أطوار البرغي والعزقة

02-02-2024

أطوار البرغي والعزقة

الهامش: غالبا ما أصادف برغياً كان فاعلا في آلة الحكومة ثم تم الإستغناء عنه ورميه كعزقة لايحتاجها أحد فيذكرني ببطل قصتي " حارس الليل" التي تتحدث عن عنصر أمني يمثل سلطة سيده فيرهب الناس ويظلمهم خلال ساعات دوامه، وبعد الدوام يغدو مظلوما مثلهم من آلة السلطة.. 
الخبر: من دون إعلام المشتركين وقع وزير الاتصالات مساء أمس قرار رفع أسعار باقات الإنترنيت بشكل مبالغ فيه، وهذا يذكرني بالعديد من العزقات التي كانت براغ في وزارة الاتصالات بالأمس وهي اليوم تنتقد سياسات الآلة التي رمتهم بلا رحمة في غرفة الكراكيب !؟

المتن: انتهى الزمن الوجودي للفرد الحر الذي بدأ في ستينيات القرن الماضي حتى نهاية العقد الأول من هذا القرن وجاء زمن المؤسسات التي تستخدم الفرد كبرغي أو عزقة في آلتها غير الإنسانية .. بغض النظر عن انتمائك القومي والديني والمذهبي والطبقي والحزبي فأنت ستستمر في العيش المريح إذا اندغمت كقطعة مكملة للآلة التي تطحن حياة الأفراد ثم تعلبهم وتبيعهم كسلعة للإستهلاك.. وماينتظر الفرد العربي في سورية أو لبنان أو العراق أو مصر والمغرب هو ماينتظر أفراد العالم الرأسمالي في أوروبا والمتحور الشيوعي في الصين : فهناك إله واحد هو المال ودين واحد هو الرأسمالية، ومصير من لايندغم فيه هو النسيان في حال صمته ، وعذاب الجحيم في حال تمرده، ولامجال للبطولات الفردية التي كتب عنها آلاف الروايات والقصص والمسرحيات خلال القرن الماضي الذي كان زمن استقلال الفرد الحر أكثر من أي وقت آخر..
وفيما يخصنا كأفراد داعمين لقوة الدولة قد لايفهم بعضنا عدوانية المؤسسات التي حاربنا لحمايتها ثم ارتدت علينا بالضرائب ، وقد لايفهم الذين راحوا مع ضدنا في الأراضي المسيطر عليها من قبل المجموعات والجماعات والدول المعادية كيف يتم افتراس حياتهم من دون إعلان .. ففي كل يوم ضرائب جديدة وجرائم جديدة يقابلها ارتفاعات في الأسعار حتى بات الناس يأكلون شرفهم وأخلاقهم وتربيتهم وعمرهم من أجل الإستمرار في العيش وصرنا كالبهائم وأضل سبيلا.. فليست الحروب العسكرية ونشر الأمراض والكساد وانهيار العملات وجمود الإنتاج وتقليص عدد سكان المعمورة سوى تفاصيل نشهدها في طريقنا إلى ماخطط لنا مثل القطيع الذاهب إلى المسلخ .. وليس لنا كأفراد سوى التضامن والتكافل مع بعضنا باسم حماية الإنسانية، وليس العرق أو الدين أو الحزب منقذنا بعدما تركنا الرب القدير بين أيدي الذئاب ..

كمالة: ومازالت الحكومة تتمنع عن رفع رواتب موظفيها بحجة أن السوق سيلتهم الزيادة في الوقت الذي ترفع فيه أسعار كل ماتبيعه لنا لترتفع بذلك أسعار السوق ، وبالتالي فهي تدفع موظفيها نحو الفساد لكي يتمكنوا من العيش، ثم تسجنهم في نهاية المطاف ليأكلو ويشربوا على حساب دافعي الضرائب الذين لم يدخلوا السجن بعد !؟ 

مع تحيات منظمة أغبياء بلا حدود

نبيل صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...