بعد ارتكاب جريمة الحياة
علي محي الدين احمد:
من يقرأ طالع الموتى
لينبئهم بالبعث والقيامة؟
لرفاة الراحلين سطوة الوحشة
لمدافنهم القدرة على استحضار
كوابيسٍ مستدامة
عبثاً أنكر وجودي
أحاول إثبات موتي مراراً
كل ما انتمي إليه ليس مضارعاً
بل ماضٍ كامل الدسم لا ينقصه فقد واحد
رحم أمي ،صوت أبي ،ابتسامة جدي
حكايا جدتي
شعري الذهبي ، أحلامي الطفولية
جلائي المدرسي ، اشرطة التسجيل
أغاني عن الحب والوطن
لم يبق منها الا صوت عبد الباسط عبدالصمد
يرتل سورة النبأ
الذي لم يعد أحد عنه يتساءلون
و ليس ضروريا لهم ان علموا او لم يعلموا اصلا!!!!
............
لا شك أن فخذ امرأة لرجل بائس
اكثر قيمة من دجاجة مشوية
قد تكون محاطا بغابة من النساء
ولا يجذبك إلا صدر واحد
أقدام واحدة ،ساقان اثنتان
مؤخرة معينة
رغم كل ما تثيره الاخريات فيك من عبث
وتحفز دماغك على اختراع الكثير من الخيالات
الرجال يعبرون الازمنة كلها فما تزال
ساقا مارلين ووجه بريجيت باردو و فتنة بيلوتشي
تثير فيهم لعاب الجموح و الرغبة في العواء كذئاب جريحة،و بنفس الوقت نراهم ينبهرون بمارغوت روبي ويتابعون اخبار انجي خوري
فيما نجد قلة من جيل نون النسوة الجديد تنجذب لكلارك غيبيل او عماد حمدي أو رشدي اباظة !!!
فالانوثة لا تخالطها الخيالات لذلك يحب الرجل أن يرى وتحب المراة أن تسمع
ليست عبثية جملة زياد الرحباني في تلك المسرحية
حين قال شاعر من شعراء الحداثة :
هل ضاجعك الهاتف وسط الرياح المنافقة؟
....................
اكثر من يعرف ميول جيلنا الجنسية كان مؤجر اشرطة الفيديو الاباحية
لم يستشره أحد من علماء النفس و لا حتى الأهالي
هو من كان بمقدوره ارتكاب الف جريمة و الحصول على الف قرض بكفالة هوياتنا المرهونة لديه لقاء استئجار شريط!!
تآكل قلبي سريعاً منذ ان عرفت ان لوزة كانت محض شخصية خيالية اخترعها محمود سالم واسكنها المعادي في الغازه الشهيرة
لا أعلم ما هي الحكمة الإلهية من خلق رجل اعرج عاشق للكابتن ماجد ومارادونا وروبيرتو باجيو؟
كل ممثلات البورنو اللواتي اعجبنني ربطتني فيهن ذكريات كثيرة لدرجة اشعر معها بالأسى حين اتذكر ان اليتا اوشن ستصل للخمسين بعد بضع سنوات وأن باميلا اندرسون لم تعد تسيل لعاب زوار الشواطئ كما في زمن حراسه في ذلك المسلسل الشهير !!!
..........................
في الدردشات جاري الكتابة
وفي الحياة جاري الكآبة
الشعب يحمل السلطة مسؤولية اوضاعه المنهارة والسلطة متيقنة أن تغيير الشعب أقل تكلفة من تغيير طريقة إدارتها للأمور!!!
هناك شبق مستشري في كل شيء للمنصب ،للتملك ،للجنس الاخر بل وللجنس نفسه حتى ،محادثات مشفرة و اخرى مفضوحة ،أغان وطنية هابطة و أغان هابطة أصبحت توقظ الشعور الوطني فرصيف عمري لليلى غفران مثلا لا تذكر بالوطن حاليا بقدر قول هيفاء وهبي : ليلك ليل ليلي نهار
قلبك تلج قلبي نار
يوما بعد يوم تزداد القناعة بأننا هنا في المنطقة الوسطى بين الجنة والنار و ان قلوب الناس في هذا البلد كقلب فؤاد فقرو في ذلك الموال الشهير :
بقلبي من غرامن جمر وتلوج
لا الجمر انطفى ولا التلج داب!!!
الزمن ها هنا هو سم أعمارنا القاتل ،هو من يفنيها ببطئ ودون دلائل او بصمات بعد ارتكاب جريمة الحياة وصولا إلى موت سري او معلن !!!
التعليقات
شكرا لنبلك الدائم دمت بالف…
شكرا لنبلك الدائم دمت بالف خير يا استاذنا
إضافة تعليق جديد