الحسم في إدلب بين الأخبار والواقع
تبدو لغة النار هي الأقرب للحسم في إدلب السورية في ظل عدم التزام المجموعات الإرهابية المتواجدة هناك بالإتفاقيات الدولية التي ابرمت في سوتشي بتأيد روسي إيراني تركي.
وعلى ما يبدو من الأخبار المتداولة خلال الأسبوع الأخير أن الجيش السوري أنهى استعدادته لعملية عسكرية في منطقة خفض التصعيد التي أفرزها اتفاق سوتشي بإدلب، لتبدو جبهة إدلب التي تسسيطر على أكثر من 70 بالمئة من أراضيها فصائل مسلحة على رأسها “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا) على صفيح ساخن ولاسيما بعد خبر قيام جبهة النصرة بإعتداءات إرهابية على قاعدة حميميم الروسية في طرطوس ثلاث مرات خلال أسبوع.
ويأتي هذا فيما أكدت مصادر محلية في ريفي إدلب وحماة أن الغارات الجوية السورية الروسية المشتركة استهدفت خلال الأيام القليلة الماضية أكثر من 100 هدف بشكل مركز للجماعات المسلحة، مشيرة أن الاستهدفات الجوية دمرت بشكل كامل عدد من المراصد ومخازن السلاح والذخيرة للفصائل المسلحة، إضافة إلى تدمير عدد من المغر كان يتحصن في داخلها المسلحون في ريف حماة وجبل الزاوية جنوب إدلب.
ودفع هذا الاستهداف هيئة تحرير الشام لإخلاء معظم مقارها المعروفة في مدينة إدلب ونقل محتواها إلى المناطق الحدودية شمالاً والاكتفاء بنقاط الحراسة في محيطها، وهذا يعني ان المسلحين يستعدون كما يدركون أن الحسم السوري قادم وأن الجيش السوري لن يمنحهم فرص إضافية لتنفيذ ما تم الإتفاق عليه خصوصا وأن إرادة الجيش السوري مدعمة بمباركة روسية ضمنية للقيام بهذه العملية.
وجاءت الرسالة السورية شديدة اللهجة إلى تركيا من خلال تصريح نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الخميس ومفادها أن سوريا ستحرر كل شبر من أراضيها ولن تسمح لتركيا بالبقاء سنتيمتر واحد في الأرضي السورية، مضيفا: “على الجانب التركي أن يعلم أننا لن نقبل ببقاء الجماعات المسلحة في إدلب”، جاءت هذه الراسلة بمثابة رسالة تحزير جدية للجانب التركي والإرهابيين في إدلب وهي تدل على عزم السوريين التوجه إلى إدلب التي تعد آخر معاقل الإرهابيين في الوقت الراهن.
ودعت الولايات المتحدة الثلاثاء روسيا وسوريا لإنهاء ما سمته بالتصعيد في منطقة ادلب في شمال غرب سوريا، مدعية انه سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، فيما قال وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف أن الوضع في إدلب وأنشطة الإرهابيين في مناطق أخرى لايمكن أن يستمر إلى مالا نهاية، فلكل شيء حدود، مضيفا ان بلاده تسعى جاهدة لتحقيق الاتفاق المبرم مع تركيا، بشأن الوضع في إدلب السورية، وأن تنظيم هيئة تحرير الشام، لا يرغب بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، ولهذا يقوم باستفزازات باستمرار.
ونشرت وكالة الانباء السورية “سانا” خبرا اليوم مفاده أن التنظيمات الإرهابية المنتشرة في محافظة إدلب وما حولها تسعى لنقل المزيد من الأسلحة والزج بأعداد كبيرة من المسلحين لبدء هجومها على اتجاهي حماة واللاذقية، وأنها استقدمت تعزيزات كبيرة من المسلحين إلى منطقة مورك لاستهداف مواقع الجيش السوري والسكان المدنيين في المناطق المجاورة تنفيذا لأجندات خارجية تستهدف أمن السوريين جميعاً، وهذا بالطبع سيعجل من عزم الجيش السوري التصدي لهذه العمليات في المنطقة.
ومما سبق يمكن تأكيد حتمية عملية إدلب من قبل الجيش السوري وذلك وبحسب الأخبار الواردة خلال هذا الاسبوع فإن العملية لن تتأخر كثيرا
إضافة تعليق جديد