الإنترنت أداة لرفع معنويات الإسرائيليين خلال حرب لبنان
كشفت دراسة جديدة أن الإسرائيليين استخدموا الإنترنت خلال "حرب لبنان الثانية" شبكة للتضامن واستمدادا للتشجيع والتوحد في وجه الأزمة أنتج "مجتمعا متخيلا" يقدم المواساة والدعم.
وتفيد دراسة "الإنترنت كبيئة للتشجيع والتلاحم المدني خلال حرب لبنان الثانية" للباحث حنان نفيه بأن الإسرائيليين استغلوا "الشبكة العنكبوتية" للتعبير عن ضائقاتهم الاجتماعية والقومية والعثور على شركاء للمصير والمشاعر وبغرض رفع الحالة المعنوية والعمل بشكل جماعي.
وتبحث الدراسة -السادسة في سلسلة دراسات عن جامعة تل أبيب حول دور الإعلام الإسرائيلي في حرب لبنان الثانية- مختلف قواعد المعلومات في الإنترنت من مجموعات البريد الإلكتروني ومدونات ومواقع الأخبار ومواقع المؤسسات الرسمية والخاصة.
وترى الدراسة تحولا هاما طرأ على نظام البريد الإلكتروني بتحوله خلال العدوان على لبنان من وسيلة اتصال شخصية إلى حيز جماهيري وإعلامي.وتوضح أن استخدام البريد الإلكتروني الخاص منصة عامة يتضاعف في الأزمات لسهولة ورخص استغلاله وتفاعليته كما جرى في الولايات المتحدة خلال وبعد 11 سبتمبر/ أيلول2001 أو في شرق آسيا عقب تسونامي ديسمبر/ كانون الأول 2004.
وتفيد الدراسة بأن الأفراد العاديين يتحولون خلال الأزمات -وهم أمام حواسيبهم- إلى ناشطين في الحيز العام والتفاعلي ويخرجون من هوية شخصية خاصة إلى هوية عامة ذات مواقف اجتماعية وطنية واضحة, فحوّلت استخدامات الإنترنت الشبكة إلى "حيز عام مكّن الأفراد والمجموعات من المشاركة في النشاط الاجتماعي والسياسي خلال الحرب بطرق متنوعة".
وبعد فحص عشرات المدونات والمواقع والمجموعات الإلكترونية تدعو الدراسة إلى فهم حقيقة كون الشبكة بيئة متخيلة لكنها حقيقية توازي وتطابق البيئة الواقعية وتضاف إليها, وتقدر على تحسين أداء المجتمع المدني في الأزمات.
وتقول الدراسة إن نصف المشاركين الإسرائيليين في الشبكة -خاصة ضمن مجموعات البريد الإلكتروني- عبروا خلال العدوان عن خبراتهم الشخصية وتعازيهم لمن أصيبوا خاصة سكان شمال البلاد ممن تعرضوا للكاتيوشا, إلى جانب إبداء أفكار سياسية واجتماعية.
وتورد نماذج من مضامين شملت أيضا أغاني وقصائد وألعابا ورسومات كاريكاتير وصورا صممت لرفع منسوب المعنويات القومي ودعوة المواطنين للصمود.
وتؤكد الدراسة أن إسرائيليين كثيرين استخدموا مواقع الأخبار لا للاطلاع على جديد الحرب بل لتلبية حاجة تحسين الحالة النفسية واستلهام التضامن والتكافل خاصة في موقع "واينت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الذي بلغ عدد رواده 800 ألف في اليوم.
وبين طرق رفع المعنويات والتشجيع، التشديد على البعد الديني بنشر صلوات وأناشيد دينية إضافة إلى نشر صور ومعلومات حول استمرار الحياة الطبيعية في مركز البلاد رغم استهداف شمالها بالكاتيوشا.
ولجأ كثيرون من مستخدمي الشبكة إلى المفاضلة بين "إسرائيل الديمقراطية" وواقع بلدان الشرق الأوسط واستحضار ماضي الجيش الإسرائيلي لمواجهة الإحباط وتوحيد جبهة المدنيين، خاصة مع تواصل الحرب وقرب نهايتها دون طائل.
وتوضح الدراسة أن بعض مستخدمي الإنترنت أيضا لجأ إلى التأكيد على كون "العالم كله ضد إسرائيل" لبلورة الإسرائيليين جماعة موحدة، علاوة على إظهار حزب الله وزعيمه بلون سلبي, ونوهت إلى استخدام الاستخفاف بالآخر وإبداء الكراهية كمحاولة لإحراز التشجيع الذاتي.
كما استخدمت في الشبكة عملية رسم الابتسامة على وجوه الإسرائيليين لمواجهة تدني المعنويات خلال الحرب الخائبة على لبنان بمواد ساخرة ومضحكة برزت فيها "النكتة السوداء" والسخرية من الذات أيضا.
وتوصي الدراسة الدولة بأن تستغل -بالتعاون مع دوائر الحكم وجهات دولية- الإنترنت لعدة أغراض خلال الحروب والكوارث الطبيعية، منها تبادل المعلومات الحيوية وخلق بيئة داعمة واستخدامه كوسيلة للتعبير والإبداع وتبديد التوتر خاصة عند انهيار السلطة المركزية أو ضعفها.
وديع عواودة
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد