الحصانة وحدها تكفي لأرى عضواً يتقاتل مع شرطي

20-04-2007

الحصانة وحدها تكفي لأرى عضواً يتقاتل مع شرطي

مرشّح سوري واحد لمجلس الشعب استطاع ان يتدبّر امره وينجح في وضع جملة لافتة للانتباه, وتعود الى 15 قرناً وهي «رجل واحد على حق... اغلبية» وهي لعلي بن ابي طالب. وقد حوّرها المرشح الى جوار صورته: «إن صوتاً واحداً حراً... اكثرية». وليس من المؤكد, بالطبع, ان تساهم هذه العبارة, الخارجة على سياق حياتنا, في نجاح المرشح. فهي ليست برنامجاً او اشارة الى ما سيفعله, بل اشادة بغائبين, إذا شئنا سوء الواقع وسواد النوايا, وهما الحق والحرية... الواردان في الجملة, مضافاً اليهما لوعة الحنين الحقيقي الى برلمان لا يصل اليه من لا يمثلون سوى المصالح الشخصية او الذين, لو ارادوا مصلحة البلاد, لما استطاعوا ان يقدموا لهذه البلاد ما تحتاج اليه, او ما يعدون به, لأسباب منها انهم لا يمثلون حق التمثيل كتلاً اجتماعية تحاسب وتعاقب.
هذه ليست احكام مسبقة الصنع. بل في الصفحة الاولى من الجريدة اياها التي تنشر صور المرشحين ووعودهم... هذه الارقام المخيفة: «تصل نسبة السكن العشوائي في سوريا الى 50 %حسب إحصاءات المكتب المركزي للاحصاء. في حين وصلت نسبة المخالفات الى 45 %من سكان دمشق. و35 %من سكان حلب و42 %من سكان حمص.
هذا يعني ان هذه المدن ليس فيها خطط ولا تخطيط. وهو ما يعرف بمخالفات السقف, حيث يصالح العشوائي على المخالفة بدفع الرشى من أعلى الى اسفل او العكس. وهذا ما نراه من فساد الجملة الهندسية المعمارية لمدينة عريقة مثل دمشق, التي كان عدد سكانها في العام 1970 اقل من مليون واصبح اليوم ستة ملايين... عشوائي!!
اما أحد وعود مرشح مشدود الوجه, بالعمليات التجميلية والتصويرية, فهو القضاء على اربع آفات صغيرة جداً: «البطالة. الفساد. الفقر. غلاء المعيشة».
السوريون لا يكذّبون هؤلاء المرشحين... بل يعرّفون ما سيحدث بالذي حدث: إن كل مصائب السوريين, من فقر وبطالة وانعدام وزن وفساد جاءت, ليس بعد هزيمة حرب 1967 او بسببها. ولا بعد نكبة فلسطين او بسببها... بل بعد 8 دورات انتخابية لمجلس الشعب. اي بعد تجديد 8 برلمانات وما تعنيه من اكتظاظ الصور والشعارات والوعود كل اربع سنوات.
ثمة مستفيدون من هذا الموسم: الخطاطون والمصورون والقهوجيون في المضافات. وبعض فقراء الألف ليرة...
وطبعاً الاعضاء الرابحون, حيث الحصانة وحدها تكفي لأرى عضواً يتقاتل مع شرطي مرور لأنه لم يسمح له بالمرور لأن الشارع ممنوع ومزدحم... بل ومغلق... قائلاً: ألا تعرف من أنا؟!


عادل محمود  
المصدر: الكغاح العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...