العقل رسول الله المستمر فينا

كان ثمة داعش في كل الحقب الإسلامية، منذ أيام الخوارج وصولا إلى دولة الشام والعراق. وقد قتل المسلمون من المسلمين أكثر مما قتل غيرهم منهم، وكانت كل فرقة تستند إلى آيات القرآن الكريم في محاربة الفرقة الأخرى.. الأديان الإبراهيمية لم تعد صالحة تشريعيا لتنظيم المجتمعات الحديثة على مقياس أسلافها، فالزمن يهزأ بكل النظريات والقوانين، ولاأظن رب الزمن وخالقه سيرضى أن يعطينا شرائع ينقضها الزمن.. يكفي أنه أعطانا العقل هاديا ورسولاً نستدل به على الصواب والخطأ بعدما اختتم الأنبياء بسيدنا محمد (ص)..ومن هنا نرى أننا مازلنا نعيد اجترار تاريخنا الديني ومشاكلنا المذهبية بسبب تعطيل العقل في تطوير النقل وعدم الإعتراف بتاريخية النص الديني الذي نزل لأجل تنظيم مجتمعات زراعية ورعوية تختلف في حاجاتها ومسائلها وثقافتها وأسلوب حياتها عن المجتمعات المعاصرة.. انزعوا قبعة الماضي عن رأس الحاضر كي تصلوا إلى المستقبل الذي به تحلمون .. فسورية المبتدى وسدرة المنتهى