الفلسفة البراكماتية ماهي ومن هم مؤسسوها

29-04-2024

الفلسفة البراكماتية ماهي ومن هم مؤسسوها

  ابراهيم العلاف:
 
وانا اصدر كتابي الموسوم ( محاضرات في تاريخ الفكر الفلسفي المعاصر ) عن دار قناديل للنشر والتوزيع في بغداد 2022 ، كان عليّ ان أقف عند ( البراكماتية او البراجماتية او البراغماتية ) كما تكتب عندنا في الوطن العربي .


 وقد سألني احدهم مرة ، عن ماهية الفلسفة البراكماتية The Pragmatism ؛ فقلت سأكتب لك عنها مقالا مختصرا لكن اسارع للقول ان من اسس هذه الفلسفة ثلاثة ، اولهم ورائدهم هو جارلس ساندرز بيرس 1839-1914 ، وثانيهما وليم جيمس 1842-1910 ، وثالثهم جون ديوي1859- 1952  .
وملخص كلمة (البراغماتية) وتترجم احيانا ( الذرائعية)  ،  هو :" ان اي فكرة لاقيمة لها الا اذا كانت قابلة للتطبيق" ،  يعني الفكرة ومعناها لايكون تاما الا اذا اثرت في حياتنا العامة ؛ فالفكرة لابد ان تقود الى العمل والعمل المنتج الفعال المهم وقد اشار الدكتور قيس هادي احمد استاذ الفلسفة الغربية في جامعة بفداد الى ذلك في مقالة له عن (تشارلس بيرس والفلسفة البرغماتية ) منشورة في مجلة ( آفاق عربية) العراقيةعدد تشرين الثاني 1985 ويمكن الرجوع اليها وقال ان بيرس اول من ادخل كلمة البراغماتية ويعني بها العمل الى الفليفة وقد كتب  ( بيرس ) في مجالات عديدة كان المحور الاساسي لجميع كتاباته هو ان جميع افكارنا ومعتقداتنا ان هي الا قواعد للعمل والسلوك اليومي والفكرة ماهي الا مشروع أو خطة للعمل قابلة للتطبيق المفيد وان لم تطبق وتفيد لاقيمة لها . 

وقد انبثقت عن هذه الفكرة ، (الفلسفة البراغماتية)  التي لاتعترف بالتأمل ، بل بالعمل الذي يقود الى تحقيق الفائدة والنتائج العملية ، و الفائدة والمصلحة المباشرة هي المعايير الوحيدة للحقيقة .

وقد ارتبطت البراغماتية بالاتجاه العلمي والاتجاه العملي التجريبي ؛ بمعنى ان البراغماتية تسلك سلوك العلم ، وسلوك العمل والتطبيق  . وقد خطا  (وليم جيمس )  خطوات اوسع حين اضاف الى العلم والعمل العقائد فالعقائد حقائق لانها ترضي رغبات وطموحات وحاجات الانسان وديوي فعّل الفكرة وجعلها اداة لخدمة الحياة وتنميتها عمليا وكذلك ادخل وليم جيمس تعديلات على فلسفة بيرس فبعد ان كانت الفكرة عند بيرس خطوة تمهيدية للعمل ولاحداث النتائج على ارض الواقع ادخل وليم جيمس العقائد ايضا كحقائق عملية  .
اما جون ديوي فقد جاء بالآلية التي نظرت الى (العقل)  على انه ( اداة)  لخدمة الحياة وتيسير عيشها والتعامل معها وتطويرها .

ونسأل من كان وراء تطور الغرب وزيادة قدرته على مواجهة الحياة والتجديد فنجيب انها البراغماتية التي تؤكد ان الغاية تبرر الواسطة بمعنى انكَ لكي تنجح لابد ان تسلك كل الطرق العملية للوصول الى هدفك ، ومتى وضعت الافكار النظرية او المثالية نصب عينيك فلن تنجح لانك سوف تفتقد العمل الجاد والفعال ؛ فالعمل هو داينمو  الحياة ومحركها الى الامام وحيث تكمن مصلحتك وفائدتك يكمن نجاحك .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...