بعد انتهاءولايته :المندوب السامي في لبنان: حلفاء سورية ليسوا الأقوى

05-02-2008

بعد انتهاءولايته :المندوب السامي في لبنان: حلفاء سورية ليسوا الأقوى

قال السفير الأميركي السابق لدى لبنان جيفري فيلتمان إن «التدخل الخارجي فيه يبقى مشكلة كبيرة، لكن تحديده أمر صعب وهنا التحدي». واعتبر أن «التوازن في لبنان مال لمصلحة القرار اللبناني ولا أوافق على أن حلفاء سورية باتوا أقوى».

وجاء كلام فيلتمان، قبل ان يغادر بيروت في نهاية فترة انتدابه تخللته مراجعة لأبرز محطات عمله في لبنان منذ صيف العام 2004. وتناول فيلتمان اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والاغتيالات ومحاولات الاغتيال في لبنان، فقال عن المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال الحريري وسائر الجرائم المرتبطة بها، وإمكان التوصل الى تسوية من خلالها شبيهة بتسوية لوكربي: «نحن لا نضع أموالنا (لتمويل قيام المحكمة) من أجل محكمة تصبح موضوع صفقة أو تتجمد». وأكد فيلتمان ان «تهديد عدد من الشخصيات (بالاغتيال) مؤكد وليس افتراضياً». وطرح أسئلة حول محاولة اغتيال الوزير مروان حمادة في 1 تشرين (اكتوبر) 2004 بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركي آنذاك ريتشارد بيرنز لدمشق، وحول اغتيال الحريري بعد زيارة مماثلة لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية السابق ريتشارد أرميتاج.

وأوضح فيلتمان ان «اللبنانيين الذين أجروا محادثات مع الإدارة الأميركية أكدوا انه لا يمكن القيام بأي عمل يسرّع في عدم الاستقرار (بالنسبة الى نزع سلاح الميليشيات و «حزب الله») وسرنا على مبدأهم لأنهم هم الذين وضعوا الأجندة». وأشار الى ان القول ان بعض القيادات اللبنانية طلبت من واشنطن حض إسرائيل على نزع سلاح الحزب «غير صحيح».

وتحدث فيلتمان عن الخلاف مع زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون. وقال ان السفارة في بيروت «مستمرة على علاقة معه... وكنت تمنيت لو ان في إمكانه ان يستخدم دوره في البرلمان وان يفتح هذا البرلمان ليعمل من داخله بدلاً من الشارع». وتابع: «لا نفهم لماذا يسمح باستخدام نفسه لتغطية حلفاء سورية وإيران».

وتحدث السفير الأميركي السابق الذي بات في منصب النائب الأول لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، عن حرب تموز وانتخابات الرئاسة في لبنان. وتناولت «الحياة» معه انطباعاته عن عدد من القيادات اللبنانية بدءاً بالرئيس السابق اميل لحود، مروراً برئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة والبطريرك الماروني نصر الله صفير وزعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط والرئيس السابق أمين الجميل ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع.

أما على صعيد الأوضاع الراهنة في لبنان، وإمكان استئناف الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى جهوده من أجل تنفيذ خطة الحل العربي لانتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، ومعالجة الخلاف على نسب التمثيل في حكومة الوحدة الوطنية، فرجحت مصادر رسمية أن يزور موسى بيروت يوم الجمعة المقبل. واتصل الأمين العام أمس بالرئيسين بري والسنيورة للتداول في المواقف المختلفة من العقبات التي أدت الى تعثر جهوده قبل أسبوعين. وعلمت «الحياة» ان زيارة موسى هذه المرة ستكون قصيرة وسيركز على عقد الاجتماع الرباعي بين عون ممثلاً للمعارضة والجميل والحريري من الأكثرية لاستكمال البحث حول الضمانات في شأن تشكيل حكومة العهد المقبل على أن تقتصر زياراته على بري والسنيورة. وذكرت مصادر مطلعة ان موسى يتجه الى عدم القيام بزيارات الى السياسيين كما فعل سابقاً، وان الأمين العام ينتظر بعض الاتصالات الجارية على الصعيد الإقليمي، سواء مع إيران، أو بين الجانب القطري والجانب السوري، والجانب القطري والجانب السعودي لعلها تنتج معطيات تساعد في إحداث تقدم في جهود الجامعة العربية.

وفي شأن تداعيات أحداث مار مخايل – الشياح التي سقط بنتيجتها 7 شهداء في المواجهة بين المحتجين على تقنين الكهرباء والجيش اللبناني، أعلن الرئيس بري ارتياحه الى مسار التحقيقات الجارية لتحديد المسؤوليات عن التطورات المأسوية التي حصلت قبل زهاء 10 أيام.

وإزاء بعض الإشاعات والكتابات عن الجيش، أصدرت مديرية التوجيه في القيادة بياناً نص على الآتي:

«تزايد في الآونة الأخيرة نشر أخبار ومعلومات غير صحيحة حول الجيش، من قبل بعض وسائل الإعلام، الى جانب صدور تعليقات واستنتاجات مغلوطة، لعدد من السياسيين، حول المهمات التي ينفذها العسكريون، والمناقبية التي يتمتعون بها، والهرمية العسكرية التي تنظمهم وترعى شؤونهم. كل ذلك بعيداً عن الشعور بالمسؤولية الوطنية والمصداقية الإعلامية، وبهدف الترويج الإخباري الرخيص، والتوظيف السياسي البعيد كل البعد عن الأصول والقيم الأخلاقية والإنسانية».

وسألت قيادة الجيش: «أليس ما يهدف اليه هؤلاء، من وراء تلك الحملة غير المسؤولة محاولة مكشوفة لإلحاق الأذى بالجيش، والتشكيك بولاء عسكرييه لقيادتهم الواحدة؟ وإن كان ذلك هو المقصود، فهل يخفى على أحد مقدار الأذى الذي يحل بالوطن في حال تهديد وحدة المؤسسة العسكرية، وعرقلة دورها الوطني الجامع، والنيل من جهوزيتها المعنوية والمادية، خصوصاً في هذه الظروف المصيرية التي يمر بها لبنان أفراداً وجماعات ومؤسسات؟ وإن لم يكن ذلك هو المقصود، فإن قيادة الجيش تهيب بجميع المعنيين عدم زج المؤسسة العسكرية في أتون الصراعات السياسية حفاظاً على وحدة الجيش، وحرصاً على مساعدته في إكمال مسيرته الهادفة الى حفظ أمن الوطن والمواطنين».

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...