مهرجان "سوريا شباب" يلهب حماس الطراطسة وتوقهم لموسيقى غير تقليدية
الجمل– طرطوس: مساء الاثنين كانت طرطوس على موعد مع سورية شباب للموسيقى في محطتهم الثالثة، بعد حلب، واللاذقية، فلأول مرة في تاريخ المدينة تحضر فرق موسيقى حديثة،وتعزف للجمهور في الهواء الطلق، الأمر الذي أثار إعجاب سكان المدينة الساحلية الصغيرة بهذه الفرق وأدائها وهي «لينا شاماميان، إنسانيتي، إطار شمع، جين، أنس وأصدقاؤه، كلنا سوا».
أقيم المسرح أمام الصالة الرياضية، وعند بدء الحفل مع مغيب الشمس كان الآلاف من كل الأعمار قد توافدوا إلى المكان، في مشهد قد لا يتكرر سوى في طرطوس: عربات الأطفال الرضع مع الأمهات، والعجائز مع الرجال مع الشباب من كل الأعمار، عائلات بأكملها قدمت.
وكان اللافت أمام المنصة عشرات من الطلاب الجامعيين والشبان شديدي الحماس، الذين حضر بعضهم من دمشق من أجل الحفل ومنهم محمد جوبراني/ هندسة تقنية الذي قال: "أنا أعشق فرقة لينا شماميان وأداءها الرائع وأنا اتبعهم أينما ذهبوا، وكانت فرحتي كبيرة عندما عرفت أنهم سيغنون في طرطوس حيث أدرس، أتمنى من الإعلام السوري أن يهتم بالفرق الشبابية ويروج لها لأنها تستحق ذلك"
ولم يتوقع «جوبراني» أن يتفاعل أهل طرطوس مع الفرق الموسيقية الحديثة بهذا الشكل وقال: "لقد شكل ذلك مفاجأة ثالثة لي، هنا يحبون الدبكة والمطربين الشعبيين، وهذه المرة الأولى التي تقام فيها حفلة للينا والفرق الأخرى في طرطوس".
طلاب وطالبات كلية الهندسية التقنية حضروا الحفل وشاركوا بصخب فيما وجدوه ضالتهم في طرطوس القرية الكبيرة كما سماها أحدهم الذي أضاف: "طرطوس يمكن أن تكون مكاناً مثالياً لحفلات كهذه الجمهور هنا يتقبل هذا الشكل، هذه هي المرة الأولى التي نشعر بان حفلة مميزة تجري في طرطوس، مع احترامي للمطربين الشعبيين".
أيادي الشبان والشابات ترتفع في الهواء وتشارك «أنس أبو قوس» رقصه، «ختام نعامة» طالبة جامعية قالت: "الحفلة مميزة جداً واتمنى ان يتكرر هذه في كل المدن السورية، لم أكن أتوقع أن يكون الأمر كذلك "
«أنس» ألهب أكف الطراطسة بعد أن حياهم بالقول: "مرحبا طرطوس أنتو شباب ونحن شباب، واليوم بدنا ننبسط طرطوس.. مزبوط طرطوس. ..."
الإيقاعات الصاخبة لأنس هيجت الجمهور الذي رقص في المكان ولوح بالأيادي طويلاً، «زينة، وعلي جمول» شقيقان في بداية الأربعينيات من عمريهما، أبديا حماساً كبيرة لسورية شباب للموسيقى، وقال علي: "جو طرطوس منفتح، ولكنه معتاد على الرقص الشعبي داخل الصالات، أما في الشوارع، والساحات، فيبدو الأمر جديداً، ولذلك تحفظ البعض على الرقص، بالأخص أن معظم الإيقاعات غربية، عندما كنا في الجامعة كان إجراؤنا لحفلات الديسكو والجيرك في البيوت أمراً عادياً، أما في الساحات فهو جديد اليوم على المدينة، وهو ظاهرة حضارية بلا شك"
أما شقيقته «زينة» فتعتبر أن الحفلات هذه ظاهرة جديدة في سورية، وهي صحية ويجب تشجيعها، واتفق الشقيقان على أن "الشاب نتاج بيئة، وثقافة، واليوم مع تطور وسائل الاتصال والعولمة يغدو الحفاظ على التراث صعباً، لكن يجب المزاوجة بين الأصالة والتراث من جهة، وبين الانفتاح على العالم، بشكل متوازن لكي يبقى لنا هويتنا المتميزة".
«لينا شماميان» غنت أغان قديمة لها، وأغاني ألبومها الجديد –شامات - واختتمت الحفل بأغنية "منحبك"، «لينا شماميان» الأكثر شهرة بين الجميع قالت: "تزامن الحفل مع الاستفتاء يأتي للتعبير عن تأييدنا للرئيس ولابراز دور الشباب في هذا الموضوع، أنا من أصل أرمني، ومواطنيتي كاملة، ولهذا اعتبر أن ما أقدمه من موسيقى تراثية سورية هو تعبير عن انتمائي لهذا الشعب ولهذا الوطن، وسورية تجري في دمي"
ورأى «باسل رجوب» عازف ساكسفون أن الجمهور في اللاذقية و طرطوس كان مفاجئاً فجمهور العاصمة اعتاد على سماعهم أما المدهش في اللاذقية أن الجمهور يحفظ كثير من الأغاني رغم أن الألبوم تم توزيعه فقط قبل ثلاثة أيام" وتمنت المغنية «رشا رزق» مغنية فرقة إطار شمع أن يتم الإسراع في إقامة حفلات مماثلة في كل المدن، و المناطق السورية. واعتبرت أن الحملة الإعلانية الجيدة هي التي تمكن الفن من الانتشار في هذا الزمن، وضمن الشروط الحالية لا بد من ترويج ودعاية، فنحن نرى فناً هابطاً يتم ترويجه عبر فرضه في وسائل الإعلام ومع ذلك ينتشر نتيجة الترويج له، واعتقد أنه يجب على الإعلام السوري الاهتمام بما نقوم به وتغطيته بشكل جيد"
من جهته قال «رشاد كامل» مدير المهرجان: "حفل طرطوس كان مميزاً، والحضور فاق التوقعات، وهو أكثر عدداً من جمهور اللاذقية، ما تحقق حتى اليوم وفي الحفلة الثالثة سيدفعنا لمواصلة الفعاليات وتطويرها أكثر، سورية شباب هو مشروع كامل، سنعمل على تنفيذه بشكل حثيث"
واستمر الحفل من غروب الشمس وحتى منتصف الليل بحضور وزير الإعلام "محسن بلال" الذي بدت عليه الغبطة والرضا عن نجاح الحفل في طرطوس.
الجمل
إضافة تعليق جديد