وزيرة خارجية النمسا: على الأوروبيين عدم إدارة الظهر لسورية

11-02-2008

وزيرة خارجية النمسا: على الأوروبيين عدم إدارة الظهر لسورية

قالت وزيرة الخارجية النمسوية اورسولا بلاسنيك انها دفعت في داخل الاتحاد الأوروبي باتجاه «الحوار مع سورية وليس إدارة الظهر لها»، مشيرة الى ان «الانخراط هو شارع في اتجاهين» يتضمن الحديث الصريح إزاء الاختلافات والمصالح المشتركة.

وحضت بلاسنيك دمشق على «لعب دور بنّاء وإيجابي في لبنان» لافتة الى انها سمعت من المسؤولين السوريين ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان لا يزال المرشح التوافقي، ورفضاً سورياً لنشر مراقبين أوروبيين على الحدود مع لبنان.

وبعدما قالت الوزيرة النمسوية ان الحوار مع «حماس» لم يسفر عن أي نتيجة، انتقدت إقدام الحركة على «انقلاب عنيف» في قطاع غزة، وقالت ان الجهود الدولية ترمي الى إقامة «حل بدولتين وليس بثلاث دول» في إشارة الى الحسم العسكري في غزة.

وهذا نص الحديث:

> هل نسقتِ مع زملائك الأوروبيين قبل زيارتك دمشق؟

- زرت دمشق باعتباري وزيرة خارجية النمسا. بالطبع، نحن نعمل على اسس السياسة الأوروبية الموحدة. وبالطبع، انني دفعت داخل الاتحاد الأوروبي باتجاه الانخراط مع سورية على اسس مواقف واضحة ومحددة وليس إدارة ظهرنا الى سورية.

> لكن في بداية عام 2005، كان هناك قرار غير مكتوب بين الدول الأوروبية بالعمل على عزل دمشق. هل يدل وجودك وزيارات وزراء أوروبيين آخرين الى سورية الى ان هذه السياسة غير المعلنة انتهت؟

- للنمسا علاقات جيدة وطويلة مع سورية. مثلاً، لدينا 380 جندياً في هضبة الجولان. ونحن نشارك في «القوات الدولية لفك الاشتباك» (اندوف) منذ اكثر من ثلاثة عقود. وسورية والنمسا شاركتا في (المؤتمر الدولي للسلام) في انابوليس الذي جدد جهود السلام في الشرق الأوسط، ويجب ان نأخذ هذا الأمر جدياً ونساهم في هذه العملية.

> عندما زار وزير الخارجية السوري وليد المعلم برلين قبل اسابيع، احتج الأميركيون. هل تعرضت لاحتجاجات اميركية أو أوروبية بسبب زيارتك دمشق؟

- لا. لكن الكثير من جهود الانخراط الإيجابي مع سورية كانت مربكة. لم تكن هناك استجابة من السلطات السورية. لذلك يفقد الناس الاهتمام لذلك، لكنني أصغيت بحرص الى نظرائي السوريين، كما انني جعلت مواقفنا واضحة جداً.

> زرت خلال جولتك في الشرق الأوسط كلاً من لبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية وسورية. هل تعودين الى فيينا اكثر تفاؤلاً؟

- ليس عدلاً تقسيم العالم الى متشائمين ومتفائلين، خصوصاً ان المتشائمين في الشرق الأوسط في موقف أقوى. والمتفائلون هم الذين يعيشون حياة اصعب. لكن بعد تحدثي الى الإسرائيليين والفلسطينيين، فإنني واثقة إزاء المفاوضات (السلمية) بينهم. انطباعي انهم مصممون بقوة على دفع المحادثات قدماً ويعملون بجد إزاء ذلك.

> إذن، تركيزك منصب على مرحلة «ما بعد انابوليس»؟

- نعم، إذا أردنا الحل القائم على دولتين ان يتحقق عام 2008، ليس لدينا الوقت كي نضيعه. يجب ألا يقف أي طرف مكتوف الأيدي.

> هل طلبت من الجانب السوري شيئاً محدداً في هذا السياق؟ وهل طلب منك السوريون شيئاً محدداً؟

- انا مقتنعة بأن سورية يمكن ان تساهم في هذه الأجندة (المتعلقة بالسلام) باعتبار ان لسورية وزناً كبيراً وكامناً كدول الجوار. يجب على سورية ان تساهم في الروح الإيجابية للبحث عن السلام في الشرق الأوسط.

> مثل ماذا؟ ماذا تتوقعين من دمشق؟

- ان تلعب دوراً بنّاء في المنطقة مثلاً، في ما يتعلق بالفلسطينيين ان تدعم (سورية الرئيس محمود) عباس وفريقه، وليس دوراً سلبياً أو دعم القوى المعارضة له. العمل على وحدة الفلسطينيين وليس تعميق التقسيم والتفرقة. في ما يتعلق بلبنان، ان تنتهج سياسة تقوم على احترام سيادة لبنان واستقلاله وديموقراطيته واستقراره بحسب القرارات الدولية ذات الصلة، ودعم المبادرة العربية لانتخاب رئيس جديد للبنان. إن المؤسسات اللبنانية أفرغت لوقت طويل. وهناك حاجة ملحة لبناء الثقة.

> هذا ما تقوم به سورية: تدعم الوحدة الوطنية وتدعم المبادرة العربية. ماذا عن «حماس»؟ هل تشجعين الحوار معها ام تعارضين ذلك وفق القرار الأوروبي؟

- إن الحوار مع «حماس» أو لا تبسيط مضلل. في الواقع، عدد من الناس تحدث الى «حماس»، لكن ما هي النتيجة. لقد تم استقبال (قادة) «حماس» في روسيا وتركيا ودول عربية، ومع ذلك لا أرى أي نتيجية في تغيير سلوك «حماس». بل ان الحركة قامت بانقلاب عنيف. نعم، «حماس» كانت ناجحة في الانتخابات الحرة والناجحة التي حصلت في بداية 2006، لكن الشعب الفلسطيني لم ينتخب هذه الحركة كي تسيطر على قطاع غزة وتطلق صواريخ «القسام» على إسرائيل أو لترسل القتلة الانتحاريين. بالنسبة الى الاتحاد الأوروبي، يجب أن تقبل «حماس» بعض التوقعات كي يتحاور الاتحاد الأوروبي معها.

> تقصدين شروطاً معينة؟ أي شروط «اللجنة الرباعية الدولية» (تضم روسيا، أميركا، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة)؟

- يجب أن نكون دقيقين في استخدام الكلمات. أفضل أن أقول «توقعات» لأن القول بـ «شروط» يعني وضع أساس سلبي للقصة. انها ليست توقعات غير عادلة أو غير لازمة أن تعترف «حماس» بإسرائيل كشريك يستحق العيش. أو تحترم الاتفاق الذي وقعت عليه وأن تنبذ العنف. هذه أمور هي ألف باء العمل الديموقراطي اذا كنت جاهزاً لانتخابات حرة وديموقراطية ونزيهة، فمن المتوقع أن تكون جاهزاً كي تنبذ العنف. في رأيي، ان «حماس» لم تحصل على ثقة الفلسطينيين لتقوم بانقلاب عنيف. ان شعب غزة يتعرض للاحتلال الإسرائيلي ومنعكسات عنف «حماس» هي ضد رئيسهم ومؤسساتهم.

> لكن يعتقد البعض انه كي يكون عباس في موقف تفاوضي أقوى يجب أن يتحاور مع «حماس»؟

- هذا تبسيط بالغ. أعتقد بأن الفلسطينيين لا يربحون أي شيء بالتفرقة والانقسام بل أولئك الذي قاموا بالانقلاب وأولئك الذين يريدون التفاوض. ان الرئيس عباس، يسير على طريق السلام وهذا الطريق يدعمه اقتصادياً وسياسياً الاتحاد الأوروبي مثل المساهمة في مراقبة معبر رفح وبرامج تدريب للفلسطينيين. في رأيي، يجب على الفلسطينيين أن يفعّلوا جهود المصالحة ودعم الرئيس عباس حتى لو كان هذا الأمر يبدو صعباً في هذه المرحلة. في المديين المتوسط والطويل، هذا هو الطريق الوحيد الذي يجب أن يسلك، وهي الاستراتيجية الوحيدة لتقوية الموقف الفلسطيني بدلاً من إضعافه. لكن لسوء الحظ، هناك البعض الذي لا يريد لعباس أن ينجح.

> هل تشجعين عباس على الحوار مع «حماس»؟

- آمل بأن يجد الرئيس عباس الطريق للمضي قدماً في هذه المسألة باعتباره الرئيس المنتخب للفلسطينيين. انني من المؤمنين بحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي انتهت بانقلاب «حماس» في غزة. انني أدعم سلوك عباس القائم على استعادة السلطة كاملة على غزة. إننا نعمل على حل الدولتين وليس الدول الثلاث.

> ماذا عن المسار السوري – الإسرائيلي؟ هل ناقشت هذا الأمر في إسرائيل؟

- نعم. ليس موضوعاً جديداً. وأنا متأكدة من أنه سيكون جزءاً من التسوية السلمية الشاملة في المنطقة.

> هل صحيح ان الموضوع لم تناقشيه أبداً في إسرائيل وركزت على المسار الفلسطيني؟

- ناقشت عدداً من قضايا المنطقة الاقليمية بينها الوضع مع سورية. ليس هناك أي جديد في هذا المجال.

> هل ناقشت هذا الأمر مع الجانب السوري؟

- ليس هناك أي جديد في هذا المجال.

> ماذا عن لبنان؟ هل تعتقدين ان رئيساً سينتخب للبنان قريباً؟

- لا استطيع التنبؤ. لكني أؤمن بلبنان مستقراً ومستقلاً وديموقراطياً يعيش الى جواره. يحتاج لبنان ان يخرج بسرعة من هذا الاستقطاب. لذلك آمل بانتخاب رئيس توافقي ما سيشكل اشارة مشجعة في المنطقة وليس فقط في لبنان. ان تطوراً ايجابياً في لبنان، ضروري للسلام في المنطقة. لهذا يدعم الاتحاد الأوروبي المبادرة العربية في هذا المجال.

> في ضوء محادثاتك في دمشق وبيروت، هل تتوقعين انتخاباً للرئيس اللبناني؟

- انني أشجع شركاءنا السوريين على تشجيع حل كهذا.

> سورية تدعم المبادرة العربية وتؤكد ان العماد ميشال سليمان مرشح توافقي بحسب المبادرة. هل سمعت هذا الموقف من المسؤولين السوريين؟

- ان ميشال سليمان هو المرشح التوافقي بحسب المبادرة العربية التي وافقت عليها سورية.

> ماذا عن الحدود السورية – اللبنانية، هل ناقشت هذا الأمر؟

- نعم. ناقشته مع الوزير المعلم سابقاً. الموقف سوري لم يتغير.

> أي ان سورية لن تقبل بوجود مراقبين أوروبيين على الحدود وتقبل فقط تدريباً ومعدات للقوات السورية؟

- هذا صحيح.

> ماذا عن التدريب؟ هل سترسلون مدربين ومعدات من أوروبا الى سورية؟

- لم نتحرك في مناقشاتنا في هذا المجال. الجهود المتعلقة بالوصول الى موقف (أوروبي) موحد لم تكن ناجحة الى الآن.

> هل سيحصل تحريك بعد زيارتك المنطقة؟

- لا أتوقع تحريكاً في هذا المجال. ان الاتحاد الأوروبي وسورية يختلفان حول مسائل أخرى مثل ترسيم الحدود ووقف تهريب السلاح وتأسيس علاقات ديبلوماسية عادية بين سورية ولبنان.

> هل تتوقعين تحريكاً لاتفاق الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي؟

- لم نناقش هذا الأمر حتى الآن في الاتحاد الأوروبي. هذا أمر يعود الى سورية.

> هل تحضين سورية على تحريك الأمر؟

- هناك عدد من القضايا التي يمكن لسورية أن تلعب دوراً ايجابياً فيها، سورية تعرفها تماماً.

> هل توافقين على القول ان الاتحاد الأوروبي اتفق على كيفية التعامل مع دمشق؟

- ان التفاهم الأوروبي المشترك يتوقف على الهدف. أي أن تقوم سورية بلعب دور إيجابي وبناء في المنطقة وجار مسؤول وشريك ملتزم بالسلام، بحسب المعايير المعروفة لنا جميعاً.

> هل نتوقع استمرار تبادل الزيارات بين الجانبين السوري والأوروبي؟

- يتوقف هذا على سورية. ان الانخراط هو شارع في اتجاهين. نتمنى أن نرى جهوداً ونتائج ذات صدقية. إنني ملــتزمة شــخصياً استراتيجية الوضوح والتــشجيع كي نتحدث بـصراحة ووضــوح حول اختلافاتنا إزاء القضايا بما فيها مــلف حقوق الإنســان وأن نقر بمصالحنا المشــتركة. ان ســورية مــجتمع علمــاني حــيث تــتمتع النساء بحياة أفضل مما هي عليه في دول أخرى في المــنطقة. وفـي سورية تتعايــش الأديــان جنباً الى جـنب بتســامح. ونـحن الأوروبــيين نرحب بدعم سورية للاجئين العراقيين والمــساهمة في تــخفيف معاناتهم.

إبراهيم حميدي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...