تقرير فينوغراد: انخفاض أسهم أولمرت وارتفاع أسهم ليفني
الجمل: يعود الفضل في تعيين تسيبي ليفني وزيرة للخارجية، إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، الذي كان يقربها دائماً إلى جانبه، وقد ارتفعت شعبية الوزيرة تسيبي ليفني داخل وخارج إسرائيل بقدر كبير، وأصبح الرأي العام الإسرائيلي والعالمي ينظر إليها باعتبارها أحد الأفراد الأساسيين في النخبة الإسرائيلية الحاكمة، والآن بعد صدور تقرير لجنة فينوغراد المختصة بالتحقيق في هزيمة إسرائيل أمام حزب الله اللبناني، والذي أوصى بإقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت كانت التوقعات تقول بأن وزيرة خارجيته تسيبي ليفني سوف تقف إلى جانب (معلمها)، وترفض الإقالة، ولكنها بدافع من الطموح الشخصي لكي تصبح ثاني إسرائيلية تتولى رئاسة الوزارة بعد غولدا مائير، قررت أن تكافئ إيهود أولمرت على غرار جزاء سمنار.. وفي هذا الصدد أوردت صحيفة الهيرالد تريبيون الأمريكية تقريراً حمل عنوان (وزيرة الخارجية الإسرائيلية –تسيبي ليفني- تقول بأن على أولمرت أن يستقيل).
· تحركات الوزيرة تسيبي ليفني:
أشار التقرير إلى تصريح الوزيرة الإسرائيلية الذي قالت فيه بأنها قابلت إيهود أولمرت، وأخبرته بأن أصوب ما يقوم به حالياً هو تقديم استقالته، ولم تكتف بذلك بل أضافت قائلة للصحفيين بأنها سوف تقدم نفسها للترشيح داخل صفوف حزب كاديما الإسرائيلي من أجل الفوز وأخذ مكان أولمرت.
· ردود أفعال مساعدي أولمرت إزاء تسيبي ليفني:
تعليقاً على تصريحات الوزيرة تسيبي ليفني، تحدث مساعدو أولمرت، وقالوا بأن تسيبي ليفني قد انتهكت بتصريحاتها مبدأ جماعية الحكومة، وبأنه يتوجب عليها هي أن تستقيل من منصبها طالما أن أولمرت رفض الاستقالة، وذلك حتى تؤكد للرأي العام الإسرائيلي والعالمي، ولجماهير وأعضاء حزب كاديما عن مصداقية توجهاتها.
ورداً على ذلك، قالت تسيبي ليفني بأنها لن تقوم بتنظيم عملية انقلاب ضد أولمرت، ولن تستقيل من منصبها، وسوف تبذل قصارى جهدها من أجل تنفيذ توصيات تقرير لجنة القاضي فينوغراد.
· رد فعل أولمرت إزاء تسيبي ليفني:
صرّح إيهود أولمرت بأنه لن يستقيل من رئاسة مجلس الوزراء، ودرس مع مساعديه وبعض المقربين منه، الإجراء اللازم والمناسب للتعامل مع ليفني، وكانت الخيارات المطروحة:
- خيار إعفاء تسيبي ليفني من منصبها، سوف يؤيدي لزيادة شعبيتها في الرأي العام الإسرائيلي، وذلك لأن استطلاعات الرأي أكدت بأن 66% من الإسرائيليين أصبحوا لا يريدون بقاء أولمرت في السلطة.
- خيار عدم إعفاء تسيبي ليفني من منصبها في الوقت الحالي هو الخيار الأفضل، وذلك حتى لا يفهم الرأي العام بأنها تمثل جزء لا يتجزأ من حكومة أولمرت، وبأنها تتحمل أسوة ببقية الوزراء كافة التبعات والعواقب المترتبة على هزيمة حرب الصيف الماضي، تماماً مثلها مثل عامير بيريتس وزير الدفاع الإسرائيلي.. وغيره.
وعلّق أولمرت بأن خيار إبقاء الوزيرة تسيبي ليفني هو الأفضل في الوقت الحالي لأنه يتيح لأولمرت ومؤيديه في الوزارة (نقع) تسيبي ليفني داخل الحكومة لفترة، ثم نشرها بحيث يتسنى (تجفيف) شعبيتها، ثم بعد ذلك يتم إخراجها من الحكومة.
ويُقال أيضاً بأن أولمرت وحلفاؤه، يعملون باجتهاد من أجل إغلاق المنافذ أمام تسيبي ليفني، وذلك بتهيئة الدعم لبعض الشخصيات الأخرى لكي تفوز بمساندة كاديما، في حالة خروج أولمرت من الحكومة.
· أبرز التحديات التي سوف تواجه أولمرت في الفترة القادمة:
مضمون محتويات التقرير سوف يدفع أولمرت لمواجهة العديد من المصاعب والتحديات أمام الرأي العام الإسرائيلي، والتي من أبرزها:
- عدم القدرة على التشكيك في مصداقية اللجنة: ظل الزعماء الإسرائيليون يستخدمون آلية التشكيك في مصداقية لجان التحقيق، ولكن هذه اللجنة بالذات لن يستطيع أولمرت التشكيك في مصداقيتها، وذلك لأن أولمرت هو الذي قام باختيار رئيسها القاضي فينوغراد، وأيضاً أعضائها الخمسة الآخرين، ووافق مجلس الوزراء الإسرائيلي بالإجماع على تشكيلها.
- ضعف الشعبية: التأييد الشعبي المتدني يوماً بعد يوم لأولمرت وحكومته، أصبح يهدد باحتمالات اندلاع المظاهرات ضد الحكومة، ومن أمثلة ذلك المظاهرة الضخمة التي تحركت ضد أولمرت في شوارع تل أبيب أمس الأول، كذلك سوف تؤدي شعبية أولمرت المتدنية إلى رفع شعبية القوى المعارضة والتي أصبحت تجد في أولمرت الوسيلة الأفضل في مساعدتها من أجل الصعود إلى الحكم.
- الحصول على مساندة الحلفاء: سوف تواجه أولمرت مشكلة الحصول على مساندة وتأييد القوى الحزبية والسياسية الإسرائيلية المتحالفة معه حالياً في الحكومة، وفي هذا الصدد صرّح كل من إيهود باراكن وعامي إيلون، وغيرهم بأنهم سوف لن يدعمون إيهود أولمرت في التحالفات القادمة، إلا إذا تنازل لهم عن المزيد من الحقائب الوزارية.
- الخلافات المتزايدة داخل حزب كاديما: سوف يواجه أولمرت الكثير من الانتقادات والمعارضة داخل حزب كاديما، وذلك بسبب الأداء السياسي لحكومته، ويتوقع أن تتفاقم هذه الخلافات، بسبب أن حزب كاديما يفتقر بالأساس للأطر المؤسسية والتقاليد الحزبية النظامية، وذلك لأنه لم ينشأ بالأساس على توجه فكري، وإنما بسبب خلاف داخل حزب الليكود بين أتباع شارون وأتباع بنيامين نتيناهو، الأمر الذي دفع شارون إلى تأسيس حزب كاديما والفوز بالانتخابات الإسرائيلية على عجل مستخدماً شعبيته كقائد عسكري إسرائيلي سابق يتمتع بتأييد الشارع الإسرائيلي.
نأـوعموماً، تشير بعض التوقعات إلى أن أولمرت الذي بدأ زيارة إلى تركيا هذين اليومين، سوف يعود، وسوف يستبقي الوزيرة تسيبي ليفني فترة قصيرة من الوقت، ويقوم بعدها بإعفائها وتعيين إما شيمون بيريز أو شاؤول موفاز في مكانها.. وتقول التوقعات بأن تعيين أي من هذين الشخصين سوف يؤدي إلى رفع شعبية أولمرت داخل حزب كاديما، ثم بعد ذلك يتفرغ إلى الأجندة التي يمكن أن تعيد له شعبيته في الشارع الإسرائيلي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد