«كورونا» الشرق السوري: هنا الخوف المضاعف!
يشكّل معبر «سيمالكا» الحدودي، والذي أحدثته «الإدارة الذاتية» الكردية، مع شمال العراق، هاجساً لدى سكان الشرق السوري، خوفاً من تحوّله إلى نقطة لنقل العدوى بالفيروس المستجدّ، في ظل عدم توفر المقومات الصحيّة لمواجهة أي انتشار محتمل للفيروس في المنطقة. ولعل تحول «سيمالكا» إلى نقطة عبور لجنود «التحالف الدولي» والمنظمات والجمعيات الناشطة في مجالات عدّة، والتي تمارس نشاطها، من دون أي تنسيق مع الجانب الحكومي، يرفع من احتمالية مرور حالات مصابة بالفيروس، ما يهدّد بانتشاره لاحقاً. الأمر الذي دفع بـ«الإدارة الذاتية»، لإغلاق المعبر أخيراً.
وجاء قرار «الإدارة الذاتية» إغلاق المعبر تزامناً مع القرارات الحكومية التي قضت بوقف الرحلات الجوية، وإغلاق الحدود مع دول الجوار، فيما بدا أنه انسجام مع القرارات التي تتخذها الحكومة السورية، للوقاية ومنع وصول الفيروس إلى البلاد. كذلك، ظهر الانسجام شبه التام لقرارات «الإدارة الذاتية»، مع قرارات وإجراءات الحكومة السورية، من خلال إصدارها قرارات بتعليق الدوام في المدارس وإغلاق المقاهي والمطاعم، ودور العبادة، بعد يوم واحد من صدور القرارات الحكومية.
وتؤكد مصادر من «الإدارة الذاتية» أنّ «الحركة انخفضت بشكل كبير، قبل أن تتوقف حتى إشعار آخر»، لافتة إلى أنه «تم اتخاذ إجراءات لضمان عدم انتقال الفيروس إلى الأراضي السورية».
وتتضاعف مخاوف سكان المنطقة الشرقية، سكان محافظات (الحسكة، الرقة، ديرالزور)، بشكل أكبر عن أقرانهم في بقية المحافظات، في ظل ضعف المنظومة الصحية في هذه المحافظات، وعدم وجود منشآت صحية مؤهلة لمواجهة أوبئة أو أمراض مزمنة في أغلب المدن والبلدات، باستثناء الهيئة العامة لمشفى القامشلي ومشفى الأسد في دير الزور، بسبب تعرضها للتدمير، نتيجة الإرهاب الذي عانت منه طيلة سنوات الحرب. وانخفض عدد المشافي الحكومية العاملة في الشرق السوري، بشكل كبير، بسبب تعرضها للتدمير الكامل بعد سيطرة «داعش» عليها، أو خروجها عن الخدمة، بسبب سيطرة «الإدارة الذاتية» عليها.
وأدّى انخفاض مستوى الخدمات الصحية الحكومية في المنطقة الشرقية، إلى الاعتماد على منظمة الصحة العالمية، لتعزيز التعاون معها، ومحاولة إيصال الخدمات الصحية من لقاحات وأدوية وخدمات إلى كامل المدن والبلدات هناك. وتعمل منظمة الصحة العالمية حالياً، على تدريب فرق لأخذ عينات من الحالات المشتبهة، في كامل المحافظات الشرقية، عبر فرق حكومية، بما فيها مناطق سيطرة «الإدارة الذاتية»، وإيصالها إلى دمشق للكشف عن النتائج، ضمن إجراءات تضمن الوصول إلى كامل المناطق في الشرق السوري.
وفي هذا السياق، يؤكد مصدر في منظمة الصحة العالمية أن «المنظمة بالتعاون مع الحكومة السورية تعمل على التوسع بالكشف عن أخذ عينات للكشف عنها، وضمان خلو الأراضي السورية من الفيروس». ولفت المصدر الى أن «لدى المنظمة فريق تقصّ وبائي في كل المحافظات الشرقية لرصد أي حالة، واتخاذ الإجراءات المناسبة»، مبيّناً أن «المنظمة تعمل على توفير أدوات ومستلزمات صحية، لرفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة».
بدوره، قال مدير مديرية الصحة في الحسكة، د.محمد رشاد خلف، ، إن «المديرية استنفرت كامل فرق التقصي عن الأمراض في كامل جغرافيا محافظة الحسكة، للإبلاغ عن أي حالة يشتبه في إصابتها بفيروس كورونا»، مؤكداً أنه «تم التأكد من جاهزية غرف العناية المشدّدة وأجهزة التنفس الاصطناعي في المشافي الموجودة في المحافظة، لمواجهة أي حالات طبية طارئة»، ومضيفاً أن «المديرية قامت بتجهيز مركزي حجر في المركز الطبي المحدّث، ومشفى القامشلي لمواجهة أي حالات طارئة».
أيهم مرعي
إضافة تعليق جديد