كيف أسقطت سوريا 50 طائرة إسرائيلية في حرب تشرين
اعتمد الاتحاد السوفيتي قبل 54 عاما أحد أفضل أنظمة الدفاع الجوي في العالم، التي كان لها أثر كبير في تغيير تكتيكات الطيران والسلاح الجوي وغيرت موازين القوى، حتى أطلق عليه في وقتها “سيد السماء”.
أطلق الاتحاد السوفيتي السابق قبل 54 عاما نظام الصواريخ المضاد للطائرات “2K12 Kub” أو “سام” الذي اشتهر خلال الحرب العربية – الإسرائيلية عام 1973، وأصبح أحد أشهر أنظمة القتال السوفيتية في العالم ولعب دورا مهما في عدد من النزاعات المسلحة، أجبرت الفعالية القتالية العالية والدقة غير المسبوقة لنظام الدفاع الجوي في وقتها الطيران على تغيير التكتيكات المتبعة في الحروب.
وخلال الحرب التي خاضتها سوريا ومصر في مواجه إسرائيل والتي تعرف بحرب (أكتوبر – تشرين) عام 1973، استطاع سلاح الجو السوري إسقاط 50 مقاتلة إسرائيلية خلال 3 أيام ما أدخل قادة إسرائيل في أجواء من الصدمة.
وبحسب مجلة “روسيكي أروجي” أو “السلاح الروسي”، وقف قادة الجيش الإسرائيلي في حيرة من أمرهم، حيث كان الطيران الإسرائيلي مسيطرا على السماء قبل 6 سنوات ووجهوا ضربات قاسية للتحالف العرب، لكنهم في هذه الحرب لم تعد المقاتلات الأمريكية من نوع “فانتوم إف 4” مجدية في السماء بعد أن سقطت الواحدة تلو الأخرى.
وأبلغ قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال بيليد، القيادة الإسرائيلية ووزير الدفاع أنه بقي لديه فقط 50 طائرة فانتوم من أصل 99 واحدة.
وبحلول نهاية الحرب، أسقط الجيش السوري بالاستعانة بالمضادات الروسية 64 طائرة بإطلاق 95 صاروخا فقط.
سر نجاح الجيش السوري
أشارت المجلة إلى أن سر نجاح الجيش السوري في ذلك الوقت، كان بسبب الإمدادات التي تلقتها دمشق من الاتحاد السوفيتي حيث أرسل الاتحاد السوفيتي شحنة سرية أطلق عليها اسم “سكوير” شحنت عبر الصحراء على سكة حديدية، كرد روسي على تزويد إسرائيل بمقاتلات أسرع من الصوت، زود الاتحاد السوفيتي التحالف العربي بأحدث الوسائل لتدميرها، وكانت كافية لـ”تطهير” الأجواء السورية.
بالنسبة للطيارين الإسرائيليين، جاءت الأنظمة المضادة للطائرات الجديدة بمثابة مفاجأة غير سارة، لم تنجح الإجراءات الإلكترونية المضادة التي وصلت من أمريكيا مع طائرات فانتوم في التصدي لها، حيث تم تصميمها لأنظمة الدفاع الجوي S-75 و S-125 التي تعمل على ترددات مختلفة تماما.
كان الصاروخ 3M9 الموجه المضاد للطائرات محميًا جيدًا من التشويش الإلكتروني ولديه توجيه شبه نشط، حيث يستولي رأسه على الهدف فور الإطلاق ولا يهرب منه، وسمح المحرك النفاث للصاروخ باللحاق بسرعة فائقة بالهدف والمناورة بشكل فائق.
واستغرق تطوير الصاروخ المضاد للطائرات من طراز 3M9 الذي تحمله منظومة “سام 6” سبع سنوات، لكن نتائج اختباراته كانت رائعة، حيث كان سريعا وسهل المناورة ودقيقا للغاية.
وكتبت مجلة “باري ماتش” الفرنسية تلقيا على الإنجاز السوري: “يوما ما سيقيم السوريون نصباً تذكارياً لمخترع هذه الصواريخ”.
إضافة إلى الصاروخ الممتاز، زودت المنظومة بنظام تلقي بيانات جديد لا يتبع رادار واحد بل شبكة رادارات تعمل في نطاقات مختلفة.
وفي عام 1995، أسقطت “سام 6” الصربية مقاتلة من طراز F-16، وبعد أربع سنوات، دمر الدفاع الجوي ليوغوسلافيا عدة طائرات تابعة للناتو بنفس الطريقة.
وحتى اللحظة، المنظومة “سام 6” في حالة حرب، تخوض معارك في أكثر من جبهة، في ليبيا وسوريا واليمن، حيث تمكن “أنصار الله” من إسقاط الطائرات الأمريكية بدون طيار بالصواريخ السوفيتية القديمة.
إضافة تعليق جديد