السودان يوافق على نشر طائرات هليكوبتر للامم المتحدة في دارفور
مهد السودان الطريق أمام خطة للامم المتحدة تستهدف تعزيز دعم قوة للاتحاد الافريقي تسعى جاهدة لحفظ السلام في دارفور بعد موافقته يوم الاثنين على نشر طائرات هليكوبتر هجومية تابعة للمنظمة الدولية في اطار الخطة.
وتتضمن خطة الدعم الجديدة نشر ثلاثة الاف من رجال الشرطة والعسكريين التابعين للامم المتحدة لدعم قوة الاتحاد الافريقي البالغ قوامها سبعة الاف جندي في المنطقة التي مزقها العنف في غرب السودان. لكن السودان لم يوافق بعد على قوة أكبر مقترحة لحفظ السلام يزيد عدد أفرادها على 20 ألفا من الجنود والشرطة.
وقال دبلوماسيون ان هذه الخطوة قد تؤخر عقوبات تعتزم فرضها واشنطن ولندن وذلك حسب تعاون الخرطوم مع الامم المتحدة وتطورات الاوضاع في دارفور.
غير ان السفير الامريكي اليخاندرو وولف قال انه لم يتم بعد اتخاذ قرار في هذا الشأن وان حكومة الرئيس جورج بوش تنتظر عودة نائب وزيرة الخارجية جون نيجروبونتي من السودان.
وقال وولف عن الخطة الجديدة "لقد سرنا في هذا الطريق من قبل. ولذا سنرى هل سيحدث ومتي يحدث."
وكانت الخرطوم قدمت الشهر الماضي 14 صفحة من الشروط لتنفيذ خطة الامم المتحدة وهي المرحلة الثانية من عملية تتألف من ثلاث مراحل.
ولكن المشكلة الباقية كانت اشتمال الخطة على نشر ست طائرات هليكوبتر اذ كانت الخرطوم تخشى ان تستخدم هذه الطائرات في أغراض هجومية رغم تأكيدات الامم المتحدة أن الغرض من وجودها هناك هو حماية قوات حفظ السلام.
مهما يكن من أمر فان السودان أبلغ الامم المتحدة يوم الاثنين رسميا قبوله نشر طائرات الهليكوبتر. وفي رسالة الى الامين العام للامم المتحدة بان جي مون قال عبد المحمود عبد الحليم سفير السودان لدى المنظمة الدولية "يسعدني بناء على تعليمات حكومتي ان انقل لكم موافقة السودان على (نشر) طائرات الهليكوبتر."
وأضاف "يحدو السودان عظيم الامل أن يتم تنفيذ برنامج الدعم المكثف بسرعة." وذلك في اشارة الى المرحلة الثانية من الخطة ذات الثلاث مراحل.
وعجزت قوات الاتحاد الافريقي عن وضع حد لاراقة الدماء في دارفور وأصبحت تلك القوات في حد ذاتها أكثر فأكثر أهدافا للهجمات.
وجاءت أنباء الموافقة على نشر الطائرات الهليكوبتر بالتزامن مع محادثات بين ألفا عمر كوناري رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي وبان جي مون الامين العام للامم المتحدة في نيويورك ومع محاولة مبعوثي الامم المتحدة يان أليسون والاتحاد الافريقي سالم أحمد سالم صياغة معاهدة للسلام.
وبعد ان أحاط بان وكوناري مجلس الامن الدولي علما بتطورات مشكلة دارفور قال بان للصحفيين "هذه اشارة ايجابية للغاية." وقال بيان صادر عن الامم المتحدة ان بان يدعو السودان الى توفير أرض ومنشات للقوة.
وقال جان ماري جيهينو رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة ان الخطة الجديدة لارسال 3000 من العسكريين التابعين للامم المتحدة من أجل مقار القيادة والدعم الجوي وخدمات النقل والامداد ليس الا بداية لقوة أكبر.
وقال جيهينو للصحفيين "ليست هذه القوة الفعالة التي تحتاج اليها دارفور. انها خطة دعم لارساء الاساس لقوة فعالة في المستقبل."
وكان السودان أوضح انه يتوقع ان المرحلة الثالثة من الخطة أو ما يسمى القوة "المختلطة" سوف تتضمن قوات مشاة من الاتحاد الافريقي فحسب لكن الامم المتحدة والاتحاد الافريقي أوضحا ان دولا اخرى سوف تدعى لارسال قوات اذا لم يتيسر ايجاد قوات كافية من الافارقة.
وقال كوناري ان الاتحاد الافريقي لديه كتيبتان مستعدتان للذهاب الى دارفور استعدادا لمجيء قوات الامم المتحدة التي سيتغرق نشرها اشهرا. غير انه استدرك بقوله انها سوف تحتاج الى التمويل لاعاشتها واسلحتها.
ووافق السودان بالفعل على المرحلة الاولى من الخطة وتشمل نشر دعم محدود في صورة معدات ورجال شرطة وموظفين مدنيين ومستشارين في دارفور حيث يقول خبراء ان نحو 200 ألف شخص قتلوا وان 2.5 مليون نزحوا عن ديارهم منذ اندلاع الصراع في عام 2003.
وقوبلت موافقة السودان على نشر طائرات هليكوبتر بالترحيب لكن كان التشكك واضحا في بيان لمجلس الامن بعد الاجتماع دعا "كل الاطراف وبلا ابطاء الى تسهيل" تشكيل القوة "المختلطة" الاكبر.
وفي الخرطوم قال نيجروبونتي "يجب أن نتحرك سريعا من أجل نشر قوة حفظ سلام مختلطة أكبر مؤلفة من الامم المتحدة والاتحاد الافريقي ولها تسلسل قيادي واحد وموحد وتعمل وفق معايير وممارسات الامم المتحدة."
وحث نيجروبونتي الخرطوم على نزع سلاح الميليشيات المتهمة بارتكاب بعض من أسوأ الهجمات على المدنيين في دارفور.
وقال "يتعين على حكومة السودان نزع سلاح الجنجويد .. الميليشيات العربية التي ما كان يمكن أن توجد لولا الدعم النشط من الحكومة السودانية."
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد