كتأب "هَمُّ الحقيقةِ" للفيلسوف ميشال فوكو

28-01-2024

كتأب "هَمُّ الحقيقةِ" للفيلسوف ميشال فوكو

يتكوّن الكتاب من 167 صفحةً، ويضمُّ مجموعةَ حواراتٍ مع الفيلسوف فوكو، ومع فلاسفةٍ ومفكّرين آخرين يتناولون جوانبَ فلسفةِ فوكو. 

الحوارُ مع فوكو أخذَ ثُلُثَي الكتاب، وذكرَ فيه فوكو قضايا عديدةً من بينها: 

1- يشيرُ إلى عدمِ وجودِ فكرٍ حرٍّ، وإلى أنّنا خاضعون لفكرٍ قاهرٍ وَفقَ نسقٍ مُحدَّدٍ يسود كلَّ عصرٍ. 

2- يناهضُ النّزعةَ الإنسانيّةَ، ويراها سبباً يُتَّخذ كي يبقى الإنسانُ داخلَ دائرة الأمانِ ولا يُخطَّأ. 

3- الحديثُ عن الحياةِ الجنسيّة يجب أن يكونَ بهدف منعِها، والجنسُ يجب أن يهدفَ لإنتاج النّوع البشريِّ واستمرارِه لا بهدفِ المتعة. 

4- حيثما توجدُ السُّلطةُ توجدُ المقاومةُ، والسُّلطة ليست وسيلةً للقمعِ والحظرِ والمنع بل وسيلةً للإنتاجِ، إنتاجِ العقولِ والأفكارِ والتَّوجُّهاتِ والسِّياسات. 

5- نحن حاليّاً فائضون في زمنٍ فائضٍ، فالزّمنُ هو الزّمنُ الذي عاش فيه المسيحُ، والذي سيعود فيه إلينا حسبما وعدَنا، أمّا الآن فلا يحدثُ شيءٌ لأنّنا في الزّمن الفائض. 

6- الإغريق لم يميّزوا بين الذين يفضّلون الجنسَ مع الأنثى أو مع الغلمان، بل نظروا إلى الكمِّ، فهل أنت عبدُ رغباتِك أو سيّدُها؟ وعَدُّوا الإكثارَ من ممارسة الجنس غروراً وإفراطاً.

7- ليس دورُ المثقّفِ أن يقولَ للآخرين: ما الذي يتعيّنُ عليهم فعلُه، بل يكمنُ عملُه في إعادة مسألة البدهيّات، وزعزعة العادات وطرق التّفكير، وتبديد الأمور المألوفة.

8- يرى عدم وجود معرفةٍ مطلقةٍ فنهايةُ عالَمٍ ما ليست نهايةَ كلِّ العالَم. 

الثُلُثُ الأخير للمحاورات مع الفلاسفة والمفكرين الآخرين، وهم:

- سارتر الفيلسوف الذي يقول: أنا لا أعتقد أنّ التّاريخ هو النّظام، بل هو اللّانظام، وعندما يحافظ التّاريخ على النّظام أي البِنية فإنّه يكون بصدد تفكيكها. 

- أرليت ڤارج الباحثة التي ترى أنّ فوكو قدَّم كتباً تاريخيّةً كتاريخ الجنونِ وتاريخ الحياة الجنسيّة لكنّه لا يُعَدُّ مؤرِّخاً بل فيلسوفاً يقدِّم دراساتٍ في التّاريخ. 

- فرنسوا إيفالد الفيلسوف الذي يرى أنّ استعمالَ فوكو للتّاريخ استعمالٌ نقديٌّ، فالمقصود تأريخ الموضوعيّات وزعزعتها. 
- بيير بورجلان الفيلسوف الذي يرى فوكو قائماً على حفريّات المعرفة (وهو مصطلح استخدمه كثيراً) بمعنى البحث في أصول العلوم الإنسانيّة وتاريخ المشكلات البشريّة. 

ونحن لا نصنع اللّسانَ، بل نحن محكومون ومنخورون من طرف اللّغة، والثّقافة تقهرنا واللّسانياتُ تعلّمنا أنّنا خاضعون لقوانينَ لا نفهمها.

الكتابُ عموماً شديدُ الصّعوبة، وهو في عمقِ الفلسفة، ولن تستطيعَ إكمالَه إن لم تمتلك صبراً طويلاً.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...