اشتباكات في دارفور توقع 14 قتيلاً وجريحاً وهدوء حذر في أبيي
أوقعت اشتباكات مسلحة بين قوات تحرير السودان (الإرادة الحرة) وقوات مناوي في مريع شمال دارفور 14 شخصاً بين قتيل وجريح، في وقت أعلنت السلطات الأمنية القبض على أحد كبار المتمردين في حركة العدل والمساواة، وأعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن المعركة ما زالت متواصلة، مشدداً على أهمية دور الإعلام في الصراع، وشهدت ابيي أمس حالة هدوء حذر، في ظل انتظار تطبيق التزامات بسحب مقاتلي الجيش الشعبي والقوات المسلحة السودانية منها.
وسقط 14 شخصاً بين قتيل وجريح من قوات حركة تحرير السودان "الإرادة الحرة" بقيادة د.عبدالرحمن موسى في هجوم اتهمت به قوات مناوي على قرية مريع بشمال دارفور، والتي سارعت بنفي شنها أي هجوم على الارادة الحرة وقالت على لسان الناطق العسكري للحركة محمد حامد دربين ان قواته اشتبكت مع ميليشيات، مبيناً ان المنطقة المذكورة لا توجد بها قوات للارادة الحرة. وأوضح ان المواجهات ادت الى مقتل 3 وجرح 8 من قوات الحركة. وقال الناطق الرسمي باسم الارادة الحرة محمد عبدالله، ان الهجوم تم ب 9 سيارات تتبع لحركة مناوي على مجلس القرية ومن ثم على معسكر قوات الحركة. وانه حدث اشتباك بين الطرفين في منطقة كفوت، وأوضح ان القوات المسلحة وقوات حفظ السلام تحركت الى المنطقة لاحتواء التوتر.
وأفاد مصدر مطلع بالبعثة المشتركة للأمم المتحدة بالفاشر اليوناميد بأن حدة القتال بين الجانبين الذي بدأ صباح أول أمس حالت دون وصول فريق التحقيق العسكري الذي أرسلته البعثة إلى هناك ما اضطر الفريق للعودة إلى الفاشر، وأضاف ان المواجهة هي الثالثة من نوعها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مشيرا إلى أن أسباب النزاع تعود إلى الموارد المالية التي يحصل عليها الجانبان من مواطني كفوت الغنية بالنشاط الزراعي.
ووصل الى الخرطوم أمس عمر قناوي وكيل المخابرات المصرية والوفد المرافق له في زيارة قصيرة حيث يزور جوبا اليوم في مهمة تستغرق عدة أيام.
من جهة أخرى، اتفقت السودان وبريطانيا على استئناف الحوار بينهما الشهر المقبل عقب مباحثات جرت أمس بين غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية مع بيتر ريكيتس وكيل وزارة الخارجية البريطانية.
وكشف غازي عن اتفاقات مبدئية مع الحكومة البريطانية حول قضايا الحوار وقال: إن الطرفين اتفقا مبدئيا على ضرورة حل قضية دارفور سياسيا إضافة للاتفاق في مسائل ثنائية عامة.
من جهة أخرى، وفي تطور دراماتيكي تمكنت قوة من جهاز الأمن والمخابرات من القبض على المتهم الهارب عبدالعزيز نور عشر المطلوب للعدالة بعد تورطه فى الهجوم الذى شنته حركة العدل والمساواة على أم درمان مؤخرا.
ونقل عن مصادر أمنية أن عشر يعتبر من القيادات السياسية والعسكرية الفاعلة وكان من ضمن المشاركين فى الهجوم على أم درمان قبل فراره بعد صد الهجوم.
من جهته حث الرئيس السوداني عمر حسن البشير القوى السياسية السودانية على ضرورة الحفاظ على الوحدة التي تحققت في معركة أم درمان وأن يتم دعمها وتعضيدها مبينا أن التوقيع على الاتفاق بين المؤتمر الوطني وحزب الأمة القومي بمنزل الصادق المهدي في أم درمان كان هدية لأهل أم درمان والشعب السوداني ويمثل لبنة في بناء الوحدة السودانية.
وقال البشير إن المعركة ما زالت مستمرة وإن أعداء السودان استطاعوا اختراقه بإحياء النعرات والجهويات التي بنوا عليها عملهم المعادي، وأضاف ان الناس على دين إعلامهم وأنه مطلوب من وسائل الإعلام أن تعمل على إدارة معركة الوحدة وتساءل البشير عما حققته النعرات القبلية لأهل دارفور. وأشار إلى ان عيون القوات المسلحة والشرطة والأمن مفتوحة تماما وأنها استطاعت هزيمة الغزاة.
وقال: "لأول مرة وجدنا الصحافة وكتاب الصحف الذين كانوا يبحثون عن الثغرات ويضخمونها، وجدنا ردها كان إيجابيا".
وعلى صعيد الأوضاع في ابيي أكد النائب الأول لرئيس الجمهورية رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت أن المشكلة تكمن في عدم تنفيذ بروتوكول ابيي، وأن ذلك يعد خرقاً لاتفاقية السلام.
وقال سلفاكير في احتفال الحركة الشعبية باليوبيل الفضي لتأسيسها بجوبا انه اجرى اتصالاً بالرئيس عمر البشير لتهدئة الأوضاع في أبيي، مشيراً إلى انه التزم للبشير بسحب قوات الجيش الشعبي خارج المنطقة، على ان تنسحب القوات المسلحة كذلك ويتم إسناد المنطقة للقوات المشتركة وقوات حفظ السلام.
وقال: وجهنا قواتنا بالانسحاب خارج المنطقة ونحن في انتظار خطوة سحب القوات المسلحة.
وقال وزير الدولة بالإعلام وأمين امانة الإعلام بالمؤتمر الوطني كمال عبيد، ان مهاجمة القوات المسلحة في مواقعها بمدينة ابيي يعتبر خرقاً صريحاً لاتفاقية السلام وخروجاً عن الترتيبات الامنية المتفق عليها.
وأكد معتمد محلية ابيي محمد الدويرك عودة الأحوال الأمنية إلى طبيعتها، مشيراً إلى ان الموقف تحت السيطرة بفضل الجهود التي بذلت لتحقيق الامن والاستقرار. وقال ان الأوضاع هادئة، نافياً وجود ما يمكن وصفه بانزعاج المواطنين للأحداث الأخيرة.
وأشارت كريس جونسون رئيسة بعثة الأمم المتحدة في أبيي الموجودة حاليا في الخرطوم، الى أنها تلقت تقارير تفيد بأنه لا توجد ضمانات بعدم احتمال تجدد القتال هناك رغم تراجع حدة القتال، فيما صعد مواطنو منطقة جودة الفخار بولاية النيل الأبيض احتجاجهم تجاه تصرفات أفراد الجيش الشعبي التي وصفوها بغير الأخلاقية تجاه المواطنين، ولوح هؤلاء بالاستنجاد بالمجتمع الدولي لحمايتهم موضحين أن السلطات المحلية عجزت عن ذلك.
وكشف علي إدريس عبدالمحمود رئيس اللجان الشعبية لمناطق جودة عن نزوح 650 أسرة من قرية كيلو 15 على الحدود الجنوبية للنيل الأبيض في اليومين الماضيين إلى منطقة جودة بعد ان صادر جيش الحركة مواشيهم وممتلكاتهم وألمح لتواطؤ سلطات جودة في القضية، وأوضح أنها اعتقلت أحد أبناء الولاية لدعمه نازحي قرية كيلو 15.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد