هل تشتعل المنطقة بعد رحيل ترامب؟
لعل السؤال الاهم الذي يطرح حول مصير الاقليم في ظل التبدلات التي تحصل على صعيد الولايات المتحدة الاميركية هو: هل نحن مقبلون على تسوية كبرى ام على حرب كبرى؟
لا احد حتى الآن قادر على جزم ما يمكن ان يحصل، حتى أن الحديث عن عودة الولايات المتحدة الاميركية الى الاتفاق النووي مع ايران ليس امرا محسوما، بل دونه عقبات مرتبطة بالملفات الاخرى التي تهم واشنطن على رأسها الصواريخ الايرانية.
لكن الاهم وقبل الانتقال الى مرحلة حكم بايدن، ماذا ينتظرنا في الايام المقبلة التي تعدّ الاخيرة من ولاية ترامب؟ يقول بعض المطلعين إن طهران سترد على مقتل احد علمائها النوويين في لحظة ميتة في نهاية ولاية ترامب، لانها لا ترغب في زيادة التوترات مع بايدن.
وهذا يعني ان امكانية حصول عمل امني او عسكري لم تنته بعد، أضف الى ذلك ما بدأت تروجه تل ابيب عن امتلاك “حزب الله” لعدد كبير من الصواريخ الدقيقة، ما يعني انها قد تكون تمهد بشكل او بآخر لضربة خاطفة داخل لبنان.
في كل الاحوال، هذه المخاطر المحدودة ضمن زمن ترامب الذي يقضي ساعاته الاخيرة في البيت الابيض، ليست وحيدة، بل ان المنطقة في ولاية بايدن ستشهد توترات من نوع آخر.
من الواضح ان طهران وحلفاءها تلقوا خلال الاشهر الطويلة الماضية ضربات عدة، وكانوا في موقع احتوائها، لانهم وجدوا ان ترامب وادارته قد يسعون الى الذهاب لحرب في توقيتهم هم، لذلك قررت طهران تحمل الخسائر وعدم الرد بطريقة قاسية تدفع الى الحرب وهذا ينطبق على حلفائها.
لذلك يمكن القول ان هناك جردة حساب جدية في المنطقة كانت معلقة، منها الرد على اغتيال قاسم سليماني، وهو ما يسميه الايرانيون الرد الاستراتيجي، اي استهداف القوات الاميركية في العراق والذي لم يحصل الا بطريقة خجولة في المرحلة الماضية.
كما هناك رد “حزب الله” المنتظر على قتل احد عناصره في سوريا قبل اشهر والذي ماطل به الحزب كل تلك الفترة لأنه لم يكن يريد تصعيدا بالتوقيت الاسرائيلي.
وتبقى جبهة اليمن، الذي بات يحكى عنها بإعتبارها قد تكون جبهة اكثر اشتعالا قبل التسوية المنتظرة، والتي ستسعى اليها ادارة بايدن…
علي منتش – لبنان 24
إضافة تعليق جديد