قرار بوقف استلام وتصنيع الشوندر السكري في شركة سكر الغاب
كل عام تتجدد أزمة تسويق الشوندر السكري وتزدحم معامل السكر بشاحنات الشوندر السكري وتتلف كميات كبيرة من هذا المحصول في الحقول لعدم تمكن الفلاحين من الحصول على بطاقات التوريد لتسليمها إلى أحد معامل السكر لعدم تناسب الخطة الزراعية أو المساحات المزروعة مع برامج التوريد والطاقة التصنيعية للمعمل، وهذا ما حصل في شركة سكر الغاب بجسر الشغور..
ففي الوقت الذي ترى فيه الجهات المعنية لصناعة الشوندر أن الطاقة التصنيعية للشوندر السكري أكبر من الخطة الزراعية، لكنها لجأت في الموسم الماضي إلى تخفيض خطة زراعة هذا المحصول!! في الوقت الذي سبق أن أوقفت عمليات تصنيع الشوندر في شركة سكر الغاب ثم عادت في العام الماضي إلى تصنيعه، وهاهي في هذا العام توقف التصنيع مرة أخرى.. فهل هي الظروف الجوية مرة أخرى والتي باتت المبرر لمثل هذه الأمور ولكل ما يتعلق بزراعة وتصنيع وتسويق الإنتاج الزراعي، فالزراعة هنا لمحصول الشوندر السكري مروية ومخططة على هذا الأساس، والخطة الزراعية منفذة بشكل جيد بل هناك من الفلاحين من عزف عن زراعة القمح والقطن واتجه إلى زراعة الشوندر السكري.. وتقديرات الإنتاج الأولية لهذا المحصول بلغت مليوناً و100 ألف طن شوندر في العروتين الخريفية والشتوية على مستوى القطر، وزراعة العروة الصيفية تم التخطيط لها بالموسم القادم، واستلام المحصول لمعامل السكر بدأ منذ 20 حزيران الجاري في معملي تل سلحب ودير الزور – و25 منه في معملي مسكنة والرقة، على حين تقرر وقف العمل بتصنيع الشوندر في معمل سكر جسر الشغور لعدم الجدوى الاقتصادية، واعتبر هذا القرار يوفر ملايين الليرات السورية، واقتصر العمل في ذلك المعمل لهذا الموسم على تكرير السكر الأحمر.. يذكر أنه في كل موسم تقدم الجهات المعنية بصناعة السكر حساباتها بملايين الليرات السورية أجور نقل للشوندر وتضيف إليها قيم تلف وجفاف وتدني مواصفات آلاف الأطنان من الشوندر المشحونة إلى تلك المعامل التي تقف فيها الشاحنات بين 2– 3 أيام على أبوابها حتى تفرغ حمولتها في ظل ظروف الحر الشديد.. على حين اقتصر العمل في شركة سكر الغاب بجسر الشغور لهذا الموسم على تكرير السكر الأحمر، فقد تم مؤخراً تدعيم المعمل بمحطة فارزات سكر أبيض لتحسين نوعية السكر الأبيض المنتج حيث قام فنيون محليون من الشركة بتركيب تلك المحطة ممنين النفس بمكافأة مجزية..
يذكر أن برنامج الصيانة طال لهذا العام من أجل تجهيز ذلك المعمل لتصنيع الشوندر السكري للموسم الحالي.. والآن بانتظار تنفيذ دراسة تطوير شركة سكر الغاب من 1000– 4000 طن شوندر سنوياً حسبما تم الاتفاق عليه مع الجانب المصري منذ عدة سنوات التي ما زالت مركونة في الأدراج، إلا أن ما يلمسه المرء من موسم إلى آخر ليس وقف تلك الدراسة بل وقف تصنيع الشوندر السكري في ذلك المعمل.. وربما تطلب الجهات المعنية من الفلاحين تسليم الشوندر السكري إلى معامل السكر بغض النظر عن مواصفاته لأن مؤشرات موجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالمياً في تصاعد كبير، واعتماد الحكومة على الإنتاج المحلي للشوندر السكري ما زال ضمن حدود 20% على حين ما زلنا نستورد 80% من حاجتنا الاستهلاكية من السكر الأبيض، وما صرحت به بعض الجهات الحكومية عن كلفة إنتاج الكيلو غرام الواحد من السكر الأبيض بـ50 ل. س ليس جديدا فهو رقم قديم وربما هناك مساعٍ لتخفيض ذلك الرقم ولكن ليس من خلال إغلاق بعض معامل السكر ووقف تصنيع الشوندر فيها بل تطوير زراعة ذلك المحصول من خلال رفع درجة الحلاوة فيه وزيادة إنتاجيته.. ففي الوقت الذي ما زالت درجة الحلاوة وهي معيار إنتاج السكر من الشوندر السكري نحو 14% فإنها قد تجاوزت هذا الرقم في معظم دول العالم ووصلت في مصر مثلا إلى 20%.
محمد الخطيب
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد