لا جثث في «الباغوز».. و«بي بي سي» تتحدث عن تحصن مسلحين في تلة قريبة!
كما أراد المخرج الأميركي، أعلنت الولايات المتحدة ثم أداتها «قوات سورية الديمقراطية» أخيراً، إسدال الستار على مسرحية إنهاء تنظيم داعش في شرق الفرات، رغم تأكيد تقارير استمرار وجود مسلحين من التنظيم في تلة قرب بلدة الباغوز، وسط تساؤل عن مصير قادة التنظيم.ووفق ما نقلته عنه وكالة «أ ف ب» للأنباء، أعلن مدير المركز الإعلامي في «قسد» مصطفى بالي في تغريدة على «تويتر» أمس ما قال: إنه القضاء التام على داعش و«خسارة التنظيم لأراضي سيطرته بنسبة مئة بالمئة»، وذلك بعد يوم كامل من إعلان مماثل صدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وبدا إعلان «قسد» طعن في مصداقية ترامب، لا سيما أن بالي نفسه أعلن أمس الأول عقب تصريحات ترامب «تواصل القتال الشرس حول جبل الباغوز في الوقت الراهن للقضاء على أي فلول لداعش».
وكان المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أكد الجمعة، أن داعش لم تنته بعد في سورية، وأن الحكومة السورية هي التي تقاتل التنظيم بحق وليس الولايات المتحدة، وفق ما نقلت عنه وكالة «رويترز»، على حين شكك مصدر في الخارجية الروسية بمصداقية إعلان ترامب في اليوم ذاته أيضاً.
ولفتت «أ ف ب» أمس إلى أن مسلحي «قسد» رفعوا راية صفراء على مبنى داخل آخر بقعة كانت تحت سيطرة التنظيم في الباغوز، وهتف أحدهم للوكالة وقال: «داعش انتهى.. نحن نعيش الفرحة الآن».
في المقابل وفي فيديو بثته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في صفحتها على «فيسبوك»، أكد مراسلها فراس كيلاني، أنه من اللافت عدم وجود أي جثث (في الباغوز) حيث تمت السيطرة على المخيم قبل 4 أيام وجرت حملة تنظيف كبيرة داخل المخيم للألغام ولقتلى التنظيم! وأضاف: ليلة أمس كانت ساخنة جداً وتم استخدام قنابل ربما لم تستخدم من قبل، من خلال الأصوات التي استمعنا إليها.
من جهته، لفت «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض إلى أن «مصير قادة من الصف الأول لدى التنظيم ممن كانوا متحصنين ضمن أحد كهوف مزارع الباغوز خلال ساعات الليلة الفائتة، لا يزال مجهولاً»!
من جهته قال كيلاني في فيديو «بي بي سي»: إن ما تبقى من مسلحي التنظيم يتحصنون في سفح تل صخري تعرض خلال الليلتين الماضيتين لقصف مركز كبير جداً إضافة إلى تقدم «قسد» باتجاه السفح، ولكن حتى اللحظة (بعد ظهر أمس) عندما حاولنا التقدم خلال محور قرب هذا التل تعرضنا لإطلاق نار مصدره من داخل التل الصخري.
جاءت إعلان «قسد» عن انتهاء مسرحية «الباغوز» آخر جيوب التنظيم في شرق الفرات بعد ستة أشهر مما قالت إنه هجوم واسع بدأته في ريف دير الزور الشرقي بدعم من «التحالف الدولي» بقيادة أميركية، لم يكن خلالها التنظيم يسيطر سوى على كيلو مترات قليلة جداً.وحاول خلال تلك الفترة كل من «التحالف» و«قسد» تصوير الأمر على أنه معارك عنيفة بين الطرفين، لكن ما حقيقة ما جرى أن اتفاقاً جرى خرج بموجبه دواعش من الجيب المحاصر في ريف دير الزور الشرقي إلى جهات مجهولة.
ووفق «أ ف ب»، أحصت «قسد» خروج أكثر من 67 ألف شخص من جيب التنظيم منذ مطلع العام، بينهم خمسة آلاف إرهابي تم توقيفهم، إضافة إلى عدد كبير من أفراد عائلات مسلحي التنظيم، وبينهم عدد كبير من الأجانب، الذين تم نقلهم إلى مخيمات لا سيما مخيم الهول (شمال شرق).
من جهته كشف متزعم «قسد»، مظلوم عبدي عن مقتل 11 ألف مسلح من «قسد» وأصيب أكثر من 21 ألف بإصابات مختلفة جراء حربهم مع التنظيم، وفق مواقع معارضة.
ورغم ذلك اعتبرت «أ ف ب» أن «حسم المعركة في منطقة دير الزور لا يعني انتهاء خطر التنظيم، في ظل قدرته على تحريك خلايا نائمة في المناطق الخارجة عن سيطرته واستمرار وجوده في البادية السورية المترامية الأطراف.
الوطن
إضافة تعليق جديد