التأديب التعنيفي للأبناء و آخر إكتشافات علم النفس التربوي.
التأديب التعنيفي للأبناء يعني إستخدام العنف كأسلوب تربوي أساسي. و يشمل إستعمال الضرب بجميع أشكاله المختلفة أو الصراخ أو الإجبار على تنفيذ أمر ما، أو أي شكل من أشكال التعنيف المختلفة و التي تصل إلى أنواع قاسية من التعذيب.
التأديب التعنيفي للأبناء
هذ الأسلوب شائع جدا في عالمنا العربي والذي يحتل المراتب الأولى عالميا للاسف.
في المعتقد الشعبي هذا الأسلوب هو الأنسب لعملية تربوية ناجحة، لذلك لا يتوانى الآباء على إستعماله و لا تأخذهم الرأفة بفلذات أكبادهم لان إعتقادهم راسخ أن ما يقومون به لمصلحتهم وهو السبيل الوحيد لضمان إستقامتهم.
لكن مع تطور علم النفس التربوي و إرتباطه بعلوم أخرى تبين الكارثة الكبرى التي ترافق الإستعمال المكرر للتأديب التعنيفي ضد الأطفال. فقد بينت الأبحاث في هذا المجال التأثير الكبير لهذا الأسلوب لا على الناحية النفسية فقط بل ايضا من ناحية التطور الجسدي و العقلي للطفل. و خاصة التأثير المباشر على دماغ الطفل الذي يعتبر المحرك الأساسي للإحساس و التفكير و التصرفات و ردة الفعل و التطور الفكري و من ذلك الإستعاب و الذاكرة.
في ما يلي عرض لبعض الآثار على أجزاء من الدماغ:
إهمال دور الاب في التربية.. الطريق الأول لضياع الأطفال..
تقلص حجم الحصين وهو الجزء المسؤول عن الذاكرة و التعلم.
تقلص حجم الجسم الثفني أو الصوار الثَفَني المسؤول عن العاطفة و التواصل و القدرات العقلية العليا.
تقلص حجم المخيخ وهو الجزء المسؤول عن السلوك الحركي و الأداء التنفيذي لأعضاء الجسم.
إزدياء نشاط اللوزة المخية المسؤولة عن تحديد و إعطاء إشارة الإحساس بخطر داهم للجسم، و بالتالي العيش في حالة توتر دائمة.
نتائج نفسية كارثية على المدى القريب و البعيد:
التأديب التعنيفي للأبناء يؤدي إلى نتائج نفسية كارثية يكون تأثيرها طويل المدى و قد يدوم مدى الحياة. فهذا الأسلوب يجعل الطفل غير قادر على التفريق بين مختلف الأوضاع و الأفعال و السلوكيات السليم منها أو الخطير و تجعله غير قادر على تحديد العواقب من الفعل و غير قادر على تحديد مستوى ردة فعله.
كما ان هذا الأسلوب هو السبب الرئيسي في إحساس الطفل بالإثارة المفرطة و نزعته للعناد و العنف كأسلوب تواصل، و كذلك السبب الأساسي في تراجع الأداء التنفيدي للطفل و يشمل ذلك الذاكرة و الإدراك.
أ.عصام بن حسين
مؤلف كتاب التربية الذكية إستثمر في طفلك
إضافة تعليق جديد