كتاب المدير السابق لـ«السي آي إي» يثير عاصفة انتقادات

01-05-2007

كتاب المدير السابق لـ«السي آي إي» يثير عاصفة انتقادات

حتى قبل نشر كتابه صباح أمس، وجد مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إي" جورج تينيت نفسه "في قلب العاصفة"، وهو عنوان كتابه عن سنواته السبع في هذا المنصب، بعدما كشف بعض ما فيه خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "سي بي أس" الأميركية للتلفزيون الأحد الماضي وتسريب مقتطفات حاول فيها ان يبرىء نفسه من مسؤولية إخفاق الوكالة في تقويمها لوضع أسلحة الدمار الشامل في العراق، وفشلها في وقف هجمات 11 أيلول 2001.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خالفت ادعاء تينيت أن ادارة الرئيس جورج بوش لم تناقش جدياً، قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في آذار 2003، ما إذا كان العراق يمثل تهديداً داهماً أو ما إذا كان يجب تشديد العقوبات القائمة. وقالت إن "الرئيس بدأ مناقشة عملية في اليوم الذي تسلم فيه السلطة في شأن طريقة تعزيز العقوبات على العراق... ربما تتذكرون أنه في مؤتمره الصحافي الأول، قال إن العقوبات صارت جبنة سويسرية". وأشارت الى أن مسألة ما إذا كان الخطر وشيكاً ليست كأن "أحداً سيضرب غداً".
وأفاد مقرب من تينيت طالباً عدم ذكر اسمه أن المدير السابق لـ"السي آي إي" لم يكن يتحدث عن تعزيز العقوبات، إنما عن المناقشة في شأن الحكمة من الذهاب الى الحرب. وأضاف أن مناقشات كهذه لم تحصل في حضور تينيت أو مسؤولين آخرين من وكالة الاستخبارات المركزية، على رغم مشاركتهم في الكثير من المناقشات داخل غرفة الأوضاع في البيت الأبيض.
وفي اطار برنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي بي أس" الأميركية للتلفزيون، دافع تينيت عن "تقنيات الاستجواب المعززة" في برنامج الاعتقال السري للمشتبه فيهم في قضايا الإرهاب، بيد أنه قال : "نحن لا نعتمد التعذيب. دعوني أكرر نحن لا نعذب الناس. مفهوم؟"
وتطرق مقدم البرنامج سكوت بيلي مراراً الى الإتهامات بالتعذيب التي ساقها الكثير من المعتقلين في قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية في كوبا. وكرر تينيت في كل مرة: "نحن لا نمارس التعذيب".
وسيستمر السجال الحاد بين تينيت ومنتقديه الكثر داخل الحكومة وخارجها طويلاً، وسيستخدم ذخيرة في الجدل الدائر حول تمويل الحرب في العراق، وفي السجال الانتخابي لمنصب الرئيس.
وكان المحلل السابق في الـ"السي آي إي" مايكل شوير، الذي كان كذلك مسؤولاً عن وحدة تعقب زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن، نشر تفنيداً لاذعاً لادعاءات تينيت اظهر فيه انه لم يأخذ على محمل الجد تحذيرات عملاء الوكالة ومحلليها عن خطر بن لادن، كاشفاً أيضاً أن تينيت رفض اغتيال بن لادن بحجة عدم وجود أدلة كافية أو خوفاً من وقوع ضحايا بريئة.
وتساءل شوير مع غيره، لماذا لم يعبر تينيت عن مخاوفه وتحفظاته حيال أسلحة الدمار في العراق قبل الغزو في آذار 2003؟ ولماذا يناقض في كتابه ما قاله للهيئة التي حققت في هجمات 11 ايلول من أن المسؤولين في البيت الأبيض أخذوا تحذيراته على محمل الجد، وهو ما لم يرد في الكتاب؟
ويكشف تينيت في كتابه بعض الأسرار الاستخبارية، ومن أبرزها محاولة من "القاعدة" عام 1998 لاغتيال نائب الرئيس الاميركي آنذاك آل غور في السعودية، الى خطط للحصول على أسلحة دمار شامل ولاستخدام غازات سامة في هجوم على نيويورك عام 2003، لكن الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري رفض الموافقة على ذلك لأن " لدينا شيئاً أفضل".
وهو يتطرق بصورة عابرة الى لبنان وسوريا، وينتقد اخفاق ادارة الرئيس جورج بوش عندما قررت غزو العراق في فهم الترابط العضوي بين قضايا المنطقة المختلفة "وتصرفت وكأن نشاطاتنا هناك لا علاقة لها بعملية السلام في الشرق الأوسط، أو بالأحداث في لبنان وسوريا، أو بالصراع الأوسع ضد الإرهاب السني المتطرف".
ويشكك تينيت في نجاح خطة زيادة عدد الجنود الاميركيين في العراق، ويقول إنها ربما كانت قد نجحت قبل ثلاث سنوات، أي قبل بروز الولاءات الطائفية والعرقية. ويرى أن الخطة يجب أن تتزامن مع جهود ديبلوماسية لمشاركة جيران العراق في الحل، "وهذا يجب أن يشمل الايرانيين والسوريين".
ويشير الى انه قدم الى بوش بعد هجمات 11 أيلول اقتراحات أمنية تشمل "اقتراح اتفاقات فورية مع السوريين والليبيين لتعقب المتطرفين الإسلاميين". وفي تقويمه لنشاط الزعيم السوداني الاسلامي حسن الترابي، يقول إنه كان ينظم المؤتمرات للاسلاميين، وكان يسهل وصول عناصر من دول المغرب العربي "الى معسكرات تدريب حزب الله في سهل البقاع في لبنان". ويتحدث عن خطط لخطف رعايا اميركيين في الهند وتركيا واندونيسيا كان وراءها متطرف اسلامي مصري يدعى رفعت طه موسى كان مقيماً في سوريا التي سمحت له باللجوء اليها بعد طرده من عدد من الدول، لكنه يضيف أن سوريا اعتقلته لاحقاً بعدما سلمتها "السي آي اي" معلومات عنه.
ويوضح أن السلطات السعودية احبطت عام 1998 محاولة لاغتيال آل غور نظمها السعودي عبد الرحيم الناشري، بعد تهريب أربعة صواريخ مضادة للدروع محمولة على الكتف من طراز "ساغر" من اليمن الى المملكة قبل أسبوع من موعد وصول غور الى السعودية.
ويؤكد أن بن لادن حاول الحصول على اسلحة نووية من علماء باكستانيين، حين تفاهم رئيس جمعية خيرية اسمه سلطان بشير الدين محمود مع علماء باكستانيين لتزويد نظام "طالبان" في افغانستان بأسلحة دمار شامل، وأن الاتصالات وصلت الى مرحلة اجتماع بن لادن وزعيم حركة "طالبان" المخلوعة الملا عمر مع محمود وأحد مساعديه في افغانستان. ويضيف أن المحققين الباكستانيين اظهروا تسامحاً خلال استجوابهم المتهمين، وكيف انه اضطر الى الاجتماع مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي استخف بالتهم قائلا إن بن لادن وانصاره "رجال يعيشون في الكهوف"، ولا يمكنهم الحصول على مثل هذه الأسلحة.

 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...