لغط سوري حول تسلم أدونيس لجائزة هوميروس
بعد تسلمه جائزة "هوميروس" للشعر حصل هجوم كبير على الشاعر العالمي أدونيس من قبل طرفي الصراع السوري سلطة ومعارضة، حيث تجاهل الطرفان ذكر أعمال أدونيس صاحب المشروع الحداثوي خلال سبعة عقود واتهموه بما لا يمكنهم أ ن يثبتوه، وقد اخترنا بعض الردود المنشورة التي تشرح طبيعة الجائزة وحيثياتها:
د . محمد حقي:
أدونيس اُستقبل في إزمير مثل نجوم هوليود. كان له إقبال كبير من الشعب التركي في الشوارع حيث جاء عشرات الناس لأخذ صور معه كما جاؤوا بكتب له مترجمة ليوقع عليها. وسماه المخاطبون في إزمير ب "هوميروس العصر". أليس هذا فخر كبير للأدب العربي متمثلا بشخصية أدونيس؟
في الواقع لأدونيس مساهمة كبيرة في تعاطف الناس مع الشعر العربي واللغة العربية في الوقت الذي تتصاعد فيها حاليا في تركيا العنصرية ضد العرب والعربية والنازحين السوريين، فضلا عن ذلك فإن الجهة التي قدمت الجائزة هي بلدية إزمير التي تنتمي إلى الحزب المعارض الرئيس.
نحن نريد إزالة الصورة النمطية في تركيا ضد العرب من خلال الأدب والفنون، لماذا تريدون -موالين ومعارضين- أن تخربوا ما نريد بناءه من صداقة وأخوة بين الشعبين؟
لا أريد أن أدخل في نقاشات طويلة لكنني فقط أردت أن أبدي رأيي كانسان يبذل قصارى جهده من خلال ترجمة الأدب العربي لبناء الصداقة بدلا من العداوة. فنحن أفراد وشعوب ولسنا حكومات. والسلام
أحمد اسكندر سليمان :
هوميروس.. كما يشير الاسم اليوناني لا يشير الى هوية تركية او عثمانية ، بل الى اول من بنى الملاحم السردية والشعرية العظيمة ، ايضا تركيا ليست اردوغان وليست حزب العدالة وليست التاريخ الاستعماري القديم والسلوك الاستعماري الحديث فقط ، تركيا هي شعوب عديدة وثقافات عديدة وهناك من يعرف فيها بان مستقبلها رهن بالحوار الثقافي بين شعوبها وهوياتها ، وكما هو الحال في سوريا العظيمة التي تتشكل من هويات وثقافات تغنيها عند الوصول الى الصياغة القانونية والاستقرار الذي يسمح بنمو تلك الهويات في مناخات السلام بعيدا عن العصاب الجهوي الذي تنتجه الهويات الضيقة والخانقة ، والتي يعمل المبدع على تشكيل تلك الحساسيات والقدرات والاستعدادات لتجاوزها
بكل الاحوال يمنح تاريخ المبدع وانجازاته هوية متعالية على الامكنة والازمنة ، وهو ما حدث مع هوميروس الذي صار ملكا للبشرية كلها ، وكما حدث مع دوستويفسكي ، وكما يستحق أدونيس
مهرجان هوميروس مهرجان للثقافة التي تتجاوز هويات المكان الى حوار مع العالم برمته ، وهذا ما حاولناه في مهرحان جبلة الثقافي من عام 2004 الى عام 2010 ، وقد يكون مهرجان هوميروس تلك الاشارة التي تبثها قوى الجمال والخلق والتغيير في المجتمع التركي الجار والصديق الذي لا يمكن معاداته بسبب سلطة طارئة سرعان ما سيغيرها ويمحو ندباتها في زمن قادم بكل تاكيد .
ليس هذا دفاعا عن ادونيس ، فهو بعد كل تلك الانجازات في مكان لن تطاله فيه ثرثرات ومهاترات المتمترسين في هوياتهم الخانقة ..اكتب هذا تعقيبا على كلمة الدكتور محمد حقي الاستاذ في الجامعات التركية واحد كبار المترجمين من اللغة العربية الى اللغة التركية والذي كان ضيفا من ضيوف مهرجان جبلة الثقافي قبل حوالي خمسة عشر عاما
.
نبيل صالح:
نذكر بعض مواطنينا الغاضبين قبل أن يتبينوا الحقائق بأن مدينة إزمير تاريخيا هي مدينة بكتاشية علمانية. كمالية، وأن المعارضة التركية هي الراعية للمهرجان والجائزة، وهي من قامت بدعوة وتكريم الشاعر السوري أدونيس، وأن رئيس بلدية إزمير المعارض “سردار ساندال” ظهر على التلفزيون مع أدونيس وقال كلاما معاديا لسياسة أردوغان وقد غطت صحف المعارضة التركية حضور أدونيس واحتفت بتصريحاته المعادية للإسلاميين، بينما المعارضة السورية العميلة لأردوغان هي التي شنت هجومها على أدونيس وقالوا: كيف تستقبلون شخصا يهاجم الثورة السورية ولاينتقد جيش الأسد..
ولايسعنا هنا إلا ان نذكر من نسي بمسيرات أهالي أزمير في ٢٠١١ المؤيدة للدولة السورية ورفعهم لصور الرئيس الأسد، حيث قامت شركة طيران سورية بتسيير رحلات مجانية للمؤيدين السوريين للمشاركة في هذه المسيرات حينذاك ..فاليسار العلماني في تركيا مواقفه صلبة ضد الإسلاميين وليس مائعا كما هو عندنا، وهذا المهرجان يندرج ضمن توجهاتهم اليسارية..
أدونيس رجل كرمه العالم وأنكره بلده، فأي جحود أكبر من هذا.. ولا عزاء للعقل في أمة النقل..
إضافة تعليق جديد