الخرطوم تدرس "رداً صارماً" على تشاد
أعلن السودان، عبر متحدث باسم الجيش لم يذكر اسمه، أنه يدرس كل خيارات الرد، العسكرية أو السياسية أو الدبلوماسية، وبشكل صارم، على هجوم شنه الجيش التشادي وأسفر عن مقتل 17 جنديا سودانيا في قرية الدمجيرما الحدودية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية علي الصادق إن تشاد انتهكت اتفاق عدم الاعتداء الذي وقع عليه الرئيسان السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي في طرابلس قبل نحو شهرين، وأضاف أن السودان يريد علاقات سلمية لكن جيشه سيبقى متأهبا للحيلولة دون وقوع مثل هذه الأعمال، واعتبر أن تشاد تصعّد المشكلات.
واستدعت الخارجية السودانية سفير تشاد في الخرطوم احتجاجاً على “هجمات بلاده على الجيش السوداني”، بحسب تعبير وكالة السودان للأنباء، وذكرت إذاعة أم درمان أن وزير الدولة للشؤون الخارجية علي كرتي قال أمام سفراء تشاد وليبيا وإريتريا إن الحكومة التشادية لا تبدي أي استعداد لاحترام الاتفاقيات.
وكانت تشاد قد أقرت بالاشتباك مع الجيش السوداني، وقال المتحدث باسمها هورماجي موسى دومجور إن جيش بلاده استخدم “حقه في المطاردة” لتعقب متمردين عبر الحدود إلى داخل السودان، حيث كانت القوات السودانية تحميهم، وأضاف “لذلك، فوجئت قوات أمننا بأنها في مواجهة مباشرة مع القوات المسلحة السودانية الموجودة لحماية مؤخرة قوات المتمردين”، بحسب تعبيره. ورفض اتهامات الخرطوم أن القوات التشادية شنت هجوما متعمدا عبر الحدود بقصد مهاجمة القوات السودانية، وقال إن القانون الدولي يعطي الحق للدولة بمطاردة مهاجميها، وأعلن أسف تشاد لسقوط ضحايا على جانب المعركة، أي المدنيين في هذه العملية الرامية لتأمين الحدود، بحسب قوله.
ويذكر أن الرئيس التشادي إدريس ديبي كثيرا ما اتهم السودان بدعم المتمردين على حكومته وسلطاته بهدف الإطاحة به، وبشن هجمات على يد ميليشيا الجنجويد داخل أراضي بلاده، وهو ما نفته الخرطوم مرارا، واتهمت نجامينا بدعم المتمردين في إقليم دارفور في غرب السودان.
وقال المتحدث باسم حكومة تشاد إن ما جرى أول أمس لا يشكل سوى نتائج جانبية لعدوان سعت تشاد إلى صده، ووصف الوضع بأنه “خطير جدا”، ودعا المجتمع الدولي للقيام بما اسماه “التحرك اللازم لإرغام السودان على التخلي عن أهدافه في زعزعة استقرار تشاد”.
واستقبل وزير الخارجية التشادية أحمد علامي أمس السفير السوداني في نجامينا ليعرب له عن “أسف” حكومته للاشتباك الذي وقع بين جيشي البلدين داخل الأراضي السودانية. كما نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في الوزارة طلب عدم كشف اسمه، أفاد أن بلاده سترسل بعثة بقيادة علامي في الأسبوع الحالي إلى الخرطوم “لتوضيح الموقف”.
وقال المسؤول التشادي “إن الوزير أوضح للسفير أننا كنا نطارد المتمردين، فوجدنا أنفسنا في مواجهة الجيش السوداني”.
وتزامن التوتر الجديد بين البلدين الجارين مع إعلان المتحدث باسم مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة رون ردموند في مؤتمر صحافي في جنيف أن هناك مخاوف من أن يكون ما يصل إلى 400 فرد قتلوا في تشاد خلال هجمات عبر الحدود مع السودان شنتها ميليشيا الجنجويد قبل نحو عشرة أيام، وأفاد أن معظم القتلى دفنوا في مكان عثر فيه على جثثهم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد