البرزاني والطالباني يعزلان الكردستاني

22-10-2008

البرزاني والطالباني يعزلان الكردستاني

الجمل: تسارعت تطورات الصفقة المتوقعة على خط أربيل – أنقرة حول ملف حزب العمال الكردستاني وأصبحت كل التوقعات تقول بأن هذا الخط أصبح على وشك الدخول في مرحلة إعداد الترتيبات العملية بعد أن تجاوز الأمر مرحلة التفاهم وتبادل الآراء.
* البرزاني و"انطباعات" زيارة أنقرة:
نشرت صحيفة زمان اليوم التركية تقريراً حمل عنوان: «البرزاني: الاجتماع الأخير كسر الحواجز مع تركيا»، أشار على النقاط الآتية:
• عقد البرزاني اجتماعاً مع كبار المسؤولين الأتراك خلال نهاية الأسبوع  الماضي.
• وصف البرزاني اجتماعاته مع المسؤولين الأتراك بأنها أزالت الحواجز التي كانت تفصل أربيل عن أنقرة.
• أعلن البرزاني أن اجتماعاته قد أمنت انفتاح القنوات على خط أربيل – أنقرة.
• قال البرزاني بأن تحسن علاقات أربيل – أنقرة سيترتب عليه تحسن علاقات أربيل – بغداد وأنقرة – بغداد، على النحو الذي يؤدي إلى تشكيل خط موحد يضم الثلاثي أنقرة – بغداد – أربيل.
وأشارت المعلومات التركية إلى أن حضور البرزاني إلى أنقرة جاء بعد سلسلة تفاهمات واجتماعات تمهيدية جمعت في بغداد بين مورات أوزيسليك المبعوث التركي الخاص إلى العراق وبعض كبار المسؤولين في وزارة الخارجية التركية.
* ماذا تقول تسريبات الخارجية التركية:
تعتبر الاجتماعات التي عقدها البرزاني في أنقرة وتلك التي عقدها في بغداد مع المبعوث التركي الخاص، هي الأولى من نوعها التي جمعت مسؤول تركي مع آخر كردي، منذ لحظة غزو العراق مطلع عام 2003م. وبرغم التكتم الشديد الذي تفرضه أربيل وأنقرة على محتويات اجتماعات البرزاني، فإن الأداء السلوكي لوزير الخارجية التركي علي بابكان يشير إلى أنه تم الاتفاق على بعض الترتيبات المشتركة التي تم التوافق والتفاهم حولها لجهة تكوين لجنة مشتركة ثلاثية الأطراف تتكون من الثلاثي أربيل – أنقرة – واشنطن وهدفها محاربة إرهاب حزب العمال الكردستاني التركي. إضافة لذلك، فقد شدد على ضرورة تأمين استمرارية أسس التعاون الثنائي الجاري حالياً على خطوط أنقرة – أربيل، أنقرة – بغداد، أنقرة – واشنطن.
وتقول المعلومات التي أوردتها تصريحات الوزير التركي بأن التفاهم حول ملف حزب العمال على خط أربيل – أنقرة لم يقتصر على تفاهم البرزاني مع  المسؤولين الأتراك وإنما أيضاً يوجد مسار تفاهم آخر موازي له على خط بغداد – أنقرة، يجمع بين الزعيم الكردي جلال الطالباني الذي يتولى منصب الرئيس العراقي، والرئيس التركي عبد الله غول، وبحسب تأكيدات بابكان فإن التفاهم وتطابق وجهات النظر بين أنقرة والزعيمين الكرديين طالباني – برزاني، حول وجود حزب العمال الكردستاني كان واحداً وموحداً أجمعت فيه الأطراف على ضرورة مكافحة الإرهاب الذي يقوم به الحزب.
* البرزاني وخط أربيل – طهران:
أشارت بعض التسريبات إلى أن التفاهم جاري حالياً بين البرزاني وطالباني من جهة والزعماء الإيرانيين من جهة أخرى، وتقول التسريبات أن خط أربيل – طهران وخط بغداد – طهران، قد قارب الوصول إلى نقطة التوافق حول ملف حزب الحياة الحرة الكردي وضرورة التعاون المشترك للقضاء على نشاط هذا الحزب المهدد لإيران. وتقول المعلومات والتسريبات بأن مسعود البرزاني سيغادر أربيل متوجهاً إلى طهران في الأيام القليلة القادمة لإجراء المفاوضات النهائية حول صفقة أربيل – طهران.
* صفقات البرزاني وتداعياتها المتوقعة:
من المعروف أن الساحة السياسية الكردية ظلت طوال تاريخها عامرة بالاستقطابات بالمحلية والإقليمية والدولية على النحو الذي شهد قيام زعماء الحركات الكردية بالدخول في كثير من الصفقات المعلنة وغير المعلنة. يتمحور الاستقطاب الحالي في الساحة السياسية الكردية لجهة وجود أطراف الاستقطاب الآتية:
• محور حزب العمال الكردستاني الكردي التركي – حزب الحياة الحرة الكردي الإيراني: ويعمل الحزبان ضمن تنسيق مشترك وتجمع بينهما الكثير من الروابط المذهبية والميدانية.
• محور الحزب الديمقراطي الكردستاني العراقي (البرزاني) – حزب الاتحاد الوطني الكردستاني (طالباني): وبرغم خلافاتهما السابقة فإن انفرادهما بالساحة الكردية العراقية قد ترتب عليه توافق الطرفين على توزيع الأدوار.
تشير خارطة التحالفات في الساحة الكردستانية بامتداداتها المختلفة إلى وجود معسكرين كبيرين الأول يتمثل في النخبة السياسية الكردية العراقية، والثاني يتمثل في النخبة السياسية الكردية التركية والإيرانية. صفقة أربيل مع أنقرة وصفقة أربيل مع طهران الهدف منهما كما هو واضح القضاء على النخبة السياسية الكردية التركية والإيرانية بما يفسح المجال أمام النخبة السياسية الكردية العراقية المسيطرة على أربيل حالياً بأن تمسك بقبضتها على كامل الساحة السياسية الكردية بما يجعلها تسيطر على كامل ملف الأزمة الكردية في المنطقة. ولكن كما هو واضح أيضاً فإن تحالف البرزاني – طالباني المسيطر على أربيل حالياً هو مجرد تحالف قومي، ولن يستطيع مهما أوتي من قوة السيطرة على القاعدة الاجتماعية الكردية المساندة لحزب العمال الكردستاني وحزب الحياة الحرة، وعلى الأغلب أن تؤدي صفقة أربيل – طهران وصفقة أربيل – أنقرة إلى المزيد من الصراعات داخل الساحة الكردستانية إضافة إلى أن مصداقية هذه الصفقات ستشوبها المزيد من الشكوك واللايقين بسبب وجود محور واشنطن – تل أبيب ورائها.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...