باباجان يتوقع دوراً بناء لدمشق في انتخابات لبنان الرئاسية

07-10-2007

باباجان يتوقع دوراً بناء لدمشق في انتخابات لبنان الرئاسية

قال وزير الخارجية التركي علي باباجان انه «يتطلع» الى حضور سورية المؤتمر الدولي للسلام فباباجان وزوجته زينب في مطار دمشق امسي واشنطن وان يكون هذا المؤتمر «شاملا يتناول جميع المسارات»، مشيرا الى انه «يتوقع» ان تمارس دمشق «نفوذها بطريقة ايجابية في الاستحقاق الرئاسي المقبل لجلب الاستقرار الى لبنان».

وكشف باباجان ان الرئيس بشار الاسد سيزور انقرة خلال الشهر الجاري تلبية لـ «دعوة رسمية» من نظيره التركي عبدالله غل ستكون الاولى منذ زيارة الاسد تركيا في بداية 2004. وقال انه سيثير خلال محادثاته بعد ظهر اليوم مع المسؤولين الاسرائيليين موضوع خرق طائرات اسرائيلية الاجواء السورية والتركية. وتوقع «تزويدنا بتفاصيل (العملية) وببعض المعلومات عن ذلك الخرق»، نافيا تقديم الجيش التركي «ضوءاً أخضر» لاسرائيل كي تقوم بالغارة على شمال شرقي سورية.

وكان باباجان قد اجرى محادثاته الرسمية مع نظيره وليد المعلم. ويختتم الوزير زيارته بلقاء مع الرئيس الاسد قبل استكماله جولة تشمل الاردن والاراضي الفلسطينية واسرائيل، على ان تحمله في مرحلة لاحقة الى مصر ولبنان والسعودية. وتتناول جولة باباجان الاوضاع في العراق ومؤتمر اسطنبول لدول جوار العراق المقرر في يومي 2 و3 الشهر المقبل، و «مؤتمر الخريف» والازمة اللبنانية.

وقال باباجان: «ان لسورية نفوذاً في لبنان ونتوقع ان تستعمل هذا النفوذ بطريقة ايجابية بحيث تكون الانتخابات ناجحة وتجلب الاستقرار الى لبنان. ولا اقصد ان سورية لا تقوم بدور ايجابي او انها تقوم بدور سلبي. بل اننا نريدهم (السوريين) الاستمرار في الدور البناء». وزاد ان انتخاب رئيس جديد في لبنان «مسألة مهمة جدا. واذا كانت الانتخابات ناجحة فإن هذا سيلعب دورا لصالح الاستقرار. واذا كان هناك اي خلل سيكون لذلك اثر سلبي».

واشار وزير الخارجية التركي الى ان الموضوع اللبناني سيكون احد المواضيع التي سيبحثها في دمشق بهدف «التأكيد على ضرورة اتخاذ مواقف بناءة في لبنان والحاجة الى تشجيع الاطراف فيه على التزام الحوار واتخاذ مواقف بناءة. واننا واثقون بأن سورية ستظل تدعم الخطوات البناءة وتساندها في ما يتعلق بلبنان».

وسئل عما قيل من ان الغارة الاسرائيلية حصلت بـ «علم» المؤسسة العسكرية التركية، فأجاب: «ان المعلم قام بزيارة الى انقرة بعد العملية الاسرائيلية، وقلنا بوضوح إنه لا يمكننا ان نقبل مثل هذا الخرق الاسرائيلي. واخبرنا المؤسسات الرسمية الاسرائيلية عقب الحادث وطلبنا ايضاحات وبيانات عاجلة، واننا نشدد على ضرورة ايجاد الحلول للمشاكل عبر الحوار السياسي». وزاد: «لايمكن ان يتصور احد ان يكون هناك ضوء اخضر تركي او اشارة (موافقة) على العملية الاسرائيلية في وقت تشهد العلاقات بين دمشق وانقرة احسن حالاتها. بل العكس، فإن تركيا دانت عملية الخرق».

وعما اذا قامت تركيا بنقل رسائل تهدئة بين دمشق وتل ابيب بعد العملية الجوية، قال باباجان: «لنا علاقات جيدة مع كل من سورية واسرائيل. ونقوم بالحديث عبر الاقنية الثنائية والمتعددة الاطراف» عن قناعة انقرة بضرورة البحث عن حلول بالحوار السياسي. وتابع: «ان منطقة الشرق الاوسط حساسة للغاية وساخنة وفيها الكثير من النزاعات، لذلك لا بد من اللجوء الى الحوار واستخدام الوسائل السلمية في حل المشاكل» وانه عندما «نقول ضرورة تحقيق الامن، فيجب ان لا يكون أمن طرف على حساب طرف اخر».

وقال ردا على سؤال آخر ان انقرة «تتطلع لمشاركة سورية في مؤتمر واشنطن. والمطلوب ان يحقق المؤتمر نتائج ملموسة وان لا يكون مجرد لقاء»، مشيرا الى ان بلاده «يمكن ان تساهم في ترتيب جدول اعماله وان تركيا مقتنعة بأنه اذا اردنا تحقيق السلام العادل والشامل يجب تناول جميع المسارات التفاوضية» بما فيها المساران السوري واللبناني، قبل ان يشدد على أهمية عقد المؤتمر على أساس مبادرة السلام العربية.

ولم يستبعد قيامه بالسعي لترتيب لقاء بين المعلم ونظيرته الاميركية كوندوليزا رايس على هامش مؤتمر اسطنبول، وقال ان وزراء خارجية دول جوار العراق والدول الثماني الكبرى والدول الخمس الدائمة العضوية سيحضرون المؤتمر «وهناك فرصة لعقد لقاء (بين رايس والمعلم) اذا كانت هناك رغبة. وان المسألة متروكة للدول المعنية».

ويبحث باباجان ايضا في دمشق «أوجه التعاون في العلاقات الثنائية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وتبادل الآراء إزاء المسائل التي تهم البلدين، ذلك ان روابط متينة وتاريخية وعلاقات جيرة وصلة دم دفعت العلاقات الى ان تتطور في شكل كبير خلال السنوات التسع الاخيرة» بعد توقيع اتفاق اضنا الامني في تموز (يوليو) 1998.

إبراهيم حميدي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...