أوكرانيا تعلن عن منطقة عازلة داخل الأراضي الروسية؟
أعلنت أوكرانيا، يوم الأربعاء، عن إنشاء منطقة عازلة في منطقة كورسك الروسية، وذلك بعد هجوم أوكراني ناجح أدى إلى سيطرة قوات كييف على ألف كيلومتر مربع داخل الأراضي الروسية، وإجلاء السكان المدنيين من المنطقة.
لماذا هذا مهم؟
هذه العملية تعتبر خطوة غير مسبوقة منذ بداية التدخل العسكري الروسي الواسع ضد أوكرانيا. إنشاء منطقة عازلة يعني أن كييف تسعى لمنع أي تواجد عسكري روسي في تلك المنطقة، مع إجلاء المدنيين، لتحويلها إلى منطقة فاصلة على الحدود.
وفقاً لأوكرانيا، فإن هذا الإجراء يهدف إلى منع الهجمات الروسية على أراضيها.
ويُعد هذا الحدث الأول من نوعه منذ عامين ونصف، حيث تمكنت القوات الأوكرانية من السيطرة على أراضٍ روسية، بعد أن استحوذت موسكو على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.
ماذا قالوا؟
◾ وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمنكو صرّح بأن إنشاء المنطقة العازلة داخل الأراضي الروسية يهدف إلى حماية الأوكرانيين من القصف اليومي على الحدود.
◾ الناطق باسم الخارجية الأوكرانية جورجي تيخي، أشار إلى أن بلاده غير قادرة على استخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب روسيا، ولذا قررت استخدام قواتها المسلحة لطرد الوحدات العسكرية التي تستخدم كورسك لقصف أوكرانيا.
◾ تيخي أكد أن أوكرانيا لا تسعى لضم أراضٍ روسية، وإنما لإنشاء منطقة عازلة على الحدود لحماية مواطنيها.
◾ الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وصف الهجوم الأوكراني بأنه “معضلة حقيقية” للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأكد أن واشنطن تتابع الوضع عن كثب.
وفي سياق متصل:
◾ أوضح البيت الأبيض أن أوكرانيا لم تخطر واشنطن مسبقاً بتوغلها في منطقة كورسك، ونفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أي دور أمريكي في العملية.
◾ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن يوم الثلاثاء أن قواته سيطرت على 74 بلدة داخل الأراضي الروسية، وأشار إلى أنهم قاموا بأسر جنود روس لإجراء عملية تبادل أسرى.
◾ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبر أن أوكرانيا تسعى من خلال هذا الهجوم لتحسين وضعها في المفاوضات المستقبلية، وأكد أن “العدو سيتلقى رداً مناسباً”.
الصورة الأوسع
في طريقها نحو كورسك، تسعى القوات الأوكرانية للسيطرة على بلدة سودجا الصغيرة، التي تُعتبر مهمة لأنها تحتوي على محطة لضخ الغاز، وهي الأخيرة التي لا تزال تمد أوروبا بالغاز، وخاصة سلوفاكيا والمجر عبر أوكرانيا.
تسيطر كييف حالياً على الجزء الغربي من سودجا، بينما يُعتبر الجزءان الأوسط والشرقي “منطقتين رماديتين”.
في عام 2023، تم ضخ 14.65 مليار متر مكعب من الغاز عبر سودجا، وهو ما يمثل أقل قليلاً من نصف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا.
وعلى الرغم من تقليص أوروبا اعتمادها على الغاز الروسي منذ بداية الغزو، استمرت موسكو في تزويد الغاز عبر سودجا بموجب اتفاق مدته خمس سنوات وقعته مع كييف في نهاية عام 2019، وينتهي في عام 2042.
وتقول أوكرانيا إنها لن تجدد هذا الاتفاق.
ينتظر العالم حالياً تراجعاً في مستوى العمليات الروسية على الأراضي الأوكرانية، وهو ما أكده قادة عسكريون أوكرانيون، لصالح تصعيد العمليات في كورسك، خاصة بعد تصريح الرئيس بوتين بأن “المهمة الرئيسية” لوزارة الدفاع الروسية هي إخراج القوات الأوكرانية من كورسك.
عربي 21
إضافة تعليق جديد