السوري بوسيدونيوس أعظم فلاسفة عصره
د. عامر رشيد مبيض
ولد في مدينة أفاميا السورية ( 135 - 51 ق.م ) ولم يغادر سورية ولم يسافر إلى أثينا وكانت مدمرة وممزقة ولم يسافر إلى روما التي كانت مجرد نتوء في الجغرافيا ومجرد براكات من الخشب وشعبها مصاب بالشذوذ الجنسي حسب مؤرخهم جوفينال ..لكن جامعات أوروبا جعلوه يونانيا غصبا عن التاريخ ورغم أنف التاريخ . وجعلوه طالبا أكمل تعليمه العالي في أثينا بدون إثبات .. ثم قالوا عاش في رودس وتوفي في روما وبدون إثبات ، روما التي لم تكن أكثر من براكات من الخشب ، حسب مؤرخي روما :
بوسيدونيوس : درس في مدينته أفاميا السورية ومات فيها ولم يغادر سورية وكان أعظم فلاسفة عصره .
وثمة جامعات وأكاديميين زعموا بدون مصدر أنه انتقل إلى أثينا ليدرس الفلسفة فيها . لكن أثينا في عام 338 ق.م ، وقبل ولادة بوسيدونيوس السوري ، كانت قد تبخرت من الجغرافيا والتاريخ .
قال الفرنسيان أندريه إيمار وجانين أوبوايه : ( حتى 338 ق.م ، مزق العالم اليوناني بأسره شر تمزيق ) .
وقال الفرنسي كيتو : ( ودمرت أثينا بطريقة تدعو للذل ولم يبق أحد في أثينا على قيد الحياة .. وإننا لانعرف شيئا مطلقا عن أكثر هذه الدول ( إسبرطة أثينا كورنثا ) كما أننا في هذه الأيام نسجل الحقائق خدمة للتاريخ بحماسة ، فيها مراعاة للضمير ما يجعل كتابة التاريخ مستحيلة . وإسبرطة مدينة المتناقضات وتاريخها القديم مجهول والأساطير أكثر من الحقائق ، وهذه الحقائق الظاهرية يرجع الكثير منها إلى صياغتها من جديد طبقا لفروض الفلاسفة المتأخرين .. ولا مفر من أن يكون فهمنا للأساطير خاطئا ) .
الفرنسيان أندريه إيمار وجانين أوبوايه : ( فبقطع النظر عن المعلومات الضعيفة المتضاربة فيما بينها .. إلا أنها معلومات أعجز من أن تزيل الإبهام والغموض ... والحق يقال نحن أمام جهل فاضح للمناطق والأدوار التاريخية .. أما المشكلة الصميم فمشكلة هذا الغرب المتخلف عن ركب الحضارة .. فمن أين نأتي بتواريخ صادقة وصحيحة ) .
روما منذ نشأتها المزعومة 750 ق.م ، حتى عصر ماركوس مؤرخ روما ( 116 - 27 ق.م ) وحتى عصر جوفينال مؤرخ روما في القرن الثاني الميلادي ، كانت مجرد نتوء في الجغرافيا وعدد سكانها أقل من خمسين ألف إنسان ، من سلالة منحطة مصابة بالشذوذ الجنسي حسب تعبير مؤرخ روما جوفينال .
فكيف سافر ولماذا يسافر إليها فيلسوف سوري عظيم ويعد أعظم فلاسفة عصره .
روما : بأقلام مؤرخي روما :
1 _ جوفينال في القرن الثاني الميلادي هو أقدم أربعة مؤرخين لروما ، قال :
( شعب روما أقل من خمسين ألف إنسان ومن سلالة منحطة ومصاب بالشذوذ الجنسي نساؤهم يتشبهن في كل شيء بالرجال حتى لاتستطيع أن تميزهن منهم . لقد وصلنا إلى الدرجة القصوى في الرذيلة وأن من يأتون بعدنا لن يستطيعوا أن يتفوقوا فيها علينا اخرج من مشفى المجانين الذي يحطم الأعصاب والذي يسمونه روما ) .
2- ماركوس مؤرخ روما : ( 116 - 27 ق.م ) اعتمد على ( مُنَجِّم )
3- ليفيوس مؤرخ روما: ( 59 ق.م - 17م ) : اعتمد على الإشاعات والتخمينات والأساطير .
4 - فرمانوس ( مُنَجِّم ) روما 27 ق.م ، اخترع شعوبا وحضارات ولاتين وأتروسك وغاليين وفتوحات لروما في ألفي سنة نقل عنه ماركوس ( 116 - 27 ق.م ) .
لقد خدعتنا كل مناهج جامعات العالم وزعموا بدون إثبات أن روما احتلت سورية ، ووصفوا روما أنها أعظم حضارة وأقواها في التاريخ والعالم وبدون إثبات وتعداد سكانها أقل من خمسين ألف إنسان ..
بأقلام المستشرقين :
قال الدكتور الفرنسي شارل سنيوبوس :
( لانعرف من حال القرون اﻷولى لروما غير أساطير والرومانيون أنفسهم لم يعرفوا عنها شيئا مثلنا . وفي هذا التقليد من اﻷساطير مالايسعنا قبوله برمته ) .
ديورانت : ( ولسنا نعرف عن نشأة روما 750 ق.م ، إلا ماهو فروض غير موثوق بصحتها ) .
قالوا : في عام 390 ق.م ، الغاليون ( فرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا ) أحرقوا قرية روما وبيوتها كانت من الخشب وقتلوا كل شيوخها وسكانها .
ثم قالوا : في عام 387 ق.م ، قام السينونيون بنهب وإحراق قرية روما . وبعد أن أحرقت ودمرت كل روما مع سكانها .قالوا : عام 345 ق.م ، تمكنت قرية روما من احتلال فرنسا وألمانيا وبلجيكا وسويسرا وهولندا وسويسرا وكل إيطاليا وسيطرت على البحر المتوسط وتونس ... وكل عدد سكان روما مع النساء والأطفال وكبار السن أقل من خمسين ألف إنسان حسب مصادرهم . ثم قالوا : في عام 323 ق.م ، احتل الرومان كل بلاد الإغريق .روما بخمسين ألف إنسان معظمهم نساء وأطفال وكبار السن احتلت ثلاث قارات وكل مساحة قرية روما وعدد سكانها بأقلامهم :
إن روما لم تكن في الواقع حسب تعبير ( جوفينال .. القرن الثاني الميلادي ) إلا حجرة سملاة . ويكاد عدد السكان أن يبلغ ٥٠.٠٠٠ إنسان . وكانت الأرياف فارغة تقريبا حسب قول ( كانون ) خمسين إلى ستين هكتارا وبضعة هكتارات لحقول القمح .
ويصف مؤرخ ( ليفيوس 59 ق.م - 17 م ) المزارع الإيطالي عاملا عاريا تقريبا تحت الشمس المحرقة شاربا في نهاية حقله قليلا من الخل والماء . إنه عبد وحسب ) .
المؤرخ الفرنسي بيير روسي : ( إننا بحاجة إلى كثير من الخيال أو السذاجة لتصديق أنه بمثل هذه الأعمال وهذا الإقتصاد المحدد ببضعة هكتارات من الحنطة والثوم قد وصلت روما إلى السيطرة العالمية . إن هذا يعني أن سيادتها لم تكن أكثر من سيادة نظرية غير حقيقية . وكان حضور مهندسين معماربين عديدين ومعلمي بناء ومزيني ديكور إلى روما أمرا مؤكدا منذ وقت قريب ... إن روما لم تربح حروبا خارجية أبدا . ولكن التاريخ لم يشر لنا خلال زمن طويل في أي مكان من الشرق لما يسمى خطأ بالفتح الروماني .. إن جميع الأسماء في عصر جوستنيان عربية .
إن شرح ذلك يمكن أن يوجد في المخطوطات الإغريقية أو اللاتينية التي هي منسوخات محدثة لا أصلية . إن الدولة المسلمة في الشرق في تسامحها لم تخضع للنقد تحقيقات بيزنطة التاريخية مستفيدة على هذا الشكل من نشر الوثائق الإغريقية واللاتينية التي لاشيء فيها يضمن الصدق والأصالة . إن كمية العمل الملفقة ضخمة جدا . لنأخذ مثالا ( ثلاثون وثيقة في الفاتيكان ) و( سبع عشرة ) في فلورانسا . إن أقدم وثيقتين فيها ترقيان إلى القرن التاسع الميلادي فقط . إن الجدل لايمكن تجنبه إنه يستعيد الضلالات المضخمة كالدراسة التي قام بها مونتسكيو عن ( عظمة الرومان وإنحطاطهم ) والتي كانت مؤلفا للحصول على جائزة مسابقة أكثر منها دراسة سياسية أو كمثل هذه المؤلفات اﻷكاديمية ل ( حيروم كاركوبينو ) التي تبغي شرح التاريخ بالحالات النفسية . إن الخرافة التي تحيط ب ( الملحمة الرومانية ) تحملنا على قبول التفسيرات اﻷكثر خطأ بعيون مغلقة . فاﻹيمان بالعقيدة الرومانية هو منبع سوء الفهم القاتل الذي خلق أسطورة الغرب المحزنة . إن روما لم تكن تجد مايغذيها إنها نصوص مدسوسة حديثا على كتب التاريخ ومملوءة باﻷخطاء الجغرافية إن قوة روما لم تكن في الواقع رومانية إلا باﻹسم . وإن المؤرخين في القرن اﻷول الميلادي لم تكن النصوص التي قدموها إلا دفاعا عن روما بدون تفاصيل ) .
الفرنسيان أندريه إيمار وجانين أوبوايه : ( فقد اقتبست روما الكثير دون أن تعطي سورية شيئا يذكر ولم يكن المؤلفون اﻷولون .فسورية أمدت روما بالكثير من اﻷفكار والنظريات الفلسفية واﻵلهة ... وفن الفسيفساء الذي عرفته سورية ازدهر في روما مما اقتضى له عددا من الصناع المهرة تثبت بصورة لاتدع مجالا للشك أن سورية من أكبر المراكز لهذا الفن الزخرفي .. وإن سورية بعثت إلى الغرب بجاليات أخذت تنتظم على شاكلة المدن الأم .. إن مجد أثينا وازدهارها مدينان إلى حد بعيد لعمل الأجانب المقيمين .. وإن كثيرين ممن شرفوا بلاغة المحاماة في أثينا مثل ليزياس كانوا أجانب مقيمين . وسيصبح البعل حدد حلب الذي يختلط بالثور والفأس الإله زيوس لليونان ثم الإله جوبتير لروما وبهذا الإسم ستمتد عبادته إلى كل المقاطعات ) .
الفرنسي كيتو : ( الأساطير يرجع الكثير منها إلى صياغتها من جديد طبقا لفروض الفلاسفة المتأخرين ) .
جيمس بريستد : ( إن كل كتب التاريخ تهمل سورية إهمالا تاما وكأن الفضل يرجع إلى اليونان وروما ) .
المؤرخ الفرنسي بيير روسي : ( إن روما لم تكن تجد مايغذيها إنها نصوص مدسوسة حديثا على كتب التاريخ ومملوءة باﻷخطاء الجغرافية إن قوة روما لم تكن في الواقع رومانية إلا باﻹسم . وإن المؤرخين في القرن اﻷول الميلادي لم تكن النصوص التي قدموها إلا دفاعا عن روما بدون تفاصيل ) .
الأمريكي ديورانت : إن التعصب اﻹقليمي ساد كتابتنا التقليدية للتاريخ التي تبدأ رواية التاريخ من اليونان وتلخص آسيا كلها في سطر واحد لم يعد مجرد غلطة علمية بل كان إخفاقا ونقصا فاضحا في ذكائنا.
إضافة تعليق جديد