حالات لبنان البائسة
غسان الشامي:
ثلاث حالات بائسة وحقيرة تفشّت كالصرف غير الصحي المجحلي، منذ إعلان أولاد النتن الحرب على لبنان.
الأولى، لمن تلطّى بعباءة المقاومة وأكل من صحنها لأعوام، ثم عندما ظن أنها ضعفت انقلب عليها وبدأ يعظها بعد أن كان يقرّظها، ويلومها ويعنّفها بعد أن كان يسبّح بحمدها وقوتها ويمسح أحذية مشغليه فيها.
هذا النوع يتوجب على أهل القضية شكر هذه التجربة المريرة على انكشافهم ، والتعلم منذ الآن وبعد انتهاء المحنة ألاّ يفتحوا لهم الأبواب مجدداً، وألاّ يَسكَروا من نقيع زبيب خطابات هؤلاء الأوباش..لا بل محاسبتهم معنوياً بعد انتهاء الحرب، لأنهم أخوة أدرعي بالرضاعة.
الثانية، الذين انهاروا بعد البيجر وخرسوا بعد ارتقاء السيد، وبلعوا ألسنتهم بعدما كانوا مدّاحين مسّاحين لاعقين .
إن التعامل معهم بعد الحرب ، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار أن الجبن مثل الخيانة، وأن الذي لا تراه في محنتك يجب أن ترميه في القمامة أثناء قوتك.
الثالثة، هم المكشوفون المعروفون المرتبطون منذ ما قبل الحرب ، وهؤلاء كانوا يشتمون علناً ، وتعاملت معهم الم:قا:ومة على قاعدة أنها من بيت "أبو عبد اللطيف" ذوي الإسفنج الماص للمياه بأنواعها، ولو ألقم -سابقاً-واحد منهم حجراً لما تجرأ وتهوَّد علناً الآن.
معاملة هؤلاء يجب أن تكون كمعاملة المقاومة الفرنسية لعناصر الـ " ميليس" خلال الحرب العالمية الثانية..وأي كلام آخر سيكون من بيت "أبو عبد الهبيلة".
أما المبدأيون الذي صابروا ووقفوا وتشبثوا ، فهم لا يريدون حمداً ولا شكورا، لأنهم يقومون بواجبهم وبما تمليه عليهم وطنيتهم وقناعاتهم بأن النصر حليف المجالدين، وأن الحق سيحصحص، ولن يبدلوا تبديلا.
بعد الانتصار كلام آخر، وحتى يجهجهَ الصبح فإن الأنظار والدعاء والأمل هو بأولي البأس ، أبناء الأعزّ الأغرّ السيّد الحسن، الذين يذيقون أبناء الأفاعي زعاف رصاصهم.
لهم غُرّة صباحات الكون.
بتوقيت الربوة - جبل لبنان
إضافة تعليق جديد