اجتماع المجلس ياتي في غمرة هجوم اسرائيلي واسع على لبنان منذ ثلاثة ايام. واشار الى ان التحركات الاسرائيلية <تستهدف تركيع لبنان وتدميره بأي شكل مضيفا، <لست بحاجة لان اوضح لكم هنا من الضحية ومن المعتدي>.
وتابع ان لبنان <يدعو الى اتخاذ قرار بوقف فوري وسريع لاطلاق النار وفك الحصار الجوي والبحري والبري ويطالب بوضع حد للعدوان الاسرائيلي>. واضاف ان لبنان <يطلب ايضا من مجلسكم الكريم وضع معالجة شاملة لما جرى حول الخط الازرق>، محذرا من ان العدوان <لن يحل المشكلة، بل سيزيد من تعقيدها>.
واعتبر المندوب الاسرائيلي لدى الامم المتحدة دان غيلرمان ان الحكومة اللبنانية هي التي جلبت ذلك على نفسها، لانها لم تنزع سلاح حزب الله، وسمحت له بابقاء سيطرته على جنوب لبنان، الامر الذي مكنه من عبور الحدود لخطف جنديين اسرائيليين.
وكرر المندوب الاميركي لدى الامم المتحدة جون بولتون ان من حق اسرائيل الدفاع عن نفسها، مشيرا الى ان واشنطن تعمل مع اطراف الصراع، وزعماء آخرين معنيين، <للمساعدة في استعادة الهدوء، والتوصل لحل لهذه الازمة>.
وشدد المندوب السوري لدى الامم المتحدة بشار الجعفري، بعد الجلسة، على ان حق النقض الذي استخدمته واشنطن ضد قرار حول غزة امس الاول <اعطى لاسرائيل الضوء الاخضر لتمضي قدما>.
وانتقد الجعفري قيام دو لاسابليير بتجاهل الرغبة السورية في إلقاء كلمة في الجلسة.
المصدر : وكالات
إضافة تعليق جديد