أولمرت: المفاوضات مع سوريا منفصلة عما كان قبل 10 سنوات
قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس، انه يريد التفاوض بجدية مع سوريا وليس «عبر وسائل الاعلام»، معتبرا ان اسرائيل على وشك التوصل الى «اتفاق تاريخي» مع دمشق «يزيل الخطر من الشمال»، وذلك فيما ارتفعت اصوات في اسرائيل تطالب بوضع شروط مسبقة على اي اتفاق، او حتى اجراء انتخابات مبكرة تكون بمثابة استفتاء على المحادثات، وسط دعوات الى الولايات المتحدة للدخول على خط التفاوض.
وقال اولمرت قبيل جلسة لمجلس الوزراء الاسبوعي «لا ننوي القيام بتلك المفاوضات عبر وسائل الاعلام وبيانات يومية او اطلاق الشعارات». وأضاف «اسرائيل لديها تجربة مفاوضات مع سوريا. اجرينا مفاوضات ايضا في الماضي وكان الجمهور يعلم بها لكن لم يعلن عن تفاصيلها ونقاطها الحساسة لتتم على احسن وجه».
وتابع اولمرت «نجري هذه المفاوضات بجدية وجرت استعدادات مفصلة ودقيقة تنسجم مع واقع اليوم وليس مع ما كان قبل 10 سنوات» لأنه «توجد اليوم مسائل أمنية حساسة لم تكن موجودة في الماضي». واعلن انه «سيتم تشكيل لجنة توجيه تشمل المسؤولين الذين هم على صلة بالموضوع من اجل اطلاع الحكومة على التطورات. علينا ان نحذر من ان تؤثر الحماسة على قدرتنا للتوصل الى نتائج مهمة».
وخلال استضافته وزراء إسرائيليين سابقين ضمن احتفال إسرائيل بالذكرى الستين لقيامها، قال اولمرت ان إسرائيل «على وشك التوصل الى اتفاق تاريخي مع سوريا سيزيل الخطر من الشمال». ويبدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي في الثالث من حزيران المقبل زيارة الى الولايات المتحدة بدعوة من مجموعة الضغط «اميريكان اسرائيل بابليك افيرز كوميتي»، تستغرق ثلاثة ايام ويلتقي خلالها الرئيس الاميركي جورج بوش. وقال مسؤول اسرائيلي ان المباحثات ستشمل المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية والمفاوضات غير المباشرة الاسرائيلية السورية، اضافة الى الملف الايراني.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك خلال اجتماع الحكومة ان «دولة إسرائيل فكرت بشكل صحيح عندما قررت استئناف المحادثات مع سوريا وكانت سترتكب خطأ لو أغلقت الباب أمام المفاوضات».
وأضاف الوزير الاسرائيلي «لكن من الجهة الأخرى فإن الانطباع هو أن لدى السوريين سلم أولويات آخر، وهو استمرار حكم (الرئيس الأسد) الأسد وإلغاء المحكمة الدولية في قضية اغتيال (الرئيس الشهيد رفيق الحريري) والعودة إلى دور مركزي في لبنان وأيضا التقرب من الغرب والحصول على امتيازات من الولايات المتحدة والعالم الحر».
واعتبر باراك ان «علينا ان نعد أنفسنا لمفاوضات طويلة وثمة أهمية في إجرائها من موقع قوة وثقة بالنفس». وأوضح انه «في هذه الأثناء لا توجد مفاوضات مباشرة مع السوريين ولذلك فإن التصريحات العملية مثل استئجار أراض في الجولان سابقة لأوانها».
بدوره، قال وزير الأمن الداخلي آفي دختر ان «محادثات مع سوريا سواء سرية كانت أو علنية هي ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لإسرائيل وأنا أرحب بذلك، كما أن المظلة التركية مهمة، لكن التدخل الأميركي هو أمر مصيري في حال تم تحقيق اتفاق». ورأى انه «ليس صائبا التوصل إلى سلام من دون أن تكون الولايات المتحدة الدولة التي تقوده وتوفر الضمانات لإسرائيل».
وقد اقترح رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست النائب عن حزب كاديما تساحي هانغبي، اجراء انتخابات مبكرة تكون بمثابة استفتاء على اتفاق سلام مع سوريا. واوضح ان كاديما «لم يترشح على اساس اتفاق السلام»، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة ان تقطع سوريا علاقاتها بحماس و«حزب الله» وايران «وهذا خط احمر من اجل امننا وتجنب هجوم مفاجئ».
وكان رئيس الاركان السابق دان حالوتس اعتبر انه «يمكننا تدبر امرنا من دونه (الجولان) كما فعلنا في الماضي». واضاف «مقابل سلام حقيقي علينا ان نكون جاهزين لدفع ثمن حقيقي.. عندما نبدأ محادثات مع سوريا يعرف الجميع ما هو مطروح على الطاولة وعلينا دراسة كل امكانيات صنع السلام مع اعدائنا». وتابع «كنا محكومين بأن القتال مهم من أجل بقائنا أحياء كل مدة قصيرة.. نحن غرباء هنا، وغير مرغوب بنا، وكل من لا يفهم ذلك يرتكب خطأ كبيرا».
من جهة اخرى، قدرت مصادر دبلوماسية غربية في دمشق ان تجرى الجولة المقبلة من المحادثات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل أوائل حزيران. وأشارت الى الجولة الأولى، التي كانت عقدت الأسبوع الماضي لمدة ثلاثة أيام في أحد فنادق اسطنبول، حيث شغل كل من الوفدين طابقا في الفندق، موضحة ان الوفد السوري، الذي يترأسه المستشار لدى وزارة الخارجية رياض الداودي يضم اربعة اشخاص، بينما يضم الوفد الاسرائيلي خمسة اشخاص بينهم فنيون، ويترأسهم مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، يورام توربوفيتش، فيما يتولى عملية نقل الرسائل بين الطرفين معاون أمين عام وزارة الخارجية التركية فريدون أوغلو.
ونفت المصادر علمها بفحوى المفاوضات، التي تلتزم الاطراف الثلاثة السرية التامة في التعامل معها.
وكتبت صحيفة «تشرين» ان سوريا «لا تريد شروطا مسبقة تضع العربة امام الحصان ولا تساوم في علاقاتها مع الدول والشعوب». وتابعت ان سوريا «ستعلن مستقبلا ما اذا حققت هذه المفاوضات غير المباشرة تقدما ملموسا وما اذا كانت قد اصطدمت بالعراقيل والشروط». وحذرت من ان «الشروط التعجيزية لا يمكنها ان تسهل عمل المفاوضين ومن يضع الشروط اليوم لاهداف داخلية وانتخابية فانه يضع العصي في العجلات ويخضع عملية السلام لعملية مساومة وابتزاز».
وأشادت الصحيفة «بالدور التركي الصديق في محاولة لاحياء عملية السلام على المسار السوري بعد جمود قارب العقد من الزمن»، لكنها رأت انه «لا مجال للتنبؤ في هذا الملف الشائك والمعقد نظرا للظروف الاقليمية والدولية التي قد تؤثر على مسار المفاوضات».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد