مكواة الفحم في السلم والحرب والطاعة والإيمان

الجمل- أيهم ديب: هل كان الكلدانيون أول من استعملها أم الفراعنة أم أن أول ظهور لها كان في زمن العثمانيين , أو أن الإنكليز أول من  أوجدها أو أنهم كانوا أخذوها عن الصينيين! ليس لدينا - كالعادة- معلومات دقيقة عن مكان أو زمان ظهور أول مكواة على الفحم و لكن لدينا ثقة كبيرة أننا نملك كل مقومات عودتها إلى الصورة العائلية للمواطن السوري. فالمكواة التي تأتي في أول درجة من سلم تطور التكنلوجيا المنزلية  - قبل أن تظهر القاطرة البخارية و محطة الكهرباء الحرارية - ستعود لتتربع على قمة هرم التكنلوجيا المنزلية مؤكدة كروية الأرض و التاريخ / السوري/ .
ما يجعل المكواة -الفحمية؟- حتمية اقتصادية في المشهد السوري هو غنى سوريا بفحم الأركيلة حيث تنتشر المشاحر المنزلية بكثرة في المدن الكبرى و الصغرى  مما يجعلها بحق رمز للتساوي الطبقي و الاتساق الثقافي لمجتمع العيش المشترك . و قد حمل المواطن السوري ثقافة استعمال الفحم في المنزل المعاصر إلى كل أصقاع الأرض فليس أقل من استثمار هذه الخبرات المهدورة في توفير الطاقة و هذا توجه عالمي حيث تسعى الدول للاستفادة من كل المصادر الممكنة للطاقة و من التأثيرات الثانوية لبعض التطبيقات الحركية : مثل استعمال الهولنديين للمجاري المائية في تحريك قوارب /تكسي  أو مثل دعوة  الأمريكيين وزارة الطاقة العراقية لاستعمال الطاقة الانفجارية للانتحاريين العراقيين في توليد الطاقة الكهربائية!
إن استعمال المواطن للمكواة الفحمية له قيمة اقتصادية مهمة عداك عن القيمة الجمالية. فالمكواة الفحمية ستوفر الكهرباء و الماء فليس فيها خزان ماء مثل مكواة البخار و لا تحتاج إلى الكهرباء لتعمل . و يمكن تخيل الوفر الذي ستحققه هذه المكواة في الاقتصاد الوطني و تأثيرها في ترشيد استهلاك الطاقة الأمر الذي ستستثمره الحكومة في المزيد من مشاريع اقتصاد السوق.
على الصعيد الشخصي ستمنح المكواة مستخدمها الشعور بالدفء في الشتاء  يمكن للعائلة التحلق حول الأم أو الجدة و هن يمارسن فن الكي. و هكذا فعدى عن الدفء الذي يمنحه الفحم الملتهب فإن المكواة تساعد في تقوية الروابط العائلية  و  تقوية عضلات الساعد و الخصر لأن وزن المكواة المصنوعة من الحديد الصلب -المستخدم في القطارات البخارية-  يعادل وزن قرص الرمي في ألعاب القوى.
من الناحية العملية يأخذ تحضير المكواة زمناً أقل من المكواة الكهربائية-البائدة- ففي الوقت الذي تجاهد المكواة الكهربائية في التعاطي مع التيار الكهربائي الضعيف محاولة تحويله إلى حرارة سيكون الفحم على النار قد تجمر و ستكون السيدة قد سكبته في المكواة و جاهزة  للانطلاق.
يبقى ان تنتبه السيدة إلى أن بعض الشرارة قد تتطاير من المكواة مسببة حروق صغيرة في قميص الزوج الأمر الذي يؤدي عادة إلى خربان مزاجه مما يقود إلى نتائج غير حميدة تنتهي عادة بضرب الزوجة و إرسال الأولاد للنوم باكراً.  لهذا فإن استعمال خرقة من الكتان فوق الغسيل المراد كيه ستحفظ تماسك الأسرة و تبقي البسمة على وجوه أفرادها.
الرماد الناتج يمكن استعماله في تنظيف النحاسيات أو في تغذية التربة في أصيص نبات الزينة أو حتى في تبييض الأسنان.   

ملاحظة:

يمكن استخدام المكواة في تسخين الستدويش. و برغم إنها توحي باستعمالها كسلاح أبيض إلا انه لم تسجل حالات عنف في الأزمنة الغابرة لهذا يمكن اعتبارها تكنلوجيا آمنة.  عدى عن ان عدم استعمال الكهرباء يجعل منها تكنلوجيا غاية في الأمان.

تتمتع المكواة الفحمية بميزة مهمة و هي ميزة الانطفاء الذاتي و هي مهمة في حال نسيت السيدة المكواة على الغسيل. الأمر الذي لا نجده في المكواة الكهربائية- البائدة-

بينما تكوي السيدة الغسيل يمكن لها و لأفراد العائلة ان تستمتع بالأركيلة في حين أن المكواة الكهربائية لا علاقة لها بالأركيلة مما يجعلها غريبة عن عاداتنا و تقاليدنا.

للمكواة قيمة تربوية : فوجود مثل هذا الماخود في يدي الأم  سيجعل الأولاد يفكرون مرتين قبل أن يقوموا بأي حماقة.

يمكن وضع البخور في المكواة و تحويلها إلى وسيلة لطاعة الله. الأمر الذي لا توفره المكواة الكهربائية-  البائدة-