في رده: د. جمعة يلحس كلامه ويتراجع عن اتهام سعد الله ونوس
«توضيح وتصحيح»:
«لم يخطر في بالي يوماً أن أقف هذا الموقف لتصحيح بعض الاتهامات التي تشاع هنا وهناك لأمر ما، ولكن حصل ذلك، وحين اقتضى هذا الأمر لم أكن معنياً في لحظة من اللحظات بالرد على كل من يشارك في الغمز واللمز، فأنا معني بوضع النقاط على الحروف احتراماً للشرفاء في كل وطننا العربي في هذا الموضوع ووفق هذا الإطار إنما هو خسارة للجميع.
قدّم المحامي يوسف أبو حمود المكلف متابعة القضية من رئاسة الإتحاد يوم الخميس (15/3/2007) مذكرته القانونية الى محكمة الاستئناف المدنية (الغرفة السابقة) في شأن قضية تعويض مرفوعة من السيدة فائزة الشاويش زوجة المرحوم سعدالله ونّوس في العام 2000 حول مشروعية عضوية الكاتب الراحل في الاتحاد بعد إعلان انسحابه الكامل من اتحاد الكتّاب العرب وفق ما يعرفه القاصي والداني في قرار فصل أدونيس، وهي التي رفضت مشاركة الاتحاد في تأبين زوجها يوم وفاته. ولم يكد يمر يوم كامل حتى اتصل بي - هاتفياً - الأستاذ إبراهيم حميدي يوم السبت (17/3/2007) يسأل عن مواضيع عدة بما فيها قضية المرحوم في القضاء، إذ عرف حيثيات ما جرى قبل أن يعلم الاتحاد بها!
وكانت إجابتي واضحة عما عرضه المحامي في عبارته «لو افترضنا جدلاً صحة اعتبار المرحوم ونّوس كاتباً...»، وهذا ما أكده المحامي من حيث أنه كان يهدف من هذه العبارة الى أنه لم يكن عضواً في الاتحاد بحسب الوثائق المثبتة بين يديه، ولم يكن يريد بها أنه ليس مبدعاً، وهذا ثابت في كل المذكرات المبرزة من المحامي المكلف بهذه القضية أمام القضاء وعلى مر سبع سنوات حتى الآن.
ونحن ممن يعترف له بالإبداع. ومن ثم عنيت بقولي: «لو كان هناك عشرة أشخاص يعترفون به ككاتب»، ما ذهب إليه المحامي بأن ما بين أيدينا من وثائق لا تثبت عضويته، ولم أتحدث عنه باعتباره مبدعاً بدليل تقييدي الكلام الذي رواه السيد حميدي (الحكم الآن للقانون، ونحن هنا لمساعدة أعضاء الاتحاد ولسنا سيوفاً مصلتة على رقاب الناس. فهذه عبارة عربية لا غموض فيها وهي تتحدث عن العضوية وما رافقها في شأن التعويض.
وأياً يكن الأمر فقد حمّلني كل من شمّر يده للقدح والذم ما لم يقصده المحامي، وذهبوا بها الى اتهام رئيس اتحاد الكتّاب العرب بنفي كون ونّوس كاتباً مبدعاً، وهذا غير صحيح، فلا الذي ذهب اليه المحامي يرمي الى نفي الإبداع عنه، ولا الذي ذهبت اليه ينفي عنه الإبداع.
هذا ما كان من أمر السؤال عن القضية من خلال الهاتف، وهو الهاتف الذي تحول الى مقالة نشرت في الصفحة الأولى من صحيفة «الحياة» (19/3/2007) بعنوان «اتحاد الكتّاب في سورية يشكك في كون سعدالله ونّوس كاتباً مسرحياً».
ولا أدري بعد الذي قدمناه، هل المقصود مما قلناه نفي الكتابة الإبداعية عن ونّوس؟ سأترك للقارئ العادل الحكم، في الوقت الذي تركت للقضاء الذي أجلّه وأحترمه بأن يقول كلمته الفصل، وأرى نفسي وغيري تحت حكم القانون.
أما ما يتعلق بالحكم النقدي الذي ورد في محاضرة لطلبة التعليم المفتوح قبل سنتين فهو أمر أشد مرارة لأن هذه المحاضرة لا علاقة للدكتور حسين جمعة رئيس الاتحاد بها، فهو لم يكن حينها قد تشرف بثقة زملائه وانتخابهم له رئيساً للاتحاد، وإنما كان أستاذاً جامعياً، ولا يزال له رأي في هذا المقام، والمحاضرة موجودة، وهي تتحدث عن المسرحية في الأدب العربي.
وللأستاذ الجامعي من حرية الرأي والنقد ما يجعله يرى رأياً مغايراً للكثير من الآراء اللهم إلا اذا أريد للأستاذ الجامعي أن يردد ما يحبه الآخرون.
هذا من جهة، ومن جهة ثانية فالمحاضرة ليست مكتوبة بقلم الأستاذ الجامعي وإنما نقل الطلبة ما تحدث به مشافهة، أو تم تسجيل ما يراه بعض الطلبة. وفي الحالين ليس كل منهما سنداً ولا دليلاً للحكم، لأن أي كتابة مبتلاة بنقص المعلومات لعدم قدرة أي كاتب على مواكبة المشافهة، وفضلاً عن هذا فإن أي انسان قادر على أن يحذف من التسجيل ما يريده صاحب عصبية أو هوى لا سيما ما يتعلق بقضية ونّوس التي دبّرت على نحو ما، كما تشي الكتابات الكثيرة في الصحف التي أخذت كلام السيد حميكي في صحيفة «الحياة» وغيَّرت به، من بول شاوول في «المستقبل»، والى صحيفة «تشرين»، وصحيفة «السفير» وسواها أو على نحو ما طُلب من الآخرين أن يتحركوا في التحريض على رئيس الاتحاد.
وأياً يكن الأمر فقد جرى الحديث في المحاضرة حول المسرح العربي بما فيه مسرح سعدالله ونّوس، وتناول أستاذ المادة مفهوم استدعاء التراث وكيف أفاد منه ونّوس في الكثير من مسرحياته وتوقف عند مسرحية «الفيل يا مالك الزمان» و «الملك هو الملك» وما تم فيهما من الإفادة من التراث، ثم بين الفرق بين مسرح ونّوس وبين من أخذ منه، وكيف أنه قدّم للمسرح العربي ما جعله واحداً من المسرحيين العرب الذين يعتد بهم، لا سيما ما يرتبط بالقضايا الوطنية والقومية التي أثارت فينا الرغبة في الوقوف عندها حينما عرضها عرضاً مثيراً ما جعل مسرحياته تترجم الى اللغات العالمية.
وبعد، أرجو أن أكون قد وضعت بين يدي القارئ المنصف حقيقة الأمور من دون أن أتعرض بالنقد والتجريح لأحد.
وأخيراً أقول: أرجو أن يسعفني الزمن بنشر المحاضرة كاملة ليتبين للقارئ كيف اقتطع الكلام الذي أشار اليه كاتب المقال في «الحياة» من سياقه، وسيرى الجميع انني أثنيت على سعدالله ونّوس بما لا يخطر في بال أحد، علماً أن أي رأي نقدي هو رأي أستاذ أكاديمي لا علاقة له برأي رئيس الاتحاد ولا علاقة للمؤسسة به».
حسين جمعة
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد