ياسر العظمة:لابد من إعادة النظر في أجور الممثل السوري
هو صاحب أهم وأطول مشروع كوميدي عرضته الساحة الدرامية العربية، وقائد اوركسترا الفن الدرامي الذي أخذ على عاتقه حمل مشكلات المجتمع العربي وخصوصاً السوري برؤية ناقدة ولاذعة .
شكلت مع الأيام ملمحاً من ملامح مشروعه الفني (مرايا) هو ياسر العظمة وهي (مرايا) والفصل بينهما مستحيل فلا مرايا دون ياسر العظمة.
ہ تناقلت الأوساط الفنية أخباراً عن صعوبات واشكاليات تحول دون اتمام عملكم (رجل الأحلام) ماهي هذه الاشكاليات وهل ستعودون الى العمل أم أنه دخل (دائرة الحلم) كحكايته؟
ہہ بدأنا بتصوير (رجل الأحلام) قبل رمضان الماضي ومع بداية العمل تعرضت لكسر في ساقي أبعدني عن التصوير أكثر من شهرين، عدنا بعدها واقلعنا من جديد لكن مخرجة العمل رشا شربتجي تعرضت لكسر في ساقها ليتوقف العمل مرة أخرى. وكان لها بعد ذلك العديد من الارتباطات، والعقود والأعمال الدرامية الأخرى فقررت الاعتذار، وتم استبدالها بالمخرج الشاب سيف الدين السبيعي الذي باشر التصوير.
إلا أن الجهة المنتجة كانت تمر بأزمة مالية حادة ما اضطرنا لإيقاف العمل وتأجيله الى أجل غير مسمى لسنة أو سنتين علماً أن مايقارب نصف العمل قد أنجز بشكل جيد ومن الممكن متابعة العمل مع الجهة المنتجة نفسها أو مع جهة أخرى لأن خلافي معهم ينحصر في كون الشركة لم تف بالتزاماتها المالية تجاه العمل، ولم تتفهم الظروف الاستثنائية التي مررنا بها أنا والمخرجة لذلك تم اتخاذ هذا القرار.
ہ مرت سنوات على مشروعك الفني (مرايا) بطابع خاص التصق بك، إلا أن مشاريع مشابهة ظهرت مؤخراً مثل (بقعة ضوء وعربيات وعالمكشوف) ألا تعتقد أن ظهورها المنافس يستدعي اعادة النظر في مشروعك؟
ہہ بدأت بهذا اللون الدرامي عام 1981 بعد ملاحظتي أن الأدب العالمي يزخر بالتنوع الذي اخترت منه القصة القصيرة لاعتمد عليها في انجاز هذا اللون الدرامي رغم أن السائد في ذاك الزمن هو اعتماد الرواية لانجاز مسلسلات طويلة، وكانت عبارة عن سهرتين مدة كل منهما ساعة ونصف ولاقت وقتئذ إقبالاً عند المشاهدين المحبين لهذا اللون وأصبح هذا المشروع مشروعي ونافذتي الدائمة على الناس لأن مرايا أفقها رحب وهو امشها واسعة تستطيع أن تعرض القديم والحديث المعاصر والغابر، وأن تنفلت من الزمان والمكان وتقدم ماتريد في كشكول متميز لكل الآمال والطموحات التي تريدها ويرغب المشاهد في متابعتها وهنا لا أريد أن يكون لي شرف السبق في هذا النوع الدرامي وحسب في أني اكتشفت أسلوباً جديداً للعرض فهذا ليس كافياً بل يجب ان يكون استمرارك متميزاً وأن تتميز بين المتميزين لا أن تتميز عن القلة، وعندما رغب الزملاء في السير على درب مرايا والقصة القصيرة درامياً هذا أسعدني لاننا نستفيد من بعضنا ونضيف للمشاهد الكثير.. وبقعة ضوء ضوء وعالمكشوف وغيرهما أعمال جيدة وجميلة وإن كانت ليست بمجملها وإنما فيها الكثير من القصص الناقدة وهذا دعاني فعلاً لإعادة التفكير والتجديد، ليس فيما أطرح فقط بل في العمل ككل، فالمنافسة مطلوبة، وأنا اليوم أقف وقفة متأنية لأعرف الى أين أسير وماذا أضيف وهل الناس يملون مرايا التي اعتبرها مشروعي لأنه قد آن لها أن تلبس ثوباً قشيباً آخر وأن تقدم بأسلوب وقالب مختلفين ولا أقول هنا أنها متقوقعة كما ينتقدها بعض زملائك الصحفيين وبشدة وأتمنى أن اوفق في صياغتها بقالب وشكل جديدين يتقبلهما الجميع بمحبة وترحيب.
ہ عملت مع العديد من المخرجين، إلا أن احداً منهم لم يترك بصمته الخاصة كما أن قالب مرايا مرسوم سلفاً لايتغير؟
ہہ هذا الكلام فيه ظلم لجميع المخرجين الذين عملت معهم فلكل مخرج أسلوب عمل مختلف عن الآخر لكن قد يتخيل إليك ذلك بسبب وجودي الدائم في معظم لوحات العمل، ولكن هذا لم يمنع المخرجين من أن يجتهدوا في تحريك كاميراتهم وما الى ذلك رغم أن النص وياسر العظمة هما أبطال العمل.
ہ لكن إيقاع العمل لم يتغير منذ زمن وهذا ما اتفق عليه الكثيرون؟
ہہ عندما تكون الكلمة والفكرة هي البطل فالمخرج يحاول تكريس المعنى أكثر من اجتهاده في تحريك الكاميرا وسعيه لتقديم عرض بصري درامي كما لو أنه في السينما، هنا النص قصير وكل لوحة لها زمن محدد وهذا لايتيح للمخرج أن يبرز في كل لوحة ولايستطيع أن يبسط طريقته بشكل واضح على مجمل العمل ورغم ذلك فلكل منهم بصمته، وأسأل نفسي دائماً: هل المشاهد يتابع مرايا وأجد ذلك وهذا يحثني على التجديد الدائم في كل عام.
ہ كصاحب مشروع كوميدي منذ زمن طويل، كيف تنظر للدراما الكوميدية السورية واتهام بعضها بالتهريج وأنها تركب الموجة بناء على الطلب؟
ہہ التهريج مدرسة معروفة عالميا وهناك الكثير من أعمال التهريج الغربية حتى إنها تنحو نحو السماجة واستثارة وافتعال الضحك وأنا لا أحبها ولا أعتنقها وهي موجودة في الدراما السورية كما في الدراما العربية والعالمية لكن الغرب يسمها دون خجل تهريجاً، ونحن نخجل من هذا التوصيف.
أما مسألة ركوب الموجة ففي الدراما لاضرر في تقليد الأعمال إن كانت مطلوبة لكن يجب الاجتهاد في تقديمها والإضافة وعدم التكرار أمر واجب وإلا سيكون الجميع متشابهين لأن التقليد سمة من سمات الفن دون إلغاء هويتك وبصمتك الواضحة التي تميز عملك عما سبقه.
ہ غابت مرايا في رمضان قبل الماضي وستغيب في رمضان القادم.. ألا يحزنك ذلك؟!
ہہ في بداية مشروع مرايا عرضه التلفزيون السوري في رمضان لضيق مساحة العرض في بقية العام ولاقى نجاحاً وإقبالاً وبعد انجاز مرايا عام اربعة وثمانين طلبت أن يعرض في رمضان، لكن اليوم أصبح شهر رمضان بمنزلة مهرجان درامي تنتج جميع الأعمال وتتسابق للعرض فيه.. ورغم إفراد مساحة واسعة على الشاشات إلا أن مساحة المشاهدة تضيق عند الناس بسبب حيرتهم أي الأعمال يتابعون لذلك أحاول اليوم أن أخرج من هذا المهرجان السنوي مفضلاً عرض مرايا خارج هذا الشهر ليتسنى للمشاهد متابعته دون دخوله في زحمة العروض.
ہ معظم الفنانين السوريين يخوضون تجارب درامية في مصر، هل ترى ذلك على حساب الدراما السورية أم هو موضة؟
ہہ أنا أميل دائما للنيات الحسنة وأركن دائماً للتفكير النظيف والظن الشريف.. الدراما المصرية كما بات معروفاً مؤخراً تعاني من تكرار نجومها ومواضيعها وتشابه عروضها حتى كادت تفقد نكهتها ومشاركة الفنان السوري في مصر ودخوله في مشاركة فنية عربية ليس عيباً ولا أحد يستطيع لوم هذا الممثل على ذلك، لأن أجره الذي يتقاضاه في مصر أضعاف مايعطى له في سورية، ولذلك أرى أنه لابد من إعادة النظر في أجور الممثل السوري في بلده من قبل الشركات، وأنا أشجع وأحيي هذه التجربة لأنها تدل على شهرة وتميز الفنان السوري.
حوار: مصعب العودة الله
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد