جائزة ذهبية لفنانة تشكيلية سوريةفي معرض استرالي بمشاركة 700فنان

09-08-2008

جائزة ذهبية لفنانة تشكيلية سوريةفي معرض استرالي بمشاركة 700فنان

فازت الفنانة التشكيلية السورية سارة شمة بالجائزة الأولى في مجال التصوير الزيتي في مسابقة الفن العالمية واترهوس للتاريخ الطبيعي. وتعد هذه المسابقة السنوية الأهم في فن التاريخ الطبيعي بأستراليا. ومن بين ٦٩٣ فناناللوحة الفائزةاً تقدموا للمشاركة في المعرض/المسابقة اختير ١٠٢ فنان، في مجالات التصوير الزيتي، والرسم على الورق، والنحت. ويقام المعرض العالمي في متحف جنوب أستراليا في مدينة أدوليد من ٢ آب إلى ٧ أيلول .٢٠٠٨ بينما تعرض الأعمال الحاصلة على الجوائز في مقرّ الأرشيف الوطني الأسترالي من تشرين الأول إلى كانون الأول.
الفنانة وصفت عملها الفائز بالقول: »هي لوحة لوحيد القرن، مرسومة بالألوان الزيتية، ومشغولة بتفصيل في أمكنة، و(فلو) في أمكنة أخرى. أحب هذا الغبش في أمكنة، والوضوح في أمكنة أخرى. كما أن هناك ضربات ريشة سميكة، إلى جوار مساحات تفصيلية ودقيقة، أردت هذا التضاد بين الخشن والناعم. الضربات السميكة تبدو وكأنها نوع من فراغ في اللوحة«.
شمّة التي قلّما تخرج عن موضوعها الأثير، البورتريه، حيث تقول: »أهم ما أراه حولي هو الإنسان، وهو ما أستطيع أن أعطيه القيمة الأكبر«، ذهبتْ هذه المرة إلى رسم الحيوان، في إطار »فن التاريخ الطبيعي« الذي يعنى برسم الطبيعة، كل ما لم تتدخل به يد الإنسان من نبات وحيوان. تقول »رسمت الحيوان ثلاث أو أربع مرات. أحب وحيد القرن، وقد جمعت له كثيراً من الصور. أحب تجاعيد جسمه التي تبدو وكأنها تكبير مجهري لتفاصيل في الجسد الإنسانيّ. دائماً عندي شيء للحيوان، ولكن لم أشبع من الإنسان بعد، لم أستنفد هذا الموضوع، وإن كان هناك بعض التنويع الآن، حيث أعمل على موضوع الأطفال، فتشريح الطفل وعضلاته جديد عليّ ومختلف، كذلك يأخذني هذا الموضوع إلى موضوعات مجاورة كالأمومة والولادة، وهذا ما سيكون معرضي القادم في آرت هاوس في دمشق«.
وإذا كانت الفنانة ترسم بورتريهات من عقلها، كما تقول، فإنها تضطر في كثير من الأحيان إلى بورتريهات لأشخاص محددين »حين تبدأ الوجوه بالتكرار«، ولكنها أيضاً لا تتردد بالاعتراف بأنها ترسم بورتريهات تحت الطلب »غالباً ما تكون لأشخاص مهمّين، من بينهم تجار اللوحة ومقتنيها«. وتقول شمّا: »صحيح أنها تحت الطلب، ولكنها تفيدني وتضيف إليّ. فعادة لا يخطر لك أن تدخل إلى نفس شخص لا تعرفه، هنا تجد نفسك مضطراً إلى الدخول إلى أعماق الشخص المقابل. لا بدّ من علاقة مع الشخص الذي ترسمه، حالة الحب والفهم هما الشيء نفسه، كي أفهم البورتريه ينبغي أن أحبه. أحياناً قد لا تكون الشخصية موضوع البورتريه ممكنة وحاضرة، عليك أن تلجأ إلى طرق أخرى. أحب مثلاً بوب ديلان، المغني الشهير، منذ كان عمري ثلاثة عشر عاماً أحس أن موسيقاه صنعت من أجلي. تعبير وجهه حقيقي وصادق وخاص وجميل. لقد رسمت له العديد من البورتريهات«. يشجعني حديث سارة عن »لوحات تحت الطلب« للسـؤال عن أسعارها، فتقول إنها ضعف سعر اللوحة العادية »ذلك لأن مزاجي ليس دائماً مزاج بورتريه«. ولمّا أروح أعتذر عن سؤال كهذا تقول: »إن التقدير المادي يؤكد قيمة اللوحة. بالتأكيد التقدير المعنوي هو الأهم، ولكن ليس كل الناس يستطيعون تقدير اللوحة معنوياً كما تستحق. لا بد أن يترجم التقدير المعنوي إلى تقدير مادي. لا داعي لأن يخجل الفنان بذلك، فالفن هو فن، ولكنه أيضاً سلعة، وإذا لم تبع وتسوّق فسيخفّ إبداع الفنان وحماسه«.
- ولدى سؤالها عن أهمية التجربة بالنسبة للفنان تقول: »التجربة مهمة، والحياة غنية وتقدم كثيراً. الرائحة يمكن أن تكون تجربة، وبالطبع العلاقة مع الناس. بعض التجارب قد يعيد الفنان إلى الوراء، ولكن حتى هذه التجربة السلبية ستكون مفيدة مع الزمن، المهم هو تراكم التجربة«. أما لماذا لا تتخلى عن التشخيص في لوحاتها فتقول شمّا: »اللوحات التي ليس فيها تشخيص لا تحرّكني ولا تؤثر بي«. أقول لها: على هذه الحال فإن نصف تاريخ الفن لا يعني لك؟ تجيب: »بل قل تسعين بالمئة منه. يؤثر بي الفنان الذي أرى عنده تكنيك قوي وإحساس وفكر، أو ربما أحياناً من دون تكنيك ولكن قد ألمس فكرة هي من القوة بحيث تحرك الناس، كما في بعض الأعمال التركيبية«. ولا تنسى سارة شمّا، في هذا السياق، أن تفتح حربها على التجريد: »إنه الأسهل، لقد وجد التجريد في عام ،١٩١٠ وكان حينها فكرة جديدة، أما اليوم فأعتقد أنه حالة مجرد تزيينية«.

راشد عيسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...