سوريا الهلنستية
بعد موت الأسكندر المقدوني خضعت سوريا لحكم العائلة السلوقية اليونانية نسبة للقائد سوليقوس نيكاتور عام 316 قبل الميلاد , فسادت الثقافة الهلنستية , وهي مزيج من الحضارة الأغريقية والحضارة السورية الآرامية , حيث قام الأسكندر ولا خلفائه من بعده من دعم استمرار ثقافات البلاد التي خضعت لحكمه كالفارسية والبابلية وكذالك السورية الآرامية , حيث بقيت اللغة الآرامية هي اللغة السائدة وكانت اليونانية هي اللغة الأدارية وهذا ما تؤكده اثار تدمر المنقوشة باللغتين التدمرية ذات الأصول الآرامية الغربية واليونانية ,كما احترم اليونانين حرية عبادة هذه الشعوب وتقاليدها وعاداتها وتزاوجوا معها , فحكمهم الذي دام أكثر من 200 سنة , عرف ازدهار ثقافي وعمراني وزراعي متميز .
رغم ندرة الآثار اليونانية في الساحة السورية , التي يعتقد بانالرومان بعد غزوهم لسوريا واخضاعه القرون طويلة لحكمهم وجدوا ارثا معماريا يونانيا متميزا , البسوه حلتهم الرومانية , وهذا يبدوا واضحا في اثار مدينة افاميا " العاصمة العسكرية " , كما تؤكد التنظيم العمراني الشطرنجي الذي مازال حاضرا في تنظيم دمشق القديمة وحلب او في اثار مدينة دورا اوروبس " صالحية الفرات " وحصن سليمان واثار سيروس , واهم ما قام به هولاء اليونان بناء الكثير من المدن واهمها مدينة انطاكيا , التي كانت عاصمتهم وعاصمة سوريا الفينيقية الرومانية .
كان بوسيدون الأفامي احد اهم الفلاسفة والعلماء في العهد السلوقي وسمي الموسوعة التي تمشي , ولد في مدين افاميا عام 135 قبل الميلاد , وهو آمن بكروية الأرض وكان ضليعا في علوم الفلك والفلسفة وغيرها وله 52 مؤلفا , وهو من اسس مدرسة للفلسفة الرواقية في افاميا
د.جوزيف زيتون
إضافة تعليق جديد