«النواب» الأميركي يتبنى قانوناً بفرض عقوبات على تركيا بسبب عدوانه على سورية
تبنى مجلس النواب الأميركي بالإجماع قانوناً يفرض عقوبات ضد النظام التركي بسبب العدوان الذي يشنه الأخير على الأراضي السورية، وأقروا قانوناً يعترف رسمياً بالمجازر الجماعية التي ارتكبتها تركيا بحق الأرمن.
ووافق المجلس بأغلبية ساحقة، الثلاثاء، على مشروع قانون يطالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بفرض عقوبات وقيود أخرى على النظام التركي ومسؤوليه بسبب العدوان الذي يشنه الأخير على شمال وشرق سورية منذ التاسع من الشهر الجاري، وفق قناة «العربية» المملوكة للنظام السعودي.
وشملت العقوبات حظر مبيعات الأسلحة الأميركية لأنقرة ومطالبة وزارة خارجية هذا النظام بحساب مفصل عن دخل رئيسه رجب طيب أردوغان وثروة عائلته، وفرض عقوبات على المسؤولين الأتراك المتورطين في العدوان على سورية، ووضع «بنك خلق» المملوك للحكومة التركية على القائمة السوداء.
واستهدف مشروع قانون العقوبات، وزير الدفاع خلوصي آكار ورئيس هيئة الأركان يشار غولر، ووزير المالية، البيرق (صهر أردوغان)، الذي أثبتته تسريبات نشرت عام 2013 عن موقع «ويكيليكس»، ذكرت أن البيرق متهم بتغذية تنظيم داعش الإرهابي من خلال تسهيل تجارة النفط (المسروق من سورية والعراق) التي تمول عملياته على ساحة هذين البلدين.
وفي السياق، وفي خطوة تاريخية، أقر المجلس، بحسب وكالة «أ ف ب» للأنباء قراراً بالاعتراف رسمياً بـ«الإبادة الجماعية للأرمن».
وقالت الوكالة: علا التصفيق والهتاف عندما أقر المجلس بأكثرية 405 أصوات مقابل 11 القرار الذي يؤكد اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بالإبادة الأرمنية، وهي المرة الأولى التي يصل فيها مثل هذا القرار للتصويت في المجلس بعد عدة محاولات سابقة.
ونقلت الوكالة عن رئيسة المجلس نانسي بيلوسي قولها: إنها تشرفت بالانضمام إلى زملائها في «إحياء ذكرى إحدى أكبر الفظائع في القرن العشرين: القتل المنهجي لأكثر من مليون ونصف من الرجال والنساء والأطفال الأرمن على يد الإمبراطورية العثمانية».
ويعتبر الأرمن أن القتل الجماعي لشعبهم بين عامي 1915 و1917 يرقى إلى مصاف الإبادة، وذلك ما اعترفت به نحو 30 دولة وتنفيه تركيا بشدة.وأشارت بيلوسي في تعليقات جريئة في مجلس النواب الى أن حقيقة «الجريمة الصادمة» قد تم إنكارها في أحيان كثيرة.
وقالت: «اليوم دعونا نذكر بوضوح الحقائق في هذا المجلس ليتم حفرها إلى الأبد في سجل الكونغرس: الهمجية التي ارتكبت بحق الشعب الأرمني كانت إبادة جماعية».
وبالأمس، وبعد إقرار المجلس بالإبادة الأرمنية، بدت حالة التخبط والإرباك تظهر على أردوغان من خلال تصريحات متناقضة أطلقها بهذا الخصوص، حيث اعتبر أن القرار «لا قيمة له»، ثم قال: إنه «أكبر إهانة للشعب التركي!»، حسب «أ ف ب» التي نقلت عنه أيضاً: أن «تصويت مجلس النواب كان مسيساً»، ملمحاً إلى أن برلمان بلاده سيطرح قراراً مضاداً.
من جهته اعتبر وزير خارجية النظام التركي مولود تشاوش أوغلو، أن «مجلس النواب الأميركي يحاول الانتقام بسبب الاتفاقيات التي وقعتها بلاده مع واشنطن وموسكو» بشأن انسحاب الميليشيات الكردية خارج منطقة الحدود السورية مع تركيا، حسب «أ ف ب».وفي وقت سابق من يوم أمس استدعت تركيا السفير الأميركي بسبب قرار المجلس.
ولا يزال إلى اليوم أردوغان المهووس باستعادة أمجاد السلطنة العثمانية، يسير وفق نهج أجداده الإجرامي في القتل والتهجير والإبادة، حيث بدأ جرائمه بشراكة عضوية مع التنظيمات الإرهابية ووفر لها الرعاية والتدريب والتمويل وسهل إدخالهم إلى الأراضي السورية لارتكاب المجازر بحق أبناء الشعب السوري، وصولاً إلى عدوانه الموصوف على السيادة السورية واحتلال قواته أراض سورية شمال البلاد.
وكالات
إضافة تعليق جديد