فقر الريفيين يلتهم غاباتهم
أظهرت المسوحات التي أجرتها الجهات المعنية ان الاجور (الرواتب) هي المصدر الرئيسي للدخل في الارياف وان نصف الفقراء يعيشون في أسر تعتمد على الرواتب او على الاجور المكتسبة في مزارع اخرى (بعضها وخاصة الضخمة منها) في البناء او كعمال يدويين ولنسبة تبلغ النصف او اكثر من دخلهم. والفقر بين هذه الاسر (ذات الدخل المعتمد على الاجور او الرواتب) هو اعلى منه لدى الاسر التي تستمد مظعم دخلها من مزارعها الخاصة او من مشروعات اخرى. وبمقارنة مع معظم الدول الاخرى في المنطقة تندرج سورية في مرتبة منخفضة على معظم المعايير المتعلقة بالتعليم ورغم ان لديها معدلات عالية نسبيا من التسجيل في المدارس الابتدائية فإن هذه المعدلات ليست مرضية في التعليم الثانوي. وبينت الدراسات ان الفقر منتشر بصورة اكبر بين الاسر التي تعتمد على الاجور منه لدى الاسر التي تستمد دخلها من الزراعة او مشروع آخر، وان ثلثاً من الفقراء الريفيين يعيشون في الاسر التي تستمد دخلها من زراعة المحاصيل وتربية الحيوان و5% من الاسر التي تستمد معظم دخلها من انواع اخرى. وانتشار الفقر في الحقيقة هو الادنى للأسر التي لاتعتمد على مصدر دخل رئيسي واحد ولكن حصة السكان من هذه الاسر بين الفقراء الريفيين هي فقط 2.5% وهناك اختلافات معتبرة بين ظروف السكن للأسر الفقيرة وغير الفقيرة مثلا 11% من الاسر الفقيرة ليس لديهم حمامهم الخاص مقارنة مع 2% من الاسر غير الفقيرة وان عدم وجود تمديدات مياه في المنزل اكثر شيوعا في الاسر الفقيرة منه بين الاسر غير الفقيرة.
واذا كانت الاسر لديها قلق حول مصدر المياه او فيما اذا كان لديهم الاستطاعة الكافية لتدفئة المنازل وان نسبة مئوية منخفضة جدا من الاسر في سورية ليس لديها كهرباء. وهناك 85% من الاسر الريفية تستخدم البترول كنوع وقود رئيسي في حين ان حوالي 10% من المنازل تتم تدفئتها باستخدام الخشب.
وأظهرت النتائج ان سكان الريف يملكون عموما منزلا خاصا 90% والقليل يستأجرونه 3% والـ 7% الباقية يقيمون في مساكن لايملكونها.
والفقر الريفي هو بمعدل أعلى في محافظات دير الزور والرقة والحسكة وخرائط الفقر تظهر مناطق ذات وجود أعلى للفقر في كل من المحافظات الشمالية الشرقية والوسطى، والفقر الريفي هو الادنى في المحافظات الساحلية وفي المحافظات الجنوبية درعا ـ السويداء والقينطرة.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد