طموحات مؤتمر استثمار المنطقة الشرقية
شكل مؤتمر الاستثمار في المنطقة الشرقية الذي أقامته هيئة تخطيط الدولة بالتعاون مع وزارة السياحة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وهيئة الاستثمار السورية ومحافظات المنطقة الشرقية في مدينة دير الزور يومي الأحد والأثنين الماضيين محطة مهمة في إطار التنمية المتكاملة للمنطقة وإبراز إمكاناتها ومواردها و الترويج للاستثمار فيها من خلال المشروعات المطروحة التي تشكل نماذج لذلك.
آفاق التنمية في المنطقة الشرقية تحدث عنها راعي المؤتمر السيد المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء في كلمة الافتتاح والتي توقف فيها أمام ما أفردته الخطة الخمسية العاشرة من اهتمام خاص بتنميتها ووضعت بين أولويات أهدافها تحقيق ربط محكم بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية المكانية تنطلق من حيث المبدأ من تحليل الأوضاع الاقتصادية والوقوف على الميزات النسبية التي تمتلكها كل منطقة ومستعرضاً الآفاق التي تتميز بها اقتصادياً والخطوات المتلاحقة للحكومة نحو تثميرها والتي كان من أهمها توفير الحاضنة الأساسية لمشروعات التنمية والاستثمار للمنطقة من خلال إحداث المدينة الصناعية في دير الزور ومن ثم الآمال الكبيرة المعقودة على أعمال هذا الملتقى وما يعول على نتائجه في إرساء قاعدة سليمة لتوسيع الفرص الاقتصادية المتاحة للاستثمار الخاص في المنطقة الشرقية انطلاقاً مما تمتلكه ويتوفر لديها من مقومات النجاح التي تجعل الفرص الاسثتمارية والمشروعات المطروحة فرصاً واعدة مضمونة الانتاجية والربحية.
المحور الأول للجلسة الموسعة التي أدارها السيد عبد الله الدردري نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية كان عن دعم الاستثمار حيث تحدث في إطاره السيد الدكتور عامر لطفي وزير الاقتصاد والتجارة عن القوانين والقرارات الجديدة والتطورات المستجدة في البنية الاستثمارية والدكتور مصطفى الكفري المدير العام لهيئة الاستثمار عن مناخ الاستثمار والفرص المتوفرة والحصيلة المتزايدة من المشروعات والسيد أيمن نعمة من المؤسسة العربية لضمان الاستثمار عن أهمية الضمان وما يتوفر في سورية في هذا الاطار.
المحور الثاني تضمن عرضاً لنجاحات استثمارية في المنطقة وذلك لكل من شركة فيمبكس النمساوية في استثمار معمل الورق بدير الزور من خلال رئيس مجلس إدارتها السيد نبيل الكزبري وشركة شل سورية لتنمية النفط بما قدمه السيد أولي ميكليستيا مديرها العام وشركة نور للنفط بما أوجزه رئيس مجلس إدارتها السيد محمد إبراهيم ومعمل سبائك الذهب في الرقة بما قدم له السيد أمير إسبر مدير المعمل.
المحور الثالث تناول اقتصاديات ومشروعات المنطقة من خلال العرض الذي قدمه السيد الدكتور تيسير الرداوي رئيس هيئة تخطيط الدولة وتحدث فيه عن الميزات النسبية التي تتمتع بها المنطقة الشرقية بإمكاناتها الكافية والمتاحة والنسب البسيطة لما استثمر منها والمشروعات المقترحة من قبل المحافظات والوزارات وتوفر الدراسات الكاملة عنها لدى الوزارات المعنية ولدى غرفة تجارة وصناعة دير الزور.
توزع المشاركون في المؤتمر على أربع ورشات عمل كان أولها عن مشروعات العمران والخدمات والتجارة والتي أدارها السيد المهندس هلال الأطرش وزير الإدارة المحلية والبيئة وتحدث خلالها كل من السيد الدكتور ماهر الحسامي وزير الصحة والدكتور المهندس يعرب سليمان بدر وزير النقل والدكتور نبيل أشرف معاون وزير الإدارة المحلية ومدير مؤسسة المناطق الحرة ومؤسسة الاسكان عن معطيات وأرقام الواقع في هذه المجالات للمنطقة الشرقية والمشروعات المطروحة في هذا الاطار والتي شملت 25 مشروعاً منها 8 عمرانية و 15 خدمية وتجارية ومشروعان للنقل إضافة إلى مطارين في الرقة والحسكة.
حصاد المؤتمر كان عنوان جلسته الختامية حيث عرضت مديرة القطاع الخاص في هيئة تخطيط الدولة لنتائجه المباشرة والتي تمثلت بالموافقة المبدئية على تشميل 22 مشروعاً صناعياً وزراعياً وخدمات نفطية كلفتها التقديرية بحدود 2 مليار ليرة سورية منها 14 مشروعاً بالمدينة الصناعية في دير الزور ووقعت شركة الجاز الكويتية مذكرة تفاهم لإقامة مجتمع عمراني في منطقة البغلية بكلفة تقديرية حوالي 30 مليون دولار.
كما أبدى المستثمرون اهتماماً كبيراً بالمشروعات السياحية في كل محافظات المنطقة الشرقية حيث بلغ عدد المشروعات المتوقع التعاقد عليها 12 مشروعاً منها 3 في دير الزور و 7 في الرقة و 2 في الحسكة وسيقوم المستثمرون بتقديم الأوراق اللازمة لاستكمال إجراءات التعاقد عليها وتبلغ الكلفة التقديرية لتلك المشروعات حوالي خمسة مليارات ليرة سورية وملياراً ونصف المليار دولار لإنشاء مناطق تطوير سياحية كبرى على ضفاف بحيرة الأسد في الرقة.
كذلك تم على هامش المؤتمر الموافقة الأولية على تشميل مشروع لانتاج الفوسفات والاسمنت خارج المنطقة الشرقية.
كما عرضت الجلسة الختامية للتوصيات والمقترحات التي تم التوصل إليها في إطار المؤتمر والتي شملت في مجال مشروعات العمران والبنى التحتية العمل بشكل جاد بنظام النافذة الواحدة بغية سهولة وسرعة حصول الترخيص لمشروعات الاستثمار ووضع شروط مرجعية لنظام تنفيذ المشروعات على نظام BOT وإنشاء محطات معالجة للمياه المالحة ومساهمة المستثمرين في تنفيذها ومعالجة النفايات الصلبة ضمن المشروعات الاستثمار وبما يوافق والدراسة التوجيهية للمشروع (دراسة تريفالور) والاسراع باصدار قانون التطوير العقاري وتضمينه أسس عمل وكالات الوساطات العقارية وتوحيد تشريعات العمران وتحديثها وتبسيط إجراءاتها واتخاذ الإجراءات التي تؤمن تطابق المخططات العقارية والطبوغرافية والتنظيمية للحد من ظاهرة الانزياحات بين مرجعياتها والاسراع بانجاز المخططات الاقليمية وبشكل خاص للمنطقة الشرقية والافادة من الطاقات البديلة في جميع المشروعات وإنارة الطرق العامة والإعلانات الطرقية.
أما في مجال السياحة فقد دعمت التوصيات جهود وزارة السياحة في توفير الطلب السياحي إلى المنطقة الشرقية والترويج للمقترحات السياحية فيها من خلال طرح برامج سياحية خاصة بالمنطقة الشرقية ورفع سوية البنى التحتية والخدمية وخاصة وسائط النقل الجوي والبري.
وأخيراً في مجال الصناعة فقد تمت الإشارة إلى دراسة إمكانية إعطاء ميزات أخرى للمنطقة الشرقية والتأكيد على إحداث مناطق صناعية في الرقة والحسكة وإعطائها نفس ميزات المدن الصناعية وتبسيط إجراءات التراخيص للمشروعات خارج المدن الصناعية في المدن الأخرى والأرياف والتأكيد على منح الترخيص الاداري لجميع المشروعات التي شملت بقانون الاستثمار وتم تحديد أرقام محاضرها ضمن الترخيص.
بقي أن نقول بعد هذا العرض السريع لمؤتمر الاستثمار في دير الزور بأنه كان البداية نحو تسليط الضوء على إمكانات وموارد هذه المنطقة وافاق الاستثمار فيها وأن ما هو مأمول بأن تتابع الخطوات المكملة له وخاصة المتعلقة بتوفير البيئة الاستثمارية الخاصة للمشروعات سواء المعروضة أو غيرها وأن نشهد خلال العام القادم من الأيام تنامي الاستثمارات لتكمل جوانب التنمية المختلفة.
فصيح السلوم- غسان إدوارة
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد