مصادرسورية: المفاوضات المباشرة الربيع المقبل
أكدت مصادر واسعة الاطلاع في دمشق أن المفاوضات السورية “الإسرائيلية” غير المباشرة استنفدت أهدافها، وان مفاوضات مباشرة لن تحدث قبل الربيع المقبل، حيث تكون الأجواء مهيأة باستقرار الإدارة الأمريكية الجديدة، والوضع السياسي “الإسرائيلي”، فيما شكك دبلوماسيون “إسرائيليون” في إمكانية عقد الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة.
وأوضحت المصادر السورية أنه تمت في الجولات الأربع مناقشة الأسس والقضايا في هذا المستوى التفاوضي، ولم تعد هناك جدوى لعقد جلسة خامسة، وقالت إن الشك يساور سوريا وتركيا في مستقبل العملية التفاوضية، لأن استقالة كبير المفاوضين “الإسرائيليين” جاءت في لحظة حاسمة، كان يمكن لها أن تفتح على مفاوضات مباشرة، ودخول الأمريكيين والأوروبيين على خط رعاية ودعم العملية التفاوضية، ولذلك فإن ثمة تقديرا مشتركا بين دمشق وأنقرة بأن استقالة كبير المفاوضين تعبر عن رغبة رسمية “إسرائيلية” في الهروب من استحقاقات الانتقال إلى المفاوضات المباشرة على الصعيدين الداخلي والأمريكي.
وأكدت أنه لا يوجد في “إسرائيل” من هو قادر على تحمل المسؤولية واتخاذ قرار السلام بما يتطلبه من تثبيت مبدأ (الأرض مقابل السلام)، كما أن الإدارة الأمريكية دخلت عملياً مرحلة انعدام الوزن في اتخاذ قرارات استراتيجية، وعملياً لن تكون هناك إمكانية جدية في مواصلة العملية التفاوضية إلا في الربيع المقبل بعد أن تكون الإدارة الأمريكية الجديدة باشرت عملها.
وقالت المصادر إنه إلى ذلك الحين سيتواصل دور الوساطة التركية من أجل جس نبض من سيخلف أولمرت، لأنه في حالتي خلافة تسيبي ليفني أو شاؤول موفاز تبقى الإشكالية واحدة، حيث ستترقب الأحزاب “الإسرائيلية” احتمال إجراء انتخابات مبكرة، بما يعني أن المزايدات الانتخابية ستؤثر سلباً على العملية التفاوضية، لأن كل الأحزاب ستعمل على إرضاء جمهور المتطرفين.
وأكدت أن القيادة السورية ترى أنه لا يجب تضخيم الفوارق بين ماكين وأوباما، لأن مواقفهما فيما يخص قضايا الصراع العربي - “الإسرائيلي” متشابهة.
من جهتهم، شكك دبلوماسيون “إسرائيليون” في إمكانية عقد الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة، ونقلت صحيفة “جيروزاليم بوست” عن دبلوماسي قوله “لن أتفاجأ إذا ما تم تأجيل هذه المحادثات”، وأضاف انه يحتمل أن يجمد الرئيس بشار الأسد كل شيء الآن بسبب الوضع السياسي الهش في “إسرائيل” بانتظار الإدارة الأمريكية المقبلة.
وقال دبلوماسيون (يو.بي.آي) إن “إسرائيل” لم توضح علانية ما إذا كانت سترحب بتدخل أمريكي مكثف، وهو الأمر الذي قال الرئيس الأسد انه شرط للمحادثات المباشرة.
وقال دبلوماسي انه من الواضح انه لن تكون هناك محادثات جدية مع السوريين من دون تدخل أمريكي مكثف، وان موقف “إسرائيل” من هذه القضية كان إشارة جيدة إلى مدى الجدية.
يوسف كركوتي
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد