«باب الحارة» الذي لا يكاد يفضي إلى شيء

17-04-2008

«باب الحارة» الذي لا يكاد يفضي إلى شيء

سواء كان «باب الحارة» مفتوحاً على مصراعيه أو موارباً بالكاد، فإنه سيظل يوجد مادة للحديث عنه في حال غير مسبوقة. فلا تكاد تفتح «باب صحيفة» حتى تجد خبراً يتعلق بالمسلسل المعروف، وكأنه سيصبح من الآن فصاعداً مدخلاً نحو اشياء كثيرة غير تلك القصص التي باتت معروفة من قبل الجميع.

وعند هذا الباب الشهير الذي لا يكاد يفضي الى شيء – بحسب البعض – أصبحت تنسج الحكايات بطريقة مضجرة ومملة، وحتى قبل أن يبدأ تصوير الجزء الثالث الذي لم يستنفد حظوظ تصوير أجزاء أخرى باعتبار ان اغلاق الباب، انتاجياً، اصبح أمراً متعذراً. وهذه مسألة محيرة تماماً، فلا نعرف بيد من أصبح مفتاح القفل الضخم الذي يميزه عن سائر الأبواب التي نعرفها، ذلك ان العارفين بشؤون الدراما السورية وهمومها بدأوا يتوجسون شراً من كل ذلك السيل المنهمر من الأخبار من حوله. فها هي الممثلة جمانة مراد تجتاز عتبة الباب لتتزوج من العكيد أبو شهاب (سامر المصري) وربما سنعيش على وقع ثلاث حلقات أو أكثر ونحن ننتظر قدوم العكيد الصغير شهاب، فيما لا يتوقف الطبيب والحلاق الشعبي أبو عصام عن مواساة نفسه ومواساة جمهوره العريض بأن المخرج الملا قد أراحه من عناء أداء الدور بترتيب جنازته المفتعلة منذ الحلقة الأولى، لأنه بات يخشى على نفسه من حجم النجاح الذي حققه في الجزء الثاني!

الأخبار الأخرى على الضفة الثانية تقول إن معظم هذه التسريبات مفبركة من باب الترويج للمسلسل نفسه، وأن هذه التسريبات تجيء في معظمها لتتمم الجولة الأولى والثانية التي لم يقم المسلسل عليها لأنه لم يكن يعرفها.

أما الآن وقد وضعت مسلسلات شامية لها شكل وهوية أخرى على الخريطة الدرامية السورية لهذا الموسم فإنها قد تكون هلّت في هذا الوقت بالذات لتضع حداً لهذه التعمية الدرامية التي أخذ باب الحارة على عاتقه مهمة الترويج لها من خلال فبركة قصص لا تمت الى الحياة الشامية بصلة، وكأن الموضوع برمته انتقل من الدراما نفسها إلى تفصيلات ربما تبدو أنها مفيدة لتسويق الجزء الثالث، وان كانت ستضر به، لأن السياسة الدرامية العشوائية التي تتحكم بهذه المنتجات تؤسس بشكل أو بآخر أيضا لصناعة عشوائية درامية ستتضرر منها الدراما السورية نفسها. فلا نعود نعرف معها إلى أين سيفضي هذا الباب أو الأبواب الأخرى التي ستقوم عليها مسلسلات أخرى، لأن من المهم أن تكون هناك جهة معلومة لكل رحلة درامية في نهاية المطاف بدل الانغماس في الترويج لاشاعات بعضها حقيقي وبعضها غير حقيقي. وكأن الموضوع لا يتعدى «إكراه» الجمهور على مشاهدة المسلسل وتوابعه من أجزاء قد تغلق على الأبطال ويضيع معها المفتاح الضخم في أعمق أرض ربما لا تصل إليها أصابع المؤلف والمخرج والمنتج والممثل».

فجر يعقوب

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...