كيف تربح نوبل للآداب وتصبح مليونيرا

15-10-2022

كيف تربح نوبل للآداب وتصبح مليونيرا

جاكلين سلام: 

إذا حدث وخالطك الأمل في أن تصبح مليونيراً وتفوز جائزة نوبل العالمية في الآداب عليك أن تقرأ طويلا أرشيف الجائزة الذي لا يتوفر بلغتك العربية. عليك أن تنجز كتابك اليوم وخصوصاً إذا كنت من بلد ديكتاتوره قضى نحبه كالجرذ، او هو على وشك أن يسقط عن عرشه، فيزول مجده الخلبي. الحاضر الراهن فرصة لتحرير القلم من الخوف الذي يدمر جدار الإبداع فيفقد الكاتب الموازنة بين الجمالي والمثالي والانساني الحر. الفرصة مؤاتية والوقت ملائم ما بين ديكتاتورية تنهار وأخرى قد تحل محلها بصورة أو بأخرى. وفي هذه المرحلة المتقلبة وانهيار الديكتاتوريات الكبرى، نجد عناوين روايات عربية تدخل حيز السباق في مضمار الجوائز العربية، ويكثر الخلط ما بين التوجه السياسي والتبعية لهذه الجهة أو تلك على حساب الفنية والجماليات. ما بين "الديستوبيا" واليوتوبيا، هناك مساحة للكتاب الذي قد يصنع مستقبلا مغايراَ. 

 
ولكي تفوز بمنصب أبدي وكرسي مرموق طوال الحياة في أكاديمية تتجه إليها أنظار العالم كل سنة، عليك أن تولد سويدياً ويحالفك الحظ والحظوة لأن تعيّن حكماَ في هيئة قضاة نوبل المؤلفة من 18 فرداً مختصاً في علوم شتى، كالألسنية، التاريخ، الكتابة والابداع والبحث الأكاديمي. وظيفة بمقتضاها يقرأ الأعضاء نخبة الكتب الصادرة عالمياً، هذه الكتب التي لا وقت للحاكم العربي أو الغربي الذي يحاول البقاء في منصبه إلى الأبد أن يطلع عليها أو حتى يسمع بها. وهي الكتب ذاتها التي ترعبه فيخصص أجهزة رقابة وطوابير من المخبرين-مدعي الثقافة والمعرفة لمراقبة كل إصدار أو مطبوعة تعبر الحدود أو تخرج من رحم المحبرة ومخيلة الكاتب. هذه اللجنة التي تصبح معاييرها مقياساً لتحديد جودة الكتابة واهمية الكاتب وهذا ما حدى بالفيلسوف جان بول سارتر، إلى رفض الجائزة لإيمانه بأن الفردية الابداعية لا يجوز أن يحكم عليها ويصنفها "جمع من القضاة" يعطون لأنفسهم الأهلية المطلقة للحكم على جودة الإبداع أو عدمه. هذه وظيفة بمقتضاها يقرأ الأعضاء نخبة الكتب الصادرة عالمياً، هذه الكتب التي لا وقت للحاكم العربي الذي يحاول البقاء في منصبه إلى الأبد، أن يطلع عليها أو حتى يسمع بها. وهي الكتب ذاتها التي ترعبه فيخصص أجهزة رقابة وطوابير من المخبرين-مدعي الثقافة والمعرفة- لمراقبة كل إصدار أو مطبوعة تعبر الحدود أو تخرج من رحم المحبرة ومخيلة الكاتب. 

وكي تكون لديك فرصة التقرب من الجائزة عليك أن تطلع على وصية السويدي ألفرد نوبل والخطوط العريضة التي حددها بخصوص الجائزة المخصصة للآداب والتي يحدد فيها أن الجائزة تعطى للكتابة التي تحمل توجها "مثالياً" وتعلي من شأن" الإنسانية" ولا يمكن أن تعطى لهؤلاء الذين يدعون إلى "العنف". قد تكون هذه معايير صريحة في اختيار العمل أو الكاتب الفائز. لكنها تبقى معايير ملتبسة، إذ ان التصور المثالي للمجتمعات يختلف من جيل إلى جيل، ومن ايديولوجيا الى أخرى، خصوصاً في شقيها الغربي والشرقي، الاشتراكي والامبريالي الذي درج الصراع بين شقيه على مر مدى قرن تقريباً. أمثلة كثيرة على كتّاب عالميين حازوا جائزة نوبل وهم منفيون من بلادهم، أو قضوا جزءاً كبيراً من حياتهم بعيدين عن بلد المنشاً، ومع ذلك يشترك في الكتاب الفائز أن يكون مقروءاً وذا أثر يذكر على أبناء البلد الأول.

تبقى هذه الخطوط العريضة بمثابة ركيزة "نوبلية" يضاف إليها القيمة الجمالية للعمل الفني وتفرده في الأسلوب والصنعة الابداعية. فيما تغيب وتفتقد تماما الخطوط الواضحة للتركيبة والمعايير التي تضج بها الساحة الثقافية العربية منذ سنوات. وعلى قلة تعداد هذه الجوائز الأدبية العربية التي تحيط بها الالتباسات والتعتيم ويكثر حولها السؤال والتحليلات، نجد اهتماماً شديداً بها من قبل الكتاب العرب. يحق لكل كاتب يمتلك الصنعة الفنية الجمالية أن يصبح مليونيراً أو يحمل الجائزة كبطاقة عبور إلى الشعوب الاخرى التي تقرأ حقاً.

متى، ماذا، أين وكيف تكتب تكتب، إحداثيات مهمة في شبكة الدخول الى ميدان السباق في أي جائزة. ولا يغيب عن البال اختلاط الموقف السياسي بالقيمة الابداعية وطغيان جانب على آخر مهما أدعت لجان التحكيم، حياديتها وحكمتها وانحيازها للجمالي اولاً وأخيراً.

أعتقد أن الفرصة مواتية للكاتب العربي لأن يطلق عنان مخيلته وجموح قلمه كي ينتج تحفاً جمالية مثالية أو أقرب إلى اليوتوبيا في زمن يستعر فيه الخراب والقبح إلى منسوب يفوق مقدرة المخيلة على التصور. فصل الجحيم الذي يعيشه الشرق اليوم بين قبضة الديكتاتور العربي والغربي و"داعش" وتوابعها قد تجعل أحدهم يطلق جائزة أدبية حديثة طازجة شرقية تثمن الانسان وتضعه فوق مصاف الدين والايديولوجيا والعصبيات المتناحرة قومياً وطائفياً وعرقياً.

كي يكون لديك مقدار من الجنون وحلم الفوز بالجائزة، عليك أن تتعرف قائمة الفائزين تاريخياً، منافسيك وقضاتك النوبليين (المخلدين) ولا يضيرك أن تتعرف على موقعها الالكتروني، وأن تقرأ أرشيف الكلمات الملقاة في كل مناسبة سواء من قبل المبدع الفائز أو من قبل هيئة التحكيم التي لا يتجدد دمها إلا بوفاة أحد الأعضاء بين فترة وأخرى.

تاريخ الجائزة وملابسات القبول والرفض وكلمات الترحيب بالفائز من قبل أحد أعضاء الأكاديمية السويدية في لجنة التحكيم ومقتطفات من كلمات الأدباء الفائزين أو رفضهم تجدونها في بحوث مفصلة في كتاب بالانكليزية عنوانه" كيف تربح جائزة نوبل في الأدب"

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...