الدعاية العربية تخدم الدعاية الغربية في مناهضة حماس
الجمل: العنف الفلسطيني، وتصعيداته الجارية في قطاع غزة، بين مؤيدي حركة حماس ومؤيدي حركة فتح، ينطوي على أبعاد خطيرة جداً، تفوق كل تلك التي تتحدث عنها ، وتعرفها وسائل الإعلام. ويبدو أن "الحرب الأهلية الفلسطينية"، التي ظلت احتمالاً مستبعداً لفترة طويلة، أصبح الآن هناك من يعمل لدفعها، لجهة تحقيق الحلم الإسرائيلي الكبير، ولكن هذه المرة عن طريق" الحياكة" الخبيثة ونسيج خيوط الواقع المثير..
الآن الأزمة الراهنة في فلسطين المحتلة، منظوراً إليها خارج سياقها الإقليمي بواسطة " الماكينات الإعلامية" الغربية ، يتم طرحها ، بما يخدم عملية تقديم مضمون واحد يخدم المصالح الإسرائيلية الأنانية ، ويتمثل هذا المضمون في : (أن التنازع الفلسطيني الفلسطيني يقدم برهاناً ودليلاً يؤكد على أن ثقافة العنف السائدة في المجتمع الفلسطيني هي أمر مكتسب وموروث، وليست أمراً طارئاً بسبب الاحتلال الإسرائيلي، وبالتالي، إ ذا كان الفلسطينيون بالأساس ورثة للعنف الفطري، وبالأساس غير قادرين على تقبل نتائج الانتخابات الديمقراطية، فإنهم بالضرورة غير قادرين.. وغير مؤهلين للمضي قدماً مع إسرائيل من أجل تحقيق السلام.. وبالتالي على العالم المتحضر أن يلتمس العذر الإسرائيلي في أن تعلن من جانبها فقط " تحديد وترسيم حدودها الآمنة" التي تجعلها تعيش بسلام .. وفي منأى عن هؤلاء "الأشرار بالفطرة" الذين لايتعايشون مع بعضهم البعض.. )
وفي الوقت الذي تشدد إسرائيل وحلفاءها على الإدعاءات والمزاعم بأن الفلسطينيين قاموا بانتخاب حكومة إرهابية، فإن أجهزة الإعلام العربية، لم تعمل في الاتجاه الصحيح الذي يدحض المزاعم الإسرائيلية – الأمريكية الهشة، بل لجأت إلى تقديم صورة تساند هذه الإدعاءات، الفوز بنتيجتها ذهب إلى "الطرف الخطأ" وعلى هذا النحو، يكون الإعلام العربي قد انزلق تماماً في تقديم "الموديل الفلسطيني" الذي يخدم ويساند الإدعاءات الإسرائيلية- الأمريكية ، وكان يمكن للإعلام العربي، أن يمضي في الاتجاه الصحيح ، بأن يحاول العثور على الإجابة المباشرة على السؤال: لماذا اختار الشعب الفلسطيني حركة حماس في هذه الانتخابات، ولم يختر النخب السياسية التقليدية الفلسطينية، لمنظمة التحرير الفلسطينية (ممثلة في حركة فتح) من حملة البنادق والرشاشات والذين تحولو بفضل اتفاقية أوسلو إلى مقاتلين عُزل مجردين من كل سلاح، .. ولكنهم أصبحوا "أوفر مالاً وثراءً" بفضل النضال "المدني" الذي ظلت تقوده السلطة الفلسطينية، وبفضل المعونات الأمريكية والأوروبية.. ومساعدات البنك الدولي للإنشاء والتعمير.. من أجل "بناء وإعادة تعمير مناطق السلطة الفلسطينية"
الجمل
إضافة تعليق جديد