حوار مع الفيلسوف الفرنسي ميشيل لكروا

حوار: جان فرانسوا دوتي - ترجمة: د. الزواوي بغورة

يري الفيلسوف الفرنسي ميشيل لكروا أن تحقيق الذات أهم من السعادة، وأن إرادة الإنجاز جزء من الطبيعة الإنسانية، رغم أنها تواجه عقبات عديدة.

>> تطوير الشخصية يرتبط غالبا بتحقيق الذات، ما معني "تحقيق الذات"؟ 

- يعني تحقيق الذات أولاً، أن تدرك أن لديك سعة من الإمكانات. كتب هايدغر يقول: "إنني أُمثل وعداً بالإمكانات" بمعني آخر، إنني أملك القوة، وهذه القوة تتكون من استعدادات ودوافع، ومن قدرات ورغبات. إنني أتشكل مما أقدر عليه ,ارغب فيه. 
ويعني تحقيق الذات ثانياً، ألا تبقى تلك القوة في حالة بوار وعدم اهتمام، إن هذا المخزون من الإمكانات، الذي أملكه في ذاتي، يجب ان يعمل ويُستعمل ويُستغل. 

وبذلك، أدرك نفسي ليس كمجرد مالك للإمكانات، بل قادر ايضاً على ترجمتها إلي أفعال، وأن أنقلها من الحالة الافتراضية إلي الحالة الفعلية الملموسة. وفي عملية تحقيق الذات، توجد قوة تدفع نحو التقدم الشخصي، وجهد للكمال الذاتي. علي أن أبذل جهداً، واعمل كل ما في وسعي، كما تقول العبارة المتداولة. 

>> هل يعني هذا أن تحقيق الذات ليس بالضبط أن تكون سعيداً؟ 

- صحيح. تحقيق الذات ينتمي أكثر إلي "الكمال" منه إلي طلب السعادة أو فلسفتها. "إن السعادة تضجرني" هكذا اعترف جولي في رواية "إيلوييز الجديدة" لجان جاك روسو. إن هذه الجملة تعبر جيداً عن فكرة تحقيق الذات. 

لكن الجهد، الذي أبذله من أجل تحقيق ذاتي، لا يتنافي كلياً مع السعادة. إن هذه السعادة تأتي في النهاية كنوع من المكأفاة، وعندما أبلغ نهاية حياتي، فإنني أستطيع أن أقول "لقد عملت ما استطعت"، "لقد استعملت قدراتي"، "لقد حققت الأهداف التي سطرتها"، "لقد اتبعت وجهتي"، "لقد كنت وفيا لخطة حياتي التي رسمتها منذ شبابي"، إن النطق بواحدة من هذه الجمل، يعني أنني أعبر عن فرحي، وسكينتي، وراحتي. أليس هذا الشعور دليلاً على ما نسميه السعادة؟.

........... يتبع

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجلة الثقافة العالمية الكويتية - العدد 178