الاتحاد الأوروبي: "طالبان" تسيطر على 65% من أراضي أفغانستان
قال مسؤول في الاتحاد الأوروبي إن مقاتلي حركة "طالبان" يسيطرون الآن على "65% من أراضي أفغانستان" بعد "سلسلة مكاسب مفاجئة" حقّقتها الحركة، تزامناً مع انسحاب القوات الأجنبية.
وفي العاصمة كابول، قال مساعدو الرئيس أشرف غني إنه "طلب المساعدة من ميليشيات إقليمية كان قد تنازع معها على مر السنين، للنهوض دفاعاً عن الحكومة". وقال مساعدوه إنه ناشد المدنيين أيضاً الدفاع عن "النسيج الديمقراطي" للبلاد.
وصرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، بأن إدارة بلادها "ليس لديها ترف الشعور بالإحباط من القوات الأفغانية. وجهة نظرنا ورأي الرئيس أن الوقت حان لهم للاستفادة من التدريب والمساعدة والتوجيه الأمني، والتي تمّ توفيره لهم".
وتابعت "لا يزال الرئيس يعتقد أنه ليس أمراً حتمياً أن تسيطر طالبان على كابول أو البلاد، والحكومة الأفغانية في حاجة إلى إظهار الإرادة السياسية في هذه المرحلة للردّ".
وقال سكان إن "طالبان" تُحْكِم سيطرتها عبر الانتقال إلى المباني الحكومية في مدينة آيبك عاصمة إقليم سمنكان، والواقعة عند الطريق الرئيسي بين مزار شريف وكابول. وأضاف السكان أن "أغلبية أفراد قوات الأمن الحكومية انسحبت كما يبدو من المدينة".
وقال شير محمد عباس، وهو مسؤول ضرائب في الإقليم، رداً على سؤال عن الظروف المعيشية في المدينة، إن "السبيل الوحيد هو الإقامة الجبرية في المنزل طواعية، أو إيجاد سبيل إلى السفر إلى كابول".
وقال عباس إن مقاتلي "طالبان" وصلوا إلى مكتبه، وطلبوا من الموظفين العودة إلى منازلهم. وقال هو وسكان غيره إنهم لم يروا أيّ قتال، أو يسمعوا به، اليوم الثلاثاء.
ويبدو أن استراتيجية الحركة هي السيطرة على الشمال والمعابر الحدودية الرئيسية في الشمال والغرب والجنوب، ثم تضييق الخناق على كابول.
واجتاحت "طالبان"، التي تقاتل من أجل هزيمة الحكومة المدعومة من واشنطن، مدينة آيبك، أمس الاثنين، من دون مقاومة تُذكَر.
وسحبت الحكومة قواتها من المناطق الريفية، التي يصعب الدفاع عنها، للتركيز على الكتل السكانية الكبيرة، في حين طالب مسؤولون بالضغط على باكستان المجاورة لوقف دعم مقاتلي "طالبان"، ومنع تدفق الإمدادات عبر الحدود غير المُحْكَمة. وتنفي باكستان دعم "طالبان".
وشنّت الولايات المتحدة ضربات جوية دعماً للقوات الحكومية، لكنها قالت إن القوات الأفغانية هي المسؤولة عن حماية البلاد. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي "إنها بلادهم، فليدافعوا عنها. إنه صراعهم".
فرار جماعي في إثْر تقدّم "طالبان"
وأكَّدت "طالبان" ومسؤولون حكوميون أن الحركة اجتاحت 6 عواصم إقليمية، في الأيام القليلة الماضية، في شمالي البلاد وغربيها وجنوبيها.
وقال مسؤول أمني إن قوات الأمن في بل خمري، عاصمة إقليم بغلان، والواقعة إلى الجنوب الشرقي من آيبك، محاصَرة، بحيث تقترب "طالبان" من المدينة عند مفترق طرق عند الطريق المؤدي إلى كابول.
وقال رئيس "الهيئة الوطنية لمكافحة الكوارث"، غلام بهاء الدين جيلاني، لوكالة "رويترز"، إن هناك قتالاً في 25 من أقاليم البلاد، البالغ عددها 34، وإن نحو 60 ألف أسرة نزحت خلال الشهرين الماضيين، واتجهت أغلبيتها إلى كابول.
وذكر المسؤول في الاتحاد الأوروبي أن نحو 400 ألف أفغاني نزحوا، في الأشهر القليلة الماضية، وأن هناك زيادة في عدد الفارين إلى إيران خلال الأيام العشرة الأخيرة.
وذكر أحد السكان في مدينة فراه، عاصمة الإقليم الذي يحمل الاسم نفسه في غربي البلاد، وأكبر مدنه، أن "طالبان" استولت على مجمع حاكم الإقليم، مضيفاً أن هناك قتالاً عنيفاً بين مقاتلي الحركة والقوات الحكومية.
وقال مدنيون إن "طالبان" استولت على جميع المباني الحكومية المهمة في المدينة.
وقالت المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، ميشيل باشيليت، إن هناك "تقارير عن انتهاكات قد تصل إلى حد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ومنها تقارير مزعجة للغاية" عن قتل خارج نطاق القضاء لأفراد في قوات الأمن الحكومية سلّموا أنفسهم.
وقالت باشيليت "الناس يخشون، عن حق، أن يؤدي استيلاء طالبان على السلطة إلى محو مكتسبات حقوق الإنسان التي تحققت في الأعوام العشرين الماضية".
وأصبح مقاتلو "طالبان"، الذين أُطيح حُكمُهم بعد أسابيع من هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، في وضع يسمح لهم بالتقدم من عدة اتجاهات صوب مزار شريف، أكبر مدينة في المنطقة، والتي سيوجّه سقوطها صفعة مدمّرة إلى حكومة غني في كابول.
وتعهّد عطا محمد نور، وهو قائد ميليشيا في الشمال، القتالَ حتى النهاية، قائلاً إنه ستكون هناك "مقاومة حتى آخر قطرة من دمي". وكتب في "تويتر" "أفضل الموت بكرامة على الموت يأساً".
وقال مسؤولون إن الهند أرسلت طائرة إلى شمالي أفغانستان لنقل رعاياها إلى بلدهم، وطلبت من الهنود المغادرة. ونصحت الولايات المتحدة وبريطانيا مواطنيها بمغادرة أفغانستان.
وستستكمل الولايات المتحدة سحب قواتها بحلول نهاية الشهر، بموجب اتفاق مع "طالبان" يشمل سحب القوات الأجنبية، في مقابل تعهد الحركة "منع استخدام أفغانستان قاعدةً للإرهاب الدولي".
وتعهّدت "طالبان" عدمَ مهاجمة القوات الأجنبية المنسحبة، لكنها لم توافق على وقف لإطلاق النار مع القوات الحكومية، ولم تُسفر المفاوضات بين الطرفين عن شيء.
الميادين
إضافة تعليق جديد