إيمانويل تود: «نحن نشهد السقوط النهائي للغرب»
ترجمة عماد طحان
مقدمة المترجم:
نشرت صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية الجمعة 12/01/2024، لقاءً مع المؤرخ وعالم الاجتماع والأنثروبولوجي المعروف إيمانويل تود للحديث عن كتاباته الأخيرة التي تنبأ فيها بسقوط شامل للغرب، وبأن الغرب خسر معركته في مواجهة الصين وروسيا. كتابات وآراء تود، أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية والصحفية الغربية؛ خاصة وأنّ شهرة كاتبها تعود بالذات إلى تنبئه عام 1976 بأن الاتحاد السوفياتي مقبل على الانهيار، وذلك في كتابه: «السقوط النهائي: مقال في تحليل تفكك الفضاء السوفياتي»، والذي اعتمد فيه على مجموعة مؤشرات اجتماعية-كمية، من أبرزها معدل وفيات الرضع. ويستخدم في كتاباته الجديدة المؤشرات نفسها ومعها مؤشرات جديدة، ويخلص إلى نتيجة أنّ الغرب، ومنظومته العالمية، مقبلان على انهيارٍ نهائي. وبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع الآراء التي يطرحها تود في هذه المقابلة أو في كتاباته الأخرى، فإنّ لرأيه وزناً مهماً في الأوساط الغربية، والأكاديمية منها خاصة، ولذا نقدم فيما يلي ترجمة لهذه المقابلة التي أجرتها معه لو فيغارو.
اللقاء كما تم نشره في «لو فيغارو»
في كتابه «السقوط النهائي» المنشور عام 1976، تنبأ إيمانويل تود بشكل صحيح بانهيار الاتحاد السوفييتي. علينا أن نأمل أن يكون «النبي» تود مخطئاً هذه المرة.
سؤال: ينطلق هذا الكتاب [المقصود آخر كتاب لتود وعنوانه "نشهد السقوط النهائي للغرب"] من المقابلة التي أجريتها مع صحيفة لوفيجارو قبل عام فقط، بعنوان "لقد بدأت الحرب العالمية الثالثة". أنتم ترون الآن أن الغرب قد هُزم، ولكن الحرب لم تنته بعد...
الحرب لم تنته بعد، لكن الغرب خرج من وهم النصر الأوكراني المحتمل. لم يكن الأمر واضحاً للجميع عندما كتبت ما كتبته، ولكن اليوم، بعد فشل الهجوم المضاد هذا الصيف، وملاحظة عجز الولايات المتحدة ودول الناتو الأخرى عن توفير ما يكفي من الأسلحة لأوكرانيا، فإنّ البنتاغون سيتفق مع رأيي.
إن ملاحظتي لهزيمة الغرب ترتكز على ثلاثة عوامل. أولاً، العجز الصناعي في الولايات المتحدة، مع انكشاف الطبيعة الوهمية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي. في كتابي، أقوم بتنفيس فقاعة هذا الناتج المحلي الإجمالي [بحذف الأقسام التضخمية منه] وأبين الأسباب الجذرية للانحدار الصناعي: عدم كفاية التدريب الهندسي، وبشكل أكثر عمومية، انحدار المستوى التعليمي منذ عام 1965 في الولايات المتحدة.
الأمر الأكثر عمقاً هو أن اختفاء البروتستانتية الأميركية يشكل العامل الثاني في سقوط الغرب. كتابي هو في الأساس تكملة لكتاب الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية لماكس فيبر. عشية حرب عام 1914، كان يعتقد بحق أن صعود الغرب كان في جوهره صعوداً للعالم البروتستانتي - إنجلترا، والولايات المتحدة، وألمانيا المتشكلة من توحد بروسيا والدول الاسكندنافية. كان نصيب فرنسا هو التمسك جغرافياً بالحلف الرائد. لقد أنتجت البروتستانتية مستوىً تعليمياً عالياً، لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، ومحو أمية شامل، لأنها تطلبت أن يكون كل مؤمن قادراً على قراءة الكتاب المقدس بنفسه. بالإضافة إلى ذلك، فإن الخوف من اللعنة والحاجة إلى الشعور بالاختيار الإلهي، كل ذلك حفز أخلاقيات العمل، والأخلاق الفردية والجماعية القوية. وعلى الجانب السلبي، هناك بعض أسوأ أشكال العنصرية التي ظهرت على الإطلاق ـ معاداة السود في الولايات المتحدة أو معاداة اليهود في ألمانيا ـ منذ أن تخلت البروتستانتية، بمختاريها وملعونيها، عن المساواة الكاثوليكية بين الرجال. لقد أدى التقدم التعليمي وأخلاقيات العمل إلى تقدم اقتصادي وصناعي كبير.
واليوم، وعلى نحو مماثل، أدى الانهيار الأخير للبروتستانتية إلى انحدار فكري، واختفاء لأخلاقيات العمل وإلى الجشع الجماعي واسمه الرسمي: الليبرالية الجديدة، وتحول الصعود إلى سقوط للغرب. هذا التحليل للعنصر الديني لا يدل على أي حنين أو رثاء أخلاقي لدي: بل هو ملاحظة تاريخية. علاوة على ذلك، بدأت العنصرية المرتبطة بالبروتستانتية في الاختفاء، ورأينا في الولايات المتحدة أول رئيس أسود، أوباما. ولا يسعنا إلا أن نهنئ أنفسنا بذلك.
وما هو العامل الثالث؟
العامل الثالث وراء الهزيمة الغربية هو تفضيل بقية العالم لروسيا. لقد اكتشفت حلفاء اقتصاديين سريين في كل مكان. القوة الناعمة المحافظة الجديدة (المناهضة لمجتمع المثليين) لروسيا، تعمل على قدم وساق؛ حيث أصبح من الواضح أن روسيا كانت قادرة على تحمل الصدمة الاقتصادية. في الواقع، تبدو حداثتنا الثقافية مجنونة تماماً في نظر العالم الخارجي، وهي ملاحظة أدلى بها عالم أنثروبولوجيا، وليس عالم أخلاقي رجعي. والأكثر من ذلك، أننا نعيش على العمل المتدني الأجر الذي يقوم به الرجال والنساء والأطفال من العالم الثالث السابق، مما يجعل أخلاقنا تفتقر إلى المصداقية.
في هذا الكتاب، وهو كتابي الأخير، أريد الهروب من العاطفة والحكم الأخلاقي الدائم الذي يحيط بنا لأقدم تحليلاً نزيهاً للوضع الجيوسياسي. في كتابي ركزت اهتمامي على الأسباب العميقة والطويلة الأمد للحرب الأوكرانية. وأنا حزين على غياب عرّابي الروحي في علم التاريخ، إيمانويل لو روي لادوري، وأقرّ بكل شيء: أنا لست عميلاً للكرملين، أنا الممثل الأخير للمدرسة التاريخية الفرنسية في الحوليات!
هل يمكن حقاً أن نتحدث عن حرب عالمية؟ وهل انتصرت روسيا حقاً؟ نحن بالأحرى نعيش شكلاً من أشكال الجمود أو من «حالة الأمر الواقع- de statu quo»…
ومن المؤكد أن الأميركيين سيبحثون عن «حالة الأمر الواقع» التي تسمح لهم بإخفاء هزيمتهم. والروس لن يقبلوا بذلك. وهم يدركون ليس فقط تفوقهم الصناعي والعسكري المباشر، بل وأيضاً ضعفهم الديموغرافي في المستقبل. من المؤكد أن بوتين يريد تحقيق أهدافه الحربية بأقل خسائر بشرية عليه، وهو يأخذ وقته في ذلك. إنه يريد الحفاظ على إنجازات استقرار المجتمع الروسي. إنه لا يريد عسكرة روسيا مجدداً، ويريد مواصلة تنميتها الاقتصادية، ولكنه يعلم أيضاً أنه هنالك فجواتٍ في الشرائح الديمغرافية في طريقها إلى الوصول [المقصود هو أن الانخفاض في معدل الولادات في روسيا سيظهر تأثيره بعد عدة سنوات حين يصل من هم أطفال الآن إلى سن التجنيد]، وحينها فإن التجنيد العسكري سيكون أكثر صعوبة في غضون سنوات قليلة (ثلاثة، أربعة، خمسة؟). لذا، يتعين على الروس إسقاط أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي الآن، ومن دون منحهما أي استراحة. دعونا لا نقع في الوهم: الجهود الروسية ستتكثف.
إن رفض الغرب التفكير في الاستراتيجية الروسية بمنطقها، بأسبابها، ونقاط قوتها، وحدودها، قد أدى إلى حالةٍ من العمى العام. الكلمات تطفو في الضباب. على المستوى العسكري، فإن الأسوأ قادم بالنسبة للأوكرانيين والغرب. لا شك أن روسيا تريد استعادة 40% من الأراضي الأوكرانية، وتحييد النظام في كييف. وفي تلفزيوناتنا، وبينما يؤكد فيها بوتين أن أوديسا مدينة روسية، فإننا ما زلنا نقول إن الجبهة تستقر..
لإثبات التراجع الغربي، تؤكد على مؤشر وفيات الرضع... ما الذي يكشفه هذا المؤشر؟
من خلال ملاحظة الزيادة في معدل وفيات الرضع في روسيا بين عامي 1970 و1974، وتوقف السوفييت عن نشر الإحصائيات حول هذا الموضوع، استنتجت أن ذلك النظام ليس له مستقبل. ولذا فأداة القياس هذه قد أثبتت فاعليتها. والآن، الولايات المتحدة تقف وراء كل الدول الغربية في هذا المضمار. الأكثر تقدماً هي الدول الاسكندنافية واليابان، ولكن روسيا في المقدمة أيضاً. إن أداء فرنسا أفضل من أداء روسيا، ولكننا نتحسس صعوداً لهذا المؤشر لدينا. وعلى أية حال، نحن هنا متخلفون عن بيلاروسيا. وهذا يعني ببساطة أن ما يقال لنا عن روسيا غالباً ما يكون كاذباً: إذ يتم تقديمها لنا باعتبارها دولة فاشلة، مع التأكيد على جوانبها الاستبدادية، ولكنهم لا يرون أنها تمر بمرحلة إعادة هيكلة سريعة: كان السقوط عنيفاً، وكان الصعود التالي مذهلاً.
هذا الرقم يمكن تفسيره، ولكنه يعني قبل كل شيء آخر، أنه يجب علينا قبول واقع آخر غير الذي تنقله وسائل الإعلام لدينا. من المؤكد أن روسيا دولة ديمقراطية استبدادية، لا تحمي أقلياتها، وتتبنى إيديولوجية محافظة، ولكن مجتمعها يتحرك، ويصبح تكنولوجياً للغاية مع المزيد والمزيد من العناصر التي تعمل بشكل مثالي. إن قول هذه الحقيقة يعرّفني كمؤرخ جاد وليس كمحب لبوتين. وكان من الواجب على أي شخص مسؤول كاره لبوتين أن يتخذ التدابير اللازمة في مواجهة خصمه. كما أؤكد باستمرار على أن روسيا، مثلها مثل الغرب الذي تصورته منحطاً، تعاني من مشكلة ديموغرافية. إن التشريع الروسي المناهض للمثليين، على الرغم من أنه ربما يروق لبقية العالم، لا يدفع الروس إلى إنجاب أطفال أكثر منا. إن روسيا ليست محصنة ضد أزمة الحداثة العامة، ولا يوجد نموذج روسي مضاد.
ومع ذلك، ليس من المستحيل أن العداء العام للغرب يبني ويعطي الأسلحة للنظام الروسي، من خلال إثارة الوطنية الموحدة. فقد سمحت العقوبات للنظام الروسي بإطلاق سياسة حمائية بديلة على نطاق واسع، وهي سياسة ما كان من الممكن أن يفرضها على الروس لولا العقوبات. وهذه السياسة من شأنها أن تمنح اقتصادهم ميزة كبيرة مقارنة باقتصاد الاتحاد الأوروبي. لقد عززت الحرب صلابة المجتمع عندهم، لكن الأزمة الفردية موجودة لديهم أيضاً، ولم تكن بقايا البنية الأسرية المجتمعية إلا وسيطاً. إن الفردية التي تتحول بشكل كامل إلى نرجسية، لا تتطور إلا في البلدان التي تسود فيها الأسرة النووية [أب وأم وأطفالهما، والذين يعيشون عادة في منزل واحد]، وخاصة العالم الأنجلوأميركي. دعونا نتجرأ على استخدام تعبير جديد: روسيا مجتمع تحكمه الفردية المنضبطة، مثل اليابان أو ألمانيا.
يقدم كتابي وصفاً للاستقرار الروسي، ثم يتجه غرباً، ويحلل لغز المجتمع الأوكراني المتحلل الذي وجد في الحرب معنى لحياته، ثم ينتقل بعد ذلك إلى الطابع المتناقض لانتشار الروسوفوبيا الجديدة التي تنتجها الديمقراطيات الشعبية القديمة، ثم إلى أزمة الاتحاد الأوروبي، وأخيراً إلى أزمة الدول الأنجلوسكسونية والدول الاسكندنافية. إن هذه المسيرة باتجاه الغرب تأخذنا خطوة بخطوة نحو قلب عدم الاستقرار في العالم. إنها تغوص في ثقب أسود. لقد وصلت البروتستانتية الأنجلو-أميركية إلى «مرحلة الصفر» في الدين، ما بعد «مرحلة الزومبي»، وأنتجت هذا الثقب الأسود. في الولايات المتحدة، في بداية الألفية الثالثة، تحول الخوف من الفراغ إلى تأليه العدم، إلى العدمية.
أليس الحديث عن الديمقراطية الاستبدادية أمراً مبالغاً به بعض الشيء بشأن روسيا؟
يجب علينا الابتعاد عن ثنائية الديمقراطية الليبرالية مقابل الاستبداد المجنون. الأول يتلخص في حكومة أقلية أكثر ليبرالية، حيث تضم نخبة منفصلة عن السكان ـ لا أحد خارج وسائل الإعلام يشعر بالقلق إزاء التعديل الوزاري في ماتينيون. ومن ناحية أخرى، يجب علينا أيضاً استخدام مفهوم آخر ليحل محل مفهوم الآخرين. أوتوقراطية أو ستالينية جديدة. في روسيا يؤيد أغلب السكان النظام، ولكن الأقليات ــ سواء كانت من المثليين أو العرقيات أو المنتمين إلى حكومة القِلة ــ لا تحظى بالحماية: فهي ديمقراطية استبدادية تتغذى على بقايا المزاج المجتمعي الروسي الذي أنتج الشيوعية. إن مصطلح "الاستبدادي" يحمل في نظري نفس القدر من الأهمية الذي يحمله مصطلح "الديمقراطية".
بسبب انتقادك لانحطاط "الأوليغارشية الليبرالية"، قد يظن المرء أنك تحسد النموذج الثاني...
بالتأكيد لا. أنا عالم أنثروبولوجيا: من خلال دراسة تنوع البنى الأسرية والأمزجة السياسية، تقبلتُ تنوع العالم. لكني غربي، ولم أطمح أن أكون أي شيء آخر. لقد لجأت عائلتي لأمي إلى الولايات المتحدة أثناء الحرب، وتدربت على الأبحاث في إنجلترا، حيث اكتشفت كم أنا فرنسي ولا شيء غير ذلك. لماذا تريد ترحيلي إلى روسيا؟ أشعر أن هذا النوع من الاتهامات يشكل تهديداً لمواطنتي الفرنسية، خاصة وأنني، أعتذر، ولدت في المؤسسة الفكرية، وأنا جزء، بمعنى متواضع وغير مالي، من الأوليغارشية. ومن قبلي، كان جدي قد نشر عند جاليمار كتاباً قبل الحرب.
أنت تربط تراجع الغرب باختفاء الدين -لا سيما البروتستانتية- وتؤرخ هذا الاختفاء بالقوانين المتعلقة بزواج المثليين...
لم أبد أيّ رأي شخصي في هذا الموضوع المجتمعي. أنا هنا مجرد عالم في السيسيولوجيا الدينية، سعيدٌ للغاية لأنني أملك مؤشراً دقيقاً يسمح لي بالتحديد الزمني للحظة انتقال الدين من «حالة الزومبي» إلى «حالة الصفر». قدمت في كتبي السابقة مفهوم «حالة الزومبي»: حيث يختفي الإيمان لكن الأخلاق والقيم وقدرات العمل الجماعي الموروثة من الدين تبقى، وغالباً ما تُترجم إلى لغة أيديولوجية - وطنية أو اشتراكية أو شيوعية. لكن الدين يصل في بداية الألفية الثالثة إلى «حالة الصفر» (مفهوم جديد)، والذي أفهمه بثلاثة مؤشرات - أبحث دائماً عن مؤشرات إحصائية لتقييم الظواهر الأخلاقية والاجتماعية على حد سواء: أنا من محبي دوركهايم مؤسس علم الاجتماع الكمي، حتى أكثر من فيبر.
في حالة الزومبي، لم يعد الناس يذهبون إلى القداس ولكنهم ما زالوا يعمدون أطفالهم؛ إن اختفاء المعمودية واضح اليوم، حيث وصلنا إلى المرحلة الصفر. في مرحلة الزومبي، نقوم دائماً بدفن الموتى، وبالتالي نطيع دائماً رفض الكنيسة لحرق الجثث؛ واليوم، أصبح الانتشار الواسع النطاق لحرق الموتى هو الممارسة الأكثر عمومية، والعملية وغير المكلفة، التي تم الوصول إليها في المرحلة صفر. أخيراً، كان للزواج المدني في فترة الزومبي جميع خصائص الزواج الديني القديم - رجل وامرأة وأطفال يجب تعليمهم. مع زواج المثليين، الذي لا معنى له بالنسبة للدين، فإننا نترك حالة الزومبي، وبفضل قوانين الزواج للجميع، يمكننا تأريخ حالة الصفر الجديدة للدين.
مع مرور الوقت، ألم تصبح رجعياً قليلاً؟
لقد نشأت على يد جدتي التي أخبرتني أنه، بما يخص الجنس، فإنّ كل الأذواق مسألة طبيعية، وأنا مخلص لأجدادي. لذا، بالنسبة لل (إل جي بي)، فمرحباً بكم [إل: المثلية الأنثوية، جي: المثلية الذكرية، بي: الميل للجنسين]. بالنسبة لـ T[أي المتحولين جنسياً]، فمشكلة التحويل الجنسي شيء آخر. ويجب بالطبع حماية الأفراد المعنيين. لكن تركيز الطبقات المتوسطة الغربية على مسألة الأقلية المتطرفة يطرح مسألة اجتماعية وتاريخية. إن إنشاء أفق اجتماعي لفكرة أن الرجل يمكن أن يصبح امرأة حقاً والمرأة رجلاً هو تأكيد لشيء مستحيل بيولوجياً، وهو إنكار لواقع العالم، وهو تأكيد للزيف.
لذلك، فإن أيديولوجية الترانس [التحويل الجنسي] هي، في رأيي، إحدى أعلام هذه العدمية التي تحدد الغرب الآن، وهذا الدافع للتدمير، ليس فقط للأشياء والأشخاص، بل للواقع. ولكن، مرة أخرى، لا يغمرني بأي حال من الأحوال السخط والعاطفة المشحونة. هذه الأيديولوجية موجودة ويجب أن أدمجها في نموذج تاريخي. في عصر الميتافيرس [العالم الافتراضي]، لا أستطيع أن أحكم ما إذا كان ارتباطي بالواقع يجعلني رجعياً أم لا...
إضافة تعليق جديد