زندقة كوفيد 19: عظة الشطار
الجمل - الآيهم صالح
أحبائي الشطار:
أحدثكم اليوم وكل يوم لأنقل إليكم حب حبرنا الأعظم، كنيستنا الحبيبة، كنيسة الصحة العالمية.
كنيسة الصحة العالمية تحبكم وتعمل دائما لتحسين شروط حياتكم وتطهيركم من الأوبئة الكامنة في أعماقكم. وكل نشاطاتها تهدف بشكل أساسي إلى ما فيه فائدة لكم. لقد قادت كنيستنا العظيمة عملية الاستجابة لمرض ناتج عن فيروس خطير ومراوغ لم يستطع أحد أن يعزله، ولا يستطيع أي اختبار أن يكشف وجوده بدقة كافية، وبفضل جهود كنيستنا وخضوعكم التام لتعليماتها هذا العام لم نشهد أية زيادات في أعداد الوفيات على مستوى العالم كله. لقد مر هذا الفيروس بدون تأثير حقيقي، ولكن التجربة أثبتت أن وصايا كنيستنا الحبيبة بالغة الأهمية في إنقاذ أعداد كبيرة من البشر من خطر هذا الفيروس. وهذا ليس جديدا على كنيستنا الحبيبة، فقد ساهمت سابقا في إنقاذكم من خطر الانفجار السكاني، وفي إنقاذكم من خطر التغير المناخي، وفي إنقاذكم من أمراض متعددة كانت تهدد حياتكم دون أن تحسوا بذلك.
صحيح أننا تجنبنا أعدادا كبيرة من الوفيات التي يسببها هذا الفيروس المراوغ هذا العام بفضل جهود كنيستنا الحبيبة، ولكن هذا لا يعني أننا نستطيع أن نرتاح ونخفف الضغط على أنفسنا ومجتمعاتنا، وهنا أذكركم بقول سيدنا بيل غيتس عليه السلام إذ قال مبتسما ابتسامته الطاهرة "كما تعلمون علينا أن نستعد للوباء القادم، فذلك الوباء، يمكنني القول، سيحصل على الاهتمام الذي يستحقه هذه المرة". علينا جميعا أن نستعد للوباء القادم، ويكون ذلك بالخضوع التام لوصايا الكنسية والتعليمات الإضافية التي تصلكم من وكلاء الكنيسة في السلطات الصحية في بلدانكم. هذه التعليمات تهدف لحمايتكم من خطرين أساسيين، خطر التقاط العدوى من الآخرين وخطر نشر العدوى إلى الآخرين.
لقد أثبت لكم هذا الوباء أن أجسادكم ليست لكم، وأن أولادكم ليسوا لكم، وأن آباءكم وأجدادكم ليسوا لكم. أنتم جميعا ملك لحكوماتكم، وهي تعمل جاهدة بالتعاون مع كنيستنا الحبيبة لحمايتكم من الخطر الذي تشكلونه أنتم على أنفسكم ومن حولكم. ارتداء الحجاب الطبي أصبح فرضا على كل فرد في العديد من الدول بهدف حماية الجميع من التقاط ونشر العدوى، وعزل الأطفال عن بعضهم وعن أهلهم وعن كبار السن أصبح قاعدة عامة لأن طبيعة الأطفال تجعلهم ينقلون العدوى بكثافة. تخيلوا الفرق بين مستوى الطهارة والنظافة الذي نعيشه اليوم، وبين ما كنا نعيشه أيام الجاهلية قبل ظهور الوباء الجديد. أنا لا أستطيع أن أتخيل كيف كنت أحتضن أطفالي وألعب معهم في الحديقة دون أية أداة من أدوات التعقيم، وأصبحت أرتجف عندما أتذكر أنني كنت أصافح الناس الغرباء بدون تحفظ وبدون أن أعقم يدي لأقضي على أي عدوى يمكن أن تنتقل إلي. لقد أنارت لنا كنيستنا الحبيبة درب الصحة والطهارة وعلمتنا كيف نطهر أجسادنا من دنس وجراثيم الطبيعة وننقلها إلى حالة الطهارة اللاطبيعية التي تتعالى على كل أمراض ومشاكل الحياة الطبيعية.
وحاليا تساهم كنيستنا الحبيبة في الثورة الصناعية الرابعة من أجلكم، وفي سبيلكم. وتستلهم في ذلك توصيات سيدنا إريك شميت عليه السلام حول دور الذكاء الصناعي في قطاع الصحة، وعليكم أنتم كشطار مطيعين تتضرعوا إلى الكنسية والسلطات الصحية لتحميكم من أسوأ ما فيكم، طبيعتكم البيولوجية، ولتستخدم الذكاء الصناعي والآلات لتنظم لكم حياتكم الطاهرة في وسط معقم تسيطر عليه مفاهيم الطهارة والتعقيم ويخلو من دنس وجراثيم وفيروسات الطبيعة.
وختاما لا بد أن أكرر عليكم الوصايا الأساسية لحبرنا الأعظم كنيسة الصحة العالمية، وهنا أشدد كثيرا على ضرورة الالتزام الحرفي بهذه الوصايا. عليكم جميعا أن تغسلوا أيديكم بانتظام، وأن تحرصوا على ممارسة النظافة التنفسية، وعليكم أن تتجنبوا الاقتراب من الناس وأن تتجنبوا لمس العينين والفم والأنف، وعليكم دائما أن تتابعوا المستجدات وتتبعوا تعليمات كهنة الكنيسة. وكما أكرر هذه الوصايا عليكم، عليكم أنتم أن تكرروا نفس الوصايا على أنفسكم وأن تذكروا أنفسكم والآخرين بها فالتكرار يعلم الشطار، وعليكم دائما أن تتذكروا أنكم كبشر دنسون قذرون، وأن كنيستنا الحبيبة تهدف لتطهيركم من دنسكم وقذارتكم وجراثيمكم وفيروساتكم. لقد أنارت لكم كنيستنا الحبيبة الطريق القويم إلى الطهارة، وخلصتكم من عادات بالغة القذارة مثل عادة المصافحة التي كنتم تمارسونها بجاهلية قبل أن يطلع عليكم بدر الطهارة، ولذلك فقد وجب عليكم الشكر والخضوع إلى أبد الآبدين.
أنتم الشطار تطبقون وصايا كنيستنا بحذافيرها، وتقولون لمن يسمع كلام كهنتنا العظام "شاطر شاطر" أما من لا يسمع كلام كهنتنا فهو "كافر كافر" وعليكم أن تتعاملوا معه كما علمتكم الكنيسة أن تتعاملوا مع القذارة الكامنة في أعماقكم. كما تطهرون أنفسكم من القذارة عليكم أن تطهروا ما حولكم أيضا لتصلوا إلى أعلى مستوى من الطهارة كما ترتضي لكم كنيستنا الحبيبة.
آمين
إضافة تعليق جديد